طمأنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، مواطنيها إلى أنها أعدّت خطة طوارئ لانسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت) من دون اتفاق، وإذا قررت بروكسيل الامتناع عن التعاون مع لندن. وأعلنت الحكومة أن الخطة تلحظ تخزين أغذية وأدوية ومواد طبية، فيما طالب أحد المتشدّدين المناهضين للاتحاد بمحاكمة «الموالين لأوروبا بتهمة الخيانة». ودعت ماي البريطانيين إلى «الهدوء وعدم القلق»، مضيفة أن حكومتها أعدّت خطة لما بعد «بريكزيت»، ستطبّقها إذا لم «تتوصل إلى اتفاق مع الاتحاد في آذار (مارس) العام المقبل». وأوضحت أن الخطة تلحظ «تخزين المواد الأساسية، في حال توقف الاستيراد من أوروبا، إما نتيجة الضغط على الموانئ والطرق، وإما نتيجة الخلاف مع بروكسيل». وسُئلت عما إذا كانت تصريحاتها تشكّل تحذيراً للمواطنين، فأجابت: «أريد أن أطمئن الجميع وأدعوهم إلى الهدوء. تخوض الحكومة مفاوضات ونعمل للخروج باتفاق جيد... لكن علينا أن نكون مستعدين لكل الاحتمالات». وتابعت أن الخطة «لا تتعلّق بتخزين المواد (الأساسية) في حال الخروج من دون اتفاق فحسب، بل كي نستمرّ في حياتنا الطبيعية». وجاءت تصريحات ماي بعدما أعلن وزير الصحة مات هانكوك، أنه التقى مسؤولين صناعيين لمناقشة تخزين «كميات من الدم واللقاحات والأدوية والمواد الطبية الأخرى، تحسّباً للخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق». وأكد ذلك وزير «بريكزيت» دومينيك راب. وفاقمت تصريحات ماي انقساماً لدى حزب المحافظين الحاكم، وأتاحت لمعارضي خطتها للخروج من الاتحاد ولـ «الموالين»، شنّ هجمات عليها. وانضم النائبان جون رينتول وتشوكا أوما إلى المطالبين بتنظيم استفتاء ثانٍ على «بريكزيت»، يأخذ في الاعتبار التطورات الجديدة والتحوّلات لدى الرأي العام. إلى ذلك، اتهم نائب رئيس الوزراء الإرلندي سايمون كوفنيماي ماي بـ «التظاهر بالشجاعة عندما تحدثت عن أخطار الخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق». وأضاف: «سمعتُ كثيراً من النقد خلال الأسابيع الماضية، لكن ذلك كله نوع من ادعاء الشجاعة. وأعتقد بأن بريطانيا لا تستطيع تحمّل الخروج من دون اتفاق، وكذلك الأمر بالنسبة إلى إرلندا وبروكسيل». الى ذلك، لم يستبعد وزير الخارجية الإسباني جوزب بوريل توقيع الاتحاد وبريطانيا اتفاقاً لإرجاء المهل المحددة لـ «بريكزيت» وتجنب الفشل. وزاد: «يبدو لي مستحيلاً تصوّر أن الاتحاد والمملكة المتحدة سيصلان الى يوم يقولان فيه: إنه الطلاق ولينتزع كل طرف ما يستطيع. عندها سنخسر الكثير جميعاً». وتابع الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي: «يمكن الوصول إلى موعد انتهاء المهلة وأن يكون هناك اتفاق بإجماع كل دول الاتحاد لإرجائه».
مشاركة :