قال وزير الخارجية الإسباني جوزب بوريل أمس إنه لا يستبعد اتفاق دول الاتحاد الأوروبي على إرجاء المهل المحددة لخروج بريطانيا من التكتل وتجنب فشل المفاوضات حول «بريكست». وقال بوريل في لقاء صحفي «يبدو لي من المستحيل تصور أن الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة سيصلان الى يوم يقولان فيه (إنه طلاق قاس ولينتزع كل طرف ما يستطيع). سنخسر الكثير نحن وهم». وأضاف الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي ان «ما هو ليس مستحيلا هو أن يصل موعد انتهاء المهلة وأن يكون هناك اتفاق باجماع كل دول الاتحاد لإرجاء الموعد. لكن يجب التوصل الى اتفاق». ويفترض أن تغادر بريطانيا الاتحاد في نهاية آذار/مارس 2019. ويريد الطرفان التوصل الى اتفاق بحلول نهاية تشرين الاول/اكتوبر ليتم إبرام النص في الوقت المحدد. لكن الجانبين أكدا أنهما يستعدان لفرضية فشل في المفاوضات. من جهة أخرى، انتقد بوريل قرار ايطاليا إغلاق مرافئها أمام المهاجرين ودعا الى تبني سياسة أوروبية طويلة الأمد في مواجهة أزمة الهجرة، معتبرا أنها «أخطر من أزمة اليورو». وقال وزير الخارجية الإسباني إن ايطاليا اغلقت طريق الهجرة الذي كان يمر عبر ليبيا «بشكل مثير للجدل ما سيؤدي بلا شك الى مشاكل على المستوى الأوروبي أخطر من تلك التي سببتها دول الشرق» التي رفضت استقبال لاجئين في إطار نظام الحصص الذي تبنته المفوضية الأوروبية. وأضاف بوريل إن حل مشكلة الهجرة «لا يمكن أن يقضي بتعديل دائم» لتوزيع المهاجرين الواصلين، موضحا ان إسبانيا أيضا يمكنها أن تطلب إعادة توزيع المهاجرين عندما يعبرون الحدود البرية للجيبين الإسبانيين في المغرب، لكنها لا تفعل ذلك. وقال بوريل الذي تولى مهامه في بداية حزيران/يونيو إن سياسة اوروبية حقيقية في قضية الهجرة تعني «للسنوات العشرين او الثلاثين المقبلة ماذا سنفعل بمئتي مليون نسمة إضافيين في منطقة الساحل؟ هذا ما سأحاول طرحه على الطاولة». وأكد ان الاتحاد الأوروبي يجب ان يتبع «سياسة هجرة على الأرض، في الدول الأصلية (للمهاجرين) وإلا فإن كل ما نقوم به هو نقل الضغط من مكان الى آخر»، مشيرا الى ان إغلاق الطريق الليبية حوّل المهاجرين الى المغرب وإسبانيا حيث وصل منذ بداية العام عدد أكبر من الذين توجهوا الى ايطاليا. ورأى أن حل «أزمة الهجرة (...) أصعب من حل ازمة اليورو لأن أمدها أطول وتطال كل الجوانب النفسية والثقافية والمرتبطة بالهوية، والمجتمعات الأوروبية ليست في وارد مواجهة ذلك».
مشاركة :