نظم مستشفى الملك فهد بجدة الدورة الرابعة الأساسية لتشريح الجيوب الأنفية بالمنظار وقاع الجمجمة الأمامي وذلك في الفترة من 23 – 26 من الشهر الحالي وهي تعتبر نقلة نوعية مهمة في سلسلة نشاطات المركز من حيث كونها تنظم للمرة الثانية بالمملكة وتحت إشراف ومشاركة أبرز الأساتذة العالميين في هذا المجال. حيث تكمن أهمية هذا النشاط كونه إضافة مهمة في طريق تأسيس فرق عمل لمثل هذه الجراحات المتقدمة جداً والتي ظل مرضى اعتلالات قاع الجمجمة ولعقود كثيرة من الزمن يعالجون بطرق تحتاج لفتح الرأس وللكثير من المعاناة و لفترات طويلة من العلاج والنقاهة. برزت فرق العمل في مجال جراحة قاع الجمجمة بالمناظير تدريجياً في أواخر التسعينات من القرن الماضي وكانت تتضمن جراحات بسيطة مثل رتق ثقوب قاع الجمجمة الأمامي التي تتسبب في تسرب سائل المخ إلى الأنف ثم تبعها تدرج للوصول إلى استئصال بعض الأورام بالغدة النخامية ثم تبعها تطور في كيفية التعامل مع الأورام الصغيرة في قاع الجمجمة وكذلك الالتهابات العظمية أو تكون خراج بقاع الجمجمة في بعض الحالات ثم تطورت هذه الجراحات تدريجياً حتى أصبح من الممكن التعامل وبالمنظار عن طريق الأنف إلى المناطق المحيطة بالجيوب الأنفية مثل فتح انسداد القناة الدمعية عن طريق الأنف دون فتحة جراحية بالوجه، وكذلك أمكن التعامل مع استئصال الأنسجة الملتهبة أو بعض الأورام داخل تجويف العين عن طريق مناظير الأنف، ومع تطور التكنولوجيا الطبية الخاصة بالأدوات الجراحية مثل المرشد الملاحي أصبح من السهل التعامل بأمان مع أورام قاع الجمجمة الممتدة لتجويف المخ دون فتح تجويف الرأس وتجنب إصابة الأنسجة والأوعية الدموية الهامة داخل تجويف المخ ومن ثم رتق أماكن الفتح بقاع الجمجمة. وعن التقنيات الخاصة المستخدمة في هذه الإجراءات: يتم استخدام التقنيات العالية من الأشعة التشخيصية وخاصة المغناطيسية والأشعة الخاصة بتحديد الشرايين المغذية لتلك الأورام واستخدام جهاز المرشد الملاحي لتحديد مكان العمل بدقة كبيرة لتجنب مضاعفات إصابة الأنسجة الهامة في تلك المنطقة. أما مايخص فريق العمل الطبي الخاص بجراحة قاع الجمجمة فهو يتألف من جراح مناظير أنف وجيوب أنفية وجراح مناظير مخ وأعصاب بحيث يتوجب على جراح مناظير الأنف والجيوب الأنفية فتح طريق من الأنف والجيوب الأنفية للوصول لقاع الجمجمة في منطقة إجراء الجراحة ومن ثم فتح تجويف المخ عن طريق حفارات (درلات) خاصة لنشر عظم قاع الجمجمة ليأتي دور جراح مناظير المخ والأعصاب للتعامل مع الورم داخل تجويف المخ واستئصاله دون المساس بالأعصاب والأوعية الدموية الهامة في تلك المنطقة و بعد ذلك يقوم جراح مناظير الأنف والجيوب الأنفية بترميم الفتحة المتبقاه بقاع الجمجمة وتسرب السائل المحيط بالمخ و وضع سنادات خاصة لتثبيت قاع الجمجمة. وقد أفاد الدكتور محمد زهران – رئيس الدورة واللجنة العلمية - استشاري مناظير الأنف والجيوب الأنفية وقاع الجمجمة بمركز الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى الملك فهد بجدة بأن العمل الخاص للجنة العلمية بدأ منذ حوالي العام لتحديد والتواصل مع المتحدثين المتميزين في هذا المجال من أمريكا وايطاليا واسبانيا ومصر وكذلك الكفاءات المميزة من مناطق المملكة المختلفة فكان نتائج ذلك هذه الكوكبة العالمية من المتحدثين والمدربين، حيث تمت استضافة ثمانية عشر متحدثاً منهم خمسة من خارج المملكة وثلاثة عشر من منشآت المملكة الطبية المرموقة بالإضافة إلى مستشفى الملك فهد بجدة ومدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة ومدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة ومدينة الملك فهد الطبية بالرياض وكذلك مستشفى الأمير سلطان العسكري بالرياض ومستشفى الأمير سلمان بالرياض. ويشرف على هذا النشاط العلمي المتميز الدكتور عبدالمنعم حسن الشيخ الذي هو دائماً قدوتنا ومرشدنا وما نحن فيه اليوم إنما بفضل توجيهاته وإرشاداته ويرأس اللجنة المنظمة الدكتور محمد عبدالعزيز الشنبري والذي ابتدأ تصريحه بشكر الله عز وجل على تسهيل إقامة هذه الانشطة العلمية لاسيما أن هذا النشاط يعد من الأنشطة الدائرة وأحد المستجدات المهمة في مجال جراحة الجيوب الأنفية وقاع الجمجمة باستخدام المناظير المتطورة. وحيث إن هذا النشاط عبارة عن منظومة متكاملة برزت بتشكيلها النهائي بجهود مبذولة من أسرة المركز وإدارة المستشفى الموقرة ودعم الشؤون الصحية والوزارة في أبرز ماهو جديد ومهم للأطباء العاملين في هذا المجال. وكذلك لا نستثني دعم الشركات الداعمة لإقامة هذا النشاط حتى يعود بالنفع للأطباء المتخصصين في هذا المجال واكتساب المهارات في مجال هذه الجراحات المعقدة.
مشاركة :