عادت العمالة الأجنبية إلى سوق الخضار المركزي بالدمام مستغلة فترة التصحيح التي تستمر حتى مطلع شهر محرم المقبل، وعلل مواطنون عودة العمالة التي وصفوها بالقوية إلى استغلال فترة التصحيح التي غابت فيه الجهات المختصة عن مخالفتها. وفي جولة قامت بها "الرياض" في سوق الخضار رصدت من خلالها محاولات يائسة للشباب السعودي حيث لا يزال قرار السعودة في محلات الخضار والفواكهة حائراً بين التطبيق الفعلي والتشديد في المتابعة فالعديد من البسطات لم تلتزم بتنفيذ القرار وباتت العمالة الوافدة أهم ركائز السوق فالمتتبع للقرار الإلزامي بسعودة الوظائف منذ إقراره أواخر العام 1420ه وحتى وقت قريب قبل ثلاثة أعوام تقريباً كان يسير بالاتجاه الصحيح واستطاع أن يوفر مالايقل عن 40 الف وظيفة للسعوديين في ذلك الحين ولكن سرعان ماعادت العمالة الوافدة لإحكام قبضتها على السوق من جديد. وأكد بائعون أن العمالة تتكاتف مع بعضها البعض حيث إن البسطة الواحدة يعمل بها ثلاثة أشخاص ما بين بائع وحمال ومساعد، مما يشجع المشتري الذي تجذبه العمالة منذ دخوله السوق بالعروض موضحين أن السعودي يبيع ويغيب عن محله عندما يذهب لتحميل ما اشتراه الزبون مما يفقده زبائن آخرين، ناهيك عن التعاون مابين العمالة التي تعمل في الشركات المزودة للسوق بالخضار والفواكه حيث التعاون مثمر في التسهيلات عند تنزيل بضاعة معينة بينما السعودي لا بد أن يدفع مقدماً. وروى الشاب حسين الجبوري أحد أقدم الشباب السعودي في سوق الخضار المركزي بالدمام يروي لنا فصول عودة العمالة الأجنبية للسيطرة على السوق، حيث يقول إن الحملات التفتيشية المفاجئة قلت بشكل كبير وملحوظ وسرعان مابدأت العمالة في ممارسة الكثير من الضغوط على السعوديين عن طريق البيع بأسعار تقل بكثير عن الأسعار السائدة بخلاف تعاطفهم وتعاونهم الكبير فيما بينهم والذي بدوره خلق بيئة تنافسية غير عادلة ماحدا بالكثير من الشباب ترك هذه المهنة بعدما كانت مصدر دخل مجز لهم ولأسرهم. وبسبب العشوائية وسوء التنظيم وتصرفات العمالة الأجنبية تدنت مستويات النظافة حيث ناشد مواطنون الجهات المختصة بالالتفات عاجلاً لوضع السوق الذي يعتبر الأقدم في المنطقة منتقدين وبشدة وضع النظافة الذي يحيط بالسوق من جميع الجهات خصوصاً وأن كل مايباع في السوق يؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان، فعمال النظافة يأتون فقط يوم واحد في الأسبوع وبقية الأيام يظل السوق بلا عناية ناهيك عن إغلاق دورات المياه في السوق منذ مايزيد عن العام. وقال فلاح الناشي " بائع" إن البضاعة في مثل هذه الأيام من العام تتعرض للتلف السريع نظراً لعدم وجود تكييف يخفف عليهم لهيب الحر القاسي ويحفظ بضائعهم من التلف، ويتفق معه أحد الزبائن المرتادين للسوق حيث أوضح أن التكييف يجعل من التسوق أكثر سهولة ومتعة خصوصاً في فصل الصيف الذي يعزف الكثير من الزبائن عن الشراء من السوق المركزي ويتجهون إلى محلات بيع الخضار داخل الأحياء.كما رصدت "الرياض" أحد الباعة في السوق ممن يحملون الجنسية البنغلاديشية ويدعى عبدالباقي والذي تنكر في زي سعودي والذي تحاشى التحدث إلينا حتى لاتكتشف حيلته وبعد محاصرته بالعديد من الأسئلة اعترف أن ارتداءه للزي السعودي بغية التمويه على الحملات التفتيشية التي قد تفاجئهم في أي لحظة. ومن جهة أخرى بين عبدالله الناصر أن حوادث السرقات في ازدياد بعد أن يقفل السوق أبوابه ليلاً خصوصاً بسطات السعوديين وهذا بلاشك يندرج – على حد تعبيره – تحت المضايقات التي تمارسها العمالة الوافدة ضد البائع السعودي، مطالباً بتوفير رجال أمن أسوة ببقية الأسواق الأخرى التي يتوفر بها حراس من قبل شركات أمنية لحماية السوق من أيدي العابثين. ومن المشاهدات التي رصدتها "الرياض" انتشار الباعة المتجولين على أرصفة السوق تحت أشعة الشمس مايعرض صحتهم وبضائعهم للتلف.
مشاركة :