أكد خبراء أن تكنولوجيا «البلوك تشين» يمكن أن تلعب دوراً بارزاً في تطوير وتغيير شكل السوق العقارية الإماراتية واقتصادها، بفضل تضمينها مستويات جديدة من الشفافية، فضلاً عن استقطاب كبار اللاعبين والاستثمارات والمستشارين من العالم. وأشاروا إلى أن «إحدى الفرص الكبيرة في السوق العقارية تتمثل في استخدام «البلوك تشين» لشراء الأصول العقارية بالعملات المشفرة، ما يعني أن المستثمر يمكنه شراء جزء من العقار عوضاً عن شرائه كاملاً، ويمكن متاجرة هذه الأجزاء عبر الإنترنت خلال ثوانٍ. وأكدت شركة «كريبتيك» المتخصصة في مجال الاستثمار في «البلوك تشين»، ثقتها بأن «هذا التوجه سيصبح ظاهرة خلال العام الحالي، بخاصة للأشخاص الذين يشترون للمرة الأولى والذين لم يتمكنوا سابقاً من الشراء بسبب ارتفاع الأسعار». وأوضحت أن «استراتيجية البلوك تشين 2021 التي أطلقتها دبي الذكية، ستدعم اقتصاد الإمارة من خلال كسب ثقة المستثمرين الدوليين واستقطاب موجة جديدة من الاهتمام الخارجي بالسوق العقارية المزدهرة». وأشار مدير «كريبتيك» عمر جاكسون إلى أن «المبادرات الحكومية التي نشهدها اليوم، ستلعب دوراً في تحويل دبي إلى مركز عالمي للتكنولوجيا، والذي بدوره سيساهم في إيجاد فرص اقتصادية في القطاعات كافة، إلى جانب المستوى العالي من الشفافية الذي سيطغى على السوق، الأمر الذي تتطلع إليه كبرى المؤسسات المالية العالمية، كما أن حضورها ووجودها سيعززان الثقة بالاستثمار في العقارات في دبي». وبدأت دولة الإمارات خطوة نحو إطلاق عملات مشفرة ومن ثم بورصة لتداولها تحت مظلة هيئة الأوراق والسلع في الدولة، وذلك بعد اعترافها في اجتماعها الأخير بتنظيم إصدارات الأصول الرقمية كأوراق مالية. وشرع مجلس هيئة أسواق المال الإماراتية في العمل على تنظيم الإجراءات الخاصة بتداول هذه الأصول الرقمية، بعدما اطلع على دراسة لأفضل الممارسات العالمية في هذا الشأن. وتضمنت الخطة المقدّمة من الهيئة مجموعة من الآليات ضمن مشروع متكامل لتنظيم الأوراق المالية والسلع الرقمية. وبدأ «مكتب دبي الذكية» التعاون مع كل من شركة «أي بي إم» و»كونسينسس» العالميتين، بالشراكة مع مؤسسات القطاعين العام والخاص في الإمارة، لتنفيذ مبادرة استخدام تقنيات «بلوك تشين» في الخدمات المقدّمة في قطاعات مدينة دبي، بهدف تعزيز التجارب الحياتية في المدينة خلال العام الحالي. وقال المدير التنفيذي لـ«مؤسسة حكومة دبي الذكية» وسام لوتاه إن «العام الحالي سيشهد بدء تطبيق المرحلة التجريبية لمشاريع البلوك تشين مع شركاء حكومة ومكتب دبي الذكية في القطاعين الحكومي والخاص، وستشمل 20 جهة». وقعت «موانئ دبي العالمية» أمس، عقد امتياز لمدة 20 عاماً قابلاً للتجديد تلقائياً لمدة 20 عاماً أخرى، لتطوير مركز لوجستي متطوّر وتشغيله خارج العاصمة باماكو في جمهورية مالي، باستثمار مبدئي يبلغ 50 مليون دولار أميركي في المرحلة الأولى. وسيشكّل المركز منصة لوجستية متعددة الوسائط مزوّدة بمستودعات برية للحاويات ومحطات شحن تسهّل تصدير السلع واستيرادها. وأكدت «موانئ دبي العالمية» في بيان لها، أن «المشروع يتضمن محطة شحن داخلية للحاويات، ستدعم نمو الاقتصاد المالي، عبر تسهيل عمليات استيراد وتصدير البضائع. ومن المتوقع أن يستغرق العمل في إنجاز المرحلة الأولى التي تنطلق العام المقبل، نحو 18 شهراً». وبموجب الاتفاق، ستزود «موانئ دبي العالمية» حكومة مالي بثلاث قطارات لدعم حركة البضائع والمسافرين على طول خط باماكو - داكار للسكة الحديدية. وسيعمل «مركز مالي اللوجستي» أيضاً على خفض الوقت اللازم لمعالجة دخول المنتجات إلى السوق في مالي على نحو ملموس، في سياق الجهود الرامية إلى تذليل العقبات أمام حركة التجارة والنمو الاقتصادي للبلد». كما ستؤمن «موانئ دبي العالمية» بموجب الاتفاق، الخدمات الإلكترونية المتكاملة من خلال منصة التعاملات الإلكترونية غير الورقية لتسريع حركة البضائع وتيسير التجارة. وقال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة «موانئ دبي العالمية» سلطان أحمد بن سليّم، «من المتوقع أن يحقق الاقتصاد المالي نمواً مطّرداً خلال العقدين المقبلين، مدفوعاً بنمو كبير في الاقتصاد والسكان»، مضيفاً أن «مركز مالي اللوجستي» سيقدم للبلد «منصة لوجستية ضرورية تهدف إلى تسهيل الإجراءات أمام صادرات وواردات البضائع عبر ميناء داكار الذي تديره موانئ دبي العالمية». وأكد «التزام الشركة بتمكين التجارة في المنطقة وتشجيع ازدهار كلّ من الشركات المحلية.