لها من أثر إيجابي ملحوظ على تحسن حالات المرضى من البدناء وحتى ذوي البدانة البسيطة بنسب تتراوح بين 60 و70 في المئة. وبين بهذا الصدد الآثار السلبية الأخرى للسمنة على حياة الإنسان مشيرا إلى أنها من الأسباب الرئيسية لأمراض القلب والجلطة والضغط والسكر وأمراض الجهازين الهضمي والتنفسي وأمراض النساء والمفاصل فضلا عن الأمراض النفسية كالاكتئاب. وقال إن السمنة أصبحت ظاهرة "وبائية" منتشرة حول العالم لا سيما في منطقة الخليج العربي والكويت كما أنها تشكل عبئا حقيقيا اقتصاديا وماليا واجتماعيا وصحيا على الحكومات والسلطات الصحية. وأضاف أن منظمة الصحة العالمية تصنف (وباء السمنة) على أنها "المشكلة الصحية الأولى في العالم" متقدمة على مرض السرطان والأمراض الناجمة عن التدخين. وعن نسبة انتشار السمنة في الكويت ذكر أنها تصل إلى 70 في المئة من إجمالي عدد السكان كما أنها تنتشر بذات النسبة تقريبا في بقية دول الخليج. وعزا السبب الرئيس في زيادة نسبة انتشار السمنة بين سكان دول الخليج والكويت خصوصا إلى "أسلوب الحياة والرفاه الاجتماعي والوفرتين المالية والغذائية فضلا عن تدني الوعي الصحي" لدى مواطني هذه الدول. ولفت إلى أنه وبالرغم من برامج وزارة الصحة التوعوية حول السمنة بشكل عام وسمنة الأطفال بشكل خاص "إلا أنها تبقى مسؤولية المجتمع والأسرة في مواجهة انتشار السمنة وحماية الأفراد من أسبابها". وأشار إلى أن الكويت تتبوأ المركز الأول وعلى أقل تقدير الثاني عالميا بالتناسب مع عدد السكان من ناحيتي انتشار السمنة وإجراء عمليات (جراحة السمنة) "إذ تعد نسبة70 في المئة نسبة مرتفعة جدا". وفيما يتعلق بالإمكانيات المتوفرة لدى اختصاصي جراحة السمنة في الكويت أشاد الجار الله بالمستوى "المتقدم" الذي يحظى به العنصر البشري مؤكدا تفوق الأطباء الكويتيين على نظرائهم في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا من حيث الخبرات المتراكمة والتمرس وسط توفر أحدث الأجهزة وأدوات عمليات (جراحة السمنة) بتكاليف مقبولة لمختلف شرائح المجتمع الكويتي. وفي سياق آخر شدد الجار الله على أهمية زيادة الوعي لدى مرضى السمنة حول تلقي الخدمة الصحية موضحا أن كثيرا من المرضى ينظرون إلى الجانب المادي والتكاليف المنخفضة لإجراء العملية بعيدا عن مستوى الخدمة الصحية المقدمة لهم. وأكد أهمية تلقي المريض المتابعة اللازمة من قبل الطبيب الجراح وذلك لتجنب أي مضاعفات قد تواجهه لاحقا معتبرا إجراء بعض الأطباء أكثر من 30 عملية في اليوم الواحد دون وجود متابعة قريبة لمرضاهم "أمر غير مقبول". وعن تعدد أنواع عمليات (جراحة السمنة) قال إن العمليات الثابتة هي التكميم وتحويل المسار وحلقة المعدة و(البالون) كما أنه هناك عمليات أخرى بدأت تظهر عالميا وتأخذ حيزا من الانتشار أخيرا كعملية (تحويل المسار المصغر) لكنها بحاجة إلى دراسة أكثر لتقييم نتائجها. وأوصى الجار الله الأطباء في الكويت بالقيام في العمليات "الموثقة" من قبل وزارة الصحة والتي بدورها تشرف على لجنة متخصصة من كبار الاستشاريين بدراسة كل أنواع العمليات الجديدة والافتاء بالرأي الطبي حولها بعد أن تقيم نتائج العمليات وفق معايير مؤسستي الغذاء والدواء الأمريكية والأوروبية المعتمدتين عالميا. وبالنسبة للمشاركة في مؤتمر جراحة السمنة الذي تنظمه الجمعية الأردنية في عمان أكد أهمية المشاركة بهدف تبادل الخبرات في مجال (جراحة السمنة) فضلا عن تسليط الضوء على التجارب والأبحاث الكويتية أمام المشاركين. وذكر أن المؤتمر الذي يختتم أعماله اليوم الخميس يمثل "فرصة سانحة" أمام المتدرب والطبيب والاستشاري للاحاطة بكل جوانب التطور العلمي في (جراحة السمنة) والاطلاع على أحدث الأساليب والتقنيات المستخدمة. ويناقش المؤتمر الأول لجمعية جراحة السمنة الأردنية الذي يقام بالتعاون مع الاتحاد الدولي والرابطة العربية لجراحة السمنة على مدى يومين 60 ورقة علمية يقدمها 60 محاضرا من أمريكا وأوروبا ودول عربية اضافة الى الأردن حول آخر التطورات العلمية في جراحة السمنة.
مشاركة :