لا أنسى ذكرياتي بالمملكة وأحن للعودة

  • 7/27/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أحبت الرسم منذ طفولتها، تعد لوحاتها مصدراً للجمال والأصالة والثراء، حيث يميل أسلوبها إلى التعبيرية التجريدية الممزوجة بالفن الشعبي الأصيل، حاصلة على بكالوريوس التربية النوعية (شعبة تربية فنية) من جامعة القاهرة عام ١٩٩٣م، حيث كانت الأولى على دفعتها، تعمل معلمة للتربية الفنية، شاركت في كثيرٍ من المعارض الفنية وحصلت على عديد من التكريمات، إنها الفنانة التشكيلية مها زين الدين، التي التقيناها، وكان هذا الحوار: * كيف ومتى بدأت مها زين الدين رحلتها مع الفن التشكيلي؟ - رحلتي مع الفن بدأت منذ الصغر، عندما لاحظت والدتي اهتمامي بالرسم وشغفي به، فكانت أكبر داعم لي وعملت على صقل موهبتي وتنميتها وتشجيعي، بعد حصولي على الثانوية العامة توجهت للالتحاق بكلية التربية النوعية، تحديداً شعبة التربية الفنية، ومع دراستي بها كنت شغوفة جداً بكل المواد التي أدرسها، وكان لذلك أثر كبير في تفوقي طوال السنوات الأربع وحصولي على المراكز الأولى في الترتيب، بعد انتهاء دراستي ونظراً لبعض الظروف العائلية ابتعدت لفترة عن الفن، حتى عدت بعد غياب طويل للعمل كمعلمة تربية فنية، كما عدت لاستكمال دراسة الماجستير بالجامعة، هذا إلى جانب كوني فنانة تشكيلية، أشارك في المعارض المختلفة. * نلاحظ غلبة التجريد الممزوج بالفن الشعبي على أعمالك الفنية، لماذا؟ - يستهويني التجريد، فلا حدود فيه، والتعبير عن كل شيء مباح، ما يجعل الأمر ممتعاً ويفتح آفاقاً واسعة لي في الخيال والإبداع، والانطلاق اللامحدود في التعبير، كما تستهويني رموزنا الشعبية لأنها تعبر عن أصولنا وجذورنا ومفرداتنا الشعبية، وهي غنية وثرية جداً، فكانت هي المحرك الأساسي المثير لخيالي، ودفعتني للمزج بينها وبين الخامات الموجودة في البيئة من حولي، كي أعمل على توظيفها في لوحاتي بشكل يثري أعمالي ويعطي لها بعداً آخر متفرداً وخاصاً. * الفن التشكيلي بالنسبة لكِ هو...؟! - حياة الروح، هو عالم آخر جميل، فيه كل ما يداعب خيالي، فالفن بالنسبة لي حياة جميلة أعشقها. * تستخدمين المعالق وبقايا الأقمشة والمعادن والزجاجات الفارغة، في بعض أعمالك الفنية، حديثنا قليلاً عن هذا التوظيف الفني لتلك الأشياء في إبداعك؟ - استغلالي لتلك الخامات كان نتاجاً لمحاولتي التغلب على قلة ميزانيات التربية الفنية في مدارسنا، وأيضاً ارتفاع أسعار الخامات، كانت لدي طاقة وأفكار كثيرة للعمل، ففكرت في الخامات البيئية الموجودة حولنا وغير المستغلة وتشكل أيضاً عبئاً في التخلص منها بطريقة آمنة، في مدرستي، حيث أعمل معلمة للتربية الفنية لاحظت شغف تلاميذي بالفكرة، رغم تعجبهم منها في البداية، وبالفعل تجاوبوا معي وبدأنا بتنفيذ بعض الأفكار التي انبهروا بنتائجها، وأشعر بالفخر أنني نجحت في تنمية الحس والتّذوق الفني لدى هذا الجيل الصغير، كما استفدت من ذلك كثيراً في أعمالي لأن ذلك أعطى للوحاتي نكهة مميزة. * هل تدريس الرسم للأطفال يختلف عن تعليمه للكبار؟، إلى أي مدى يكون الأمر صعباً؟ - لكل مرحلة عمرية سماتها الخاصة، سواء الجسدية أو الإدراكية أوالانفعالية، لذا يختلف تدريس الفن لكل فئة عمرية عن الآخرى حسب ما يميزها، وذلك كي يحقق التدريس مبتغاه، ولا أظن أن هناك عند تدريس الفن لأي مرحلة، شريطة أن يعي مدرس الفنون سمات المرحلة العمرية، وكيفية التعامل معها وما يصلح من الفنون لتدريسه لها. * لستِ غريبة عن المملكة العربية السعودية، فقد قضيت على أرضها جزءاً من عمرك، حدثينا عن ذكرياتك بها؟، وهل هناك أشياء مازلت تربطك بها؟ - بكل تأكيد فإن الفترة التي قضيتها بالمملكة العربية السعودية كان لها أثر عظيم عليّ، فهى وطني الثاني، حيث ترعرعت بها منذ صغري إلى المرحله الثانوية، ولي فيها صديقات في منزلة الأخوات من السعوديات، والحمد لله حفظت القرآن الكريم هناك بحكم دراستي، وهي كبلد تميزت بالأمن والأمان والرخاء مما أثرت إيجاباً في حياتي وتنشئتي. وأنا لا أستطيع نسيان ذكرياتي بهذا البلد الجميل، وأحن للعودة له دائماً.

مشاركة :