ترامب يعتبر تجارة الصين «خبيثة» وبكين تدعو «بريكس» إلى رفض الحمائية

  • 7/26/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

فيما قمة «بريكس» للاقتصادات الناشئة مجتمعة في جوهانسبورغ، وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقاداً للصين التي وصف ممارساتها التجارية بـ «الخبيثة»، في وقت اعتبر الرئيس الصيني شي جينبينغ أنه يجب رفض حرب تجارية عالمية لأنه لن يكون هناك فائز فيها، داعياً دول مجموعة «بريكس» إلى رفض النزعة الانفرادية. بالتزامن أعلن الاتحاد الأوروبي أمس استعداده لفرض رسوم جمركية على بضائع أميركية بقيمة 20 بليون دولار، في حال نفذت واشنطن تهديدها في فرض رسوم على السيارات. وكان مقرراً أن يلتقي رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر مع ترامب لحل النزاع التجاري، على أمل عدم فرض رسوم على السيارات والمكونات الأوروبية والتوصل إلى اتفاقات. وفي آخر انتقاد يوجهه ترامب لثاني أكبر اقتصاد في العالم على وقع حرب تجارية بين الجانبين، كتب في تغريدة على «تويتر»: «الصين تستهدف مزارعينا الذين تعرف إنني أحبهم وأحترمهم، وهي وسيلة لإجباري على السماح لها بالاستمرار في الاستفادة من الولايات المتحدة». وأضاف: «إنهم يتصرفون بخبث في محاولتهم التي ستكون فاشلة. تصرفنا بلطف، حتى الآن! وكسبت الصين 517 بليون دولار على حسابنا العام الماضي». وهدد بفرض رسوم جمركية جديدة على واردات صينية بقيمة 500 بليون دولار، عازياً فائض تجارة الصين مع الولايات المتحدة إلى تلاعب بكين. وأعطت تهديدات ترامب المتواصلة حافزاً جديداً لدول «بريكس» (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) لتحسين التعاون التجاري، ووجد مسؤولون في القمة التي تستمر ثلاثة أيام في جوهانسبرغ، موقفاً جماعياً مناصراً للتجارة العالمية، علماً أنه الاجتماع الأول منذ أطلقت إدارة ترامب مسعى لإعادة موازنة التجارة المتعددة الأطراف والتي وصفها ترامب بغير العادلة (راجع ص11). وأكد الرئيس الصيني في افتتاح قمة بريكس أمس أن «لا فائزين» في أي حرب تجارية، في تحذير مباشر للرئيس الأميركي، وقال: «تتزايد الأحادية والحمائية، وتوجه ضربة قوية للتعددية والنظام التجاري المتعدد الأطراف»، من دون أن يذكر الولايات المتحدة بالاسم. وقال: «نواجه خياراً بين التعاون والمواجهة، بين الانفتاح وسياسة الأبواب المغلقة، بين الفائدة المشتركة ومقاربة إفقار الجار». وأضاف أن الصين «ستواصل تنمية نفسها وأبوابها مفتوحة على مصراعيها». وأكد أن الصعود الجماعي للأسواق الناشئة والدول النامية «غير قابل للإيقاف، وسيجعل النمو العالمي أكثر توازناً». على خط موازٍ، قالت مفوضة الاتحاد الأوروبي سيسيليا مالستروم لصحيفة «داغنز نياهتر» السويدية عن فرض رسوم أميركية على السيارات الأوروبية: «نأمل بألا يحدث ذلك، وبأن نتوصل إلى حل، وإلا فإن المفوضية الأوروبية تعد لائحة طويلة من المنتجات الأميركية تصل قيمتها إلى نحو 20 بليون دولار». وأضافت مالستروم التي ترافق يونكر في زيارته لواشنطن: «ليست لدينا استراتيجيا أخرى غير استراتيجيا الحوار». كما قالت في حديث مع شبكة «سي أن أن» الأميركية: «سنشرح بأن الاتحاد الأوروبي ليس عدواً بل صديق وحليف. نتشارك المقاربة نفسها في شأن تحديث منظمة التجارة العالمية». واستبق يونكر لقاءه ترامب، وخفض في تصريح للإذاعة الألمانية العامة «تسي دي أف»، صقف التوقعات من اللقاء، قائلاً: «لسنا أعداء الولايات المتحدة، لدينا ماض مشترك يجب ألا ننساه. لكني لست متفائلاً للغاية». وأضاف: «أعرف ترامب جيداً. التقيته مراراً، وأعرف كيف أتعامل معه، وأعرف كيف يتعامل هو مع الآخرين. سنتفاوض على قدم المساواة». وأكد أنه يريد «تجنب حرب تجارية»، مشدداً في المقابل على أن الاتحاد الأوروبي لن «يذعن». وقال: «إذا وصلنا إلى الرسوم الجمركية الأميركية على السيارات، فسيتخذ الاتحاد الأوروبي إجراءات انتقامية، بمقدورنا الرد بطريقة مناسبة وفورية». وحذر المدير العام لمنظمة التجارة العالمية روبرتو أزيفيدو من أخطار التوترات التجارية وتهديدها الاقتصاد العالمي.

مشاركة :