سيشعر المسافر براً من العاصمة الرياض والمتجه إلى المنطقة الشرقية بالصدمة حينما يتجه يميناً عند "آبار سعد" ليسلك طريق الوسيع - خريص وصولاً إلى محافظة الأحساء، ومبعث الصدمة يتمثل في الفارق الكبير بين مستوى الطريقين في توفر وسائل السلامة، والصيانة لطبقة الإسفلت وكل التفاصيل التي تحيط بالطريق، ولعل ما يزيد الموضوع غرابة أن طريق الأحساء يشكل أهمية كبيرة كونه الطريق البري للحجاج والمعتمرين القادمين من الأحساء ومن الدول الخليجية، كما أن هذا الطريق يشكل شرياناً رئيساً لمنطقة عمل شركة أرامكو السعودية؛ مما يعني القيمة الاقتصادية الكبيرة وقبل ذلك القيمة الإنسانية التي تستوجب حماية أرواح مستخدميه! عدسة "الرياض" رصدت خلال الأيام القليلة الماضية جانبا من أوجه القصور التي يعانيها الطريق. تصحّر! طريق الأحساء - خريص والذي لا يتجاوز طوله 172 كلم يبدو أن لصحراء الدهناء التي يخترقها تأثير واضح عليه، فعلامات التصحّر تبدو جلية، فالرمال المتحركة ملازمة له وتغطي أجزاءً منه، وطبقة الإسفلت تآكلت أجزاء منها (لاسيما من الوسيع إلى خريص)، وهنا تبدو جهود وزارة النقل متواضعة حيث اكتفت بعمليات ترقيع لا فائدة منها، فيما تشكو طبقة الإسفلت من تباعد فترات الصيانة وهو ما يبدو واضحاً من خلال تغير لون طبقة الإسفلت التي تحول لونها للأبيض مع وجود تصدعات وفطور تؤثر على سلامة مستخدميه. جمال سائبة يحمل سجل هذا الطريق سلسلة طويلة من أرواح المسافرين عليه جراء الجمال السائبة التي تعبر الطريق صباح مساء، ورغم عمر هذا الطريق الطويل إلا أنه ظل بلا سياج يمنع عبور الجمال في أمر محير، ففي مقاربة بسيطة يتساءل المسافرون على هذا الطريق: لماذا وضعت وزارة النقل سياجا لمنع عبور الجمال على طريق الرياض الدمام والذي يبغ طوله نحو 450 كيلو، وامتنعت من وضعه على طريق الأحساء - خريص رغم قصره ؟! كما يفتقر الطريق إلى سياج في الجزيرة الوسطية، وقد شهد حوادث مأساوية تسببت في وفاة الكثيرة جراء دوران الشاحنات عبر الجزيرة وفي أوقات مختلفة دون اكتراث، كما تتنقل السيارات من مسارها إلى المسار المعاكس لأي سبب كان الأمر الذي يسبب حوادث مميتة، حيث يشير العاملون في هيئة الهلال الأحمر والمرور إلى تكرار وقوع حوادث الاصطدام بالجمال السائبة على هذا الطريق والتي غالباً ينجم عنها مآسٍ ووفيات. مطالب مهمة يشدد مستخدمو طريق الأحساء - خريص على أهمية تكثيف الآليات المخصصة لإزاحة الكثبان الرملية المتحركة، فالجزء الرابط بين الوسيع وخريص تغطي جزءا منه الكثبان الرملية مما يشكل خطرا على قائدي المركبات، وفي ذات السياق تمنى المسافرون أهمية إيجاد مراكز لأمن الطرق على طريق الأحساء - خريص، والطريق يصل الأحساء بطريق الدمام الرياض السريع لتوفير مزيد من السلامة والأمن على هذا الطريق الحيوي. حركة مرور دائمة للطريق رغم غياب تجهيزات السلامة طبقة الإسفلت وقد تهالكت في جزء من الطريق
مشاركة :