خطورة تلاشي الواقع!

  • 7/27/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

للأسف فإن كل تكنولوجيا جديدة لا نستفيد منها لجعل حياتنا أجمل.. كل برنامج أو تطبيق إلكتروني نستخدمه بإغراقٍ في الترفيه الذي يقضي على أوقاتنا ويدمر مصالحنا ونضحي من أجله بكل شيء. أستغرب كيف يهدر شخص عاقل راشد أكثر من 10 ساعات يوميًّا في لعبة إلكترونية لا تسمن ولا تغني من جوع؟! بل ويستخدم بطاقة الفيزا ليشتري ما يجعله يبدو قويًّا في هذه اللعبة، دون أي فائدة تُذكَر، إلا لعقدة نقص تحتاج إلى طبيب نفسي. شيء محزن أن ترى كبار سن راشدين وهم ينغمسون في هذا العالم الرقمي المخيف، كأنهم أسرى مربوطون رغمًا عنهم، لا يستطيعون تنظيم أوقاتهم وعيش حياتهم بطريقة سوية؛ فكيف نعتب على الأطفال ونحاول أن نحميهم من إدمان تلك الألعاب الإلكترونية التي بدأت تهدد حياتهم بفرط الحركة والتوحد وغيرهما من الأمراض النفسية التي وصلت حد الانتحار وشنق النفس؟! الاستخدام المفرط للتكنولوجيا الرقمية، ولهذا العالم الافتراضي، بدأ ينهي عالمنا الواقعي، ويدخلنا في دوامة الوهم، وضرب التصالح الداخلي حتى لم نعد نشعر بإنسانيتنا. حتى حواسنا بدأت تفقد وهجها وقيمتها، ولم تعد مشاعرنا في فرح أو عزاء سوى مجرد نسخ ولصق الرسالة التي سبقت. ظهرت مؤخرًا آخر دراسة عن تأثير العالم الرقمي وخطورته، تتحدث عما يسمى "خارج السياق"؛ حيث يؤخذ النص أو المحتوى خارج السياق الذي أنشئ من أجله ليذهب في تأثير عكسي كما أراد له من أخرجه من سياقه. ولي رأي شخصي كمتخصص إعلامي: أن الخطورة الكبرى التي بدأ العالم الافتراضي يهددنا بها، هي تلاشي الواقع.. اندثار القيم الواقعية والأخلاق الواقعية لتحل مكانها قيم افتراضية رقمية، ليصبح الإنسان خاليًا من إنسانية، وليس له قيمة سوى أنه "مستخدم" رقمي.. وهنا الكارثة!

مشاركة :