فريق التحرير من المفترض أن الشعار المكتوب أعلى لافتة وزارة الخارجية الإيرانية هو "لا شرقية ولا غربية"، في حين أن النظام الحاكم لهذه الدولة يختبر لسنوات طويلة طرقًا مختلفة لعلاقاته مع الشرق والغرب. كانت هذه المقدمة الذي بدأ بها الكاتب الإيراني "آرش عزيزي" مقاله؛ حيث تناول فيه التقارب والغزل المتبادل بين الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" ورئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، معتبرًا أن هذا التقارب فشل جديد لسياسة "خامنئي" الخارجية. بدأ عزيزي مقاله –الذي ترجمته "عاجل"- بالإشارة إلى أن سياسة التوجه إلى الشرق، التي كان يصر عليها المرشد الإيراني "علي خامنئي"، فشلت في معركة سوريا، في حين أن حتى سياسة التقارب للغرب الذي ينتهجها الرئيس "حسن روحاني" أثبتت فشلها هي الأخرى بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي. ورأى عزيزي أن في الوقت الذي تخسر فيه إيران سياساتها وتوجهاتها الخارجية شرقًا وغربًا؛ نجح "نتنياهو" في إيجاد صديق جديد على ساحة السياسة الدولية، وهو "بوتين". وأشار عزيزي إلى أنه لوقت قريب كانت تصف وسائل الإعلام الأصولية في إيران بوتين بأنه رجل قوي في الجبهة المضادة للولايات المتحدة. أما اليوم فيُشار إلى أن بوتين لم يقترب من إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" فحسب، بل توجه بشكل أكبر إلى تل أبيب في مباحثات أزمة سوريا ووضع القوات الإيرانية هناك. واختتم عزيزي مقاله بتأكيد أن الوضع الراهن على الساحة الدولية يُشير إلى عزلة إيران، سواء في العالم الغربي أو حتى الشرقي. وشهدت العلاقات بين روسيا وإيران توترًا غير مباشر في الآونة الأخيرة؛ حيث كان أبرزها الصمت الروسي عن ضرب القوات الإيرانية الموجودة في الأراضي السورية بعد قصفها من قبل القوات الإسرائيلية. وكانت تقارير قد أشارت إلى أن هذه الضربة كانت بتنسيق روسي إسرائيلي تم الاتفاق عليه خلال الزيارة الأخيرة لرئيس وزراء كيان الاحتلال "بنيامين نتنياهو" إلى موسكو، فيما اعتبره محللون موافقة روسية صريحة على ضرب قوات إيران في سوريا.
مشاركة :