صرّح مسؤولون، أمس الأربعاء، بأنه جرت السيطرة على حرائق الغابات المُدمرة، التي شهدتها اليونان، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 79 شخصاً، إضافة إلى 187 جريحاً، وقال وزير الحماية المدنية نيكوس توسكاس: إن حريقاً في سفح جبل على مسافة 70 كيلومتراً غربي أثينا؛ هو الحريق الوحيد، الذي لم يتم احتواؤه بعد، فيما تواصل فرق الإنقاذ ومتطوعون، البحث عن المزيد من الضحايا في المنازل المحترقة في بلدة رافينا الساحلية الواقعة شرقي أثينا، والتي تعد الأكثر تضرراً من الحرائق.وبينما تشير الحصيلة الأولية الرسمية إلى أن عدد قتلى الحرائق وصل إلى 79، فإن وسائل إعلام يونانية، ذكرت أنه تم اكتشاف المزيد من الجثث، وأن رؤساء بلديات المناطق، الذي شهدت حرائق يحذرون من أن حصيلة القتلى قد ترتفع بصورة أكبر بكثير.وتدفقت المساعدات على أثينا؛ حيث أرسلت قبرص ورومانيا وإيطاليا طائرات أفراداً من القوات؛ للمساعدة في السيطرة على الحرائق، التي تعد الأسوأ في تاريخ اليونان في موسم الحرائق منذ سنوات.وواصل رجال الإطفاء، الأربعاء، عمليات البحث عن الأشخاص العالقين في بيوت أو في سيارات متفحمة في محيط منتجعي ماتي ورافينا شرقي أثينا، اللذين اجتاحتهما الحرائق.وقد حصلت الكارثة، التي وصفتها وسائل الإعلام اليونانية، بأنها «مأساة وطنية»، بعد ظهر الاثنين؛ حيث انتشرت ألسنة لهب الحريق، الذي اندلع على جبل قريب من بنديلي، وأججته رياح بلغت سرعتها 100 كلم في الساعة، واجتاحت ماتي، التي تبعد 40 كلم عن أثينا، وأحرقت مئات المنازل.وفر أصحابها وهم في حالة ذعر إلى الشاطئ القريب؛ حيث اضطر عدد كبير منهم إلى البقاء أكثر من ساعة في الماء؛ لينجو بنفسه.وصدم اليونانيون، الثلاثاء؛ لهول الأمر، خصوصاً عند العثور في المنطقة نفسها على 26 جثة متفحمة، بعضها «لأطفال صغار».وقال فاسيليس اندريوبوليس؛ وهو أحد عناصر الإنقاذ، «عثر عليهم يتلاصقون على شكل مجموعات، في محاولة أخيرة لحماية أنفسهم».وقالت ألينا مارزين (20 عاماً) السائحة من فوبرتال بألمانيا، التي كانت في فندق «كابو فردي» في ماتي، مساء الاثنين، مع والديها وشقيقها «رأيت ألسنة اللهب أمام نافذة الفندق، وظننت أنه سينفجر».وقد أُجلوا بعد ساعات، ونُقلوا إلى مرفأ رافينا على متن طوافات لشرطة المرافئ، وواصل حوالي المئة من عناصر الإطفاء، بمؤازرة من الشرطة وعشرات من المتطوعين، طوال نهار الثلاثاء، عمليات البحث عن ضحايا محتملين في هذه المنطقة الغارقة وسط النيران.وذكرت المتحدثة باسم الجهاز ستافرولا ماليري، أن عناصر الإطفاء تلقوا «عشرات الاتصالات» من أشخاص يبحثون عن ذويهم.وقال المستشار البلدي في رافينا، ميرون تساغاراكيس «أخشى وجود ضحايا آخرين ومفقودين، ولاسيما من المسنين». وحتى مساء الثلاثاء، لم تنشر الحكومة عدد المفقودين.ومن إجمالي 187 شخصاً نقلوا إلى المستشفيات، كان 82 ما زالوا يتلقون العلاج مساء الثلاثاء، منهم عشرة في حالة خطرة، و11 طفلاً لا تدعو حالاتهم للقلق.وأمضى الناجون ساعات قلق وسط غيمة من الرماد على اليابسة أو في الماء، في انتظار وصول أجهزة الإنقاذ، وغرق ستة على الأقل، ونقل حوالي 715 شخصاً على متن سفن عسكرية أو خاصة إلى مرفأ رافينا.وقال رئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس: «اليونان اليوم في حالة حداد»، معلناً في كلمة إلى الأمة عبر التلفزيون، الحداد الوطني ثلاثة أيام، وستنكس الإعلام حتى الجمعة.وألغت الرئاسة الاحتفالات، التي كانت ستقام، الثلاثاء، في ذكرى عودة الديموقراطية إلى اليونان في يوليو/تموز 1974، وخصصت وزارة المالية 20 مليون يورو؛ «لتلبية الحاجات الملحة للبلديات والمواطنين المتضررين».وأعلن المتحدث باسم الحكومة عن إعفاءات من الضريبة العقارية لعام 2018 للمواطنين والعائلات المتضررة، وعن تعويضات أيضاً.وقال رئيس بلدية رافينا إيفانغيلوس بورنوس «ماتي لم تعد موجودة»، مشيراً إلى أضرار لحقت «بأكثر من ألف مبنى و300 سيارة». وذكر رجال الإطفاء أن «النار كانت تتقدم، مساء الثلاثاء، في قطاع فالي وسط منازل متفرقة»؛ لكن بؤرة أخرى قد نشطت مجدداً على مستوى كينيتا غربي أتيك؛ حيث وقعت أضرار، الاثنين؛ لكن لم يتم تسجيل ضحايا، وقالت مسؤولة عن رجال الإطفاء، إن ثلاث قرى جديدة في كينيتا «قد أُخليت على سبيل الاحتياط».وحصلت البلاد التي فعلت الآلية الأوروبية للحماية المدنية، على المساعدة وخصوصاً الوسائل الجوية، من إسبانيا وفرنسا وبلغاريا وتركيا وإيطاليا ومقدونيا والبرتغال وكرواتيا، فيما تدفقت برقيات التعزية من الخارج.وكتب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في تغريدة أن «المفوضية لن تدخر جهودها؛ لمساعدة اليونان»، وأعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برقية إلى تسيبراس أن «الآلام التي يشعر بها المنكوبون تؤثر فينا جميعاً»، وأعرب البابا فرنسيس عن «حزنه العميق»، فيما أكد الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرج «تضامن» الحلف مع اليونان.وأعلنت الحكومة، أنها ستتكفل بمراسم الدفن والجنازات، كما أنها ستتكفل بتدابير ضريبية لمصلحة المنكوبين، وفتحت النيابة تحقيقاً حول أسباب الحرائق.وقبل أن يثور جدل حول رد فعل أجهزة الدولة، أشارت الحكومة إلى أنها اضطرت إلى مواجهة ظاهرة «قصوى» و«غير مألوفة»، كما قال تسيبراس، وتحدث ديميتريس تزاناكوبولوس عن «اندلاع 15 حريقاً في وقت واحد على ثلاث جبهات مختلفة» في أتيك، وأضاف أن الولايات المتحدة قدمت طائرة بلا طيار؛ للتحليق فوق المنطقة «ومراقبة أي نشاط مشبوه والإبلاغ عنه».
مشاركة :