دينا محمود (لندن) لا تزال الزيارة المثيرة للجدل التي يقوم بها أمير قطر تميم بن حمد إلى بريطانيا تثير عواصف الغضب في الأوساط السياسية والشعبية، وهو ما طال خلال الساعات الماضية زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين، بعد عقده ما وصف بـ»اجتماع خاص» مع الزائر غير المرغوب فيه. واستنكرت وسائل إعلام بريطانية استقبال كوربين لحاكم الدوحة، بالرغم من السجل المخزي لنظامه في مجال حقوق الإنسان، والانتهاكات الصارخة التي تشهدها قطر بحق مئات آلاف العمال الأجانب المشاركين في تشييد المرافق التي يُفترض أن تستضيف منافسات بطولة كأس العالم لكرة القدم المقرر إقامتها عام 2022. ولم تنجح التصريحات التي أدلى بها متحدث باسم زعيم حزب العمال وأكد فيها أن اللقاء تناول أوضاع الحريات وحقوق الإنسان ومونديال 2022، في تخفيف حدة الانتقادات اللاذعة التي واجهها كوربين، خاصة بعدما ذَكَّرَ البعض بأنه أحجم عن لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته الأخيرة للعاصمة البريطانية قبل أسابيع. وعُقِد لقاء كوربين - تميم في أجواءٍ من التكتم مماثلةً لتلك التي تخيم على الزيارة التي لم يعلن عن جدول أعمالها رسمياً رغم أنها مستمرةٌ منذ الأحد الماضي، وهو أمرٌ غير معتاد في الزيارات الرسمية التي يقوم بها حكام العالم للمملكة المتحدة. وعزا مراقبون هذه السرية إلى خشية المسؤولين القطريين من أن يلاحق المتظاهرون المناهضون لسياسات «نظام الحمدين» حاكم قطر بالاحتجاجات، على غرار التظاهرة الحاشدة التي نُظِمَتْ أمام مقر البرلمان البريطاني الاثنين الماضي، ورفع المشاركون فيها لافتاتٍ تندد بتمويل تميم للإرهاب ودفعه فديةً تُقدر بمليار دولار إلى تنظيمات متطرفة في العراق وسوريا قبل سنوات. ووصفت صحيفة «دَيلي إكسبريس» البريطانية واسعة الانتشار سجل قطر في مجال حقوق الإنسان بالمروع، وأبرزت في تقريرٍ حملات الاستنكار المتصاعدة التي يشهدها الشارع لزيارة تميم، واعتبرت الحملات التي حفلت بانتقاد سياسات النظام القطري سمةً لتلك الزيارة، التي دُشِنت خلالها العديد من الوسوم على مواقع التواصل الاجتماعي، للإعراب عن رفض وجود تميم في بريطانيا. ونقلت «دَيلي إكسبريس» عن منظمة العفو الدولية تأكيدها ضرورة أن يدفع المسؤولون، حاكم قطر إلى إجراء إصلاحاتٍ لأوضاع العمالة الوافدة في قطر، وأن يغتنم فرصة كأس العالم 2022 لتجسيد ذلك على أرض الواقع. وقال المتحدث كيري موسكوجوري إنه سبق للدوحة أن تعهدت بإجراء سلسلة إصلاحات لتحسين مستوى احترام حقوق العمال، وقد حان الوقت الآن للوفاء بهذه التعهدات. ووجه مطالب للسلطات القطرية في هذا الشأن، من بينها السماح لكل العمال الموجودين في قطر بالمغادرة وتغيير وظائفهم إذا أرادوا ذلك، بالإضافة إلى ضمان تقاضي هؤلاء العمال أجوراً عادلة، واستشهدت «دَيلي إكسبريس» بما قالته وزارة الخارجية الأميركية من أن العمال القادمين من مختلف أنحاء آسيا وأجزاء من أفريقيا، يخضعون لنظام «العمل بالسخرة» بشكلٍ روتيني.
مشاركة :