من المعروف أنّ عملية خسوف القمر هي ظاهرة فلكية نادرة الحدوث، وتقع عندما يحجب ظل الأرض ضوء الشمس المنعكس من القمر في الأوضاع العادية، وينتظر الكثيرون بشوق حدوث هذه الظاهرة، في حين أنّ البعض يخاف منها، وتشهد المملكة العربية السعودية يوم غدٍ الجمعة الموافق 27 يوليو وقوع حالة خسوف كلي، وفي إطار ذلك تتكاثر الدراسات المنشورة في الشبكة العنكبوتية حول تأثير عمليتي الخسوف والكسوف، وحالات القمر بشكل خاص على السلوك البشري، ولكن ما مدى حقيقة ذلك؟ التقت "سيدتي نت" بالباحث الفلكي "مُلهَم هندي" ليُخبرنا عن رأيه حول ذلك فقال: "لا توجد أي أدلة أو ارتباط علمي واضح صادر من جهة موثوق فيها يؤكد ارتباط خسوف القمر بنفسية الفرد أو السلوك البشري العام". وأضاف "وليس لخسوف القمر تأثير واضح حتى الآن على الكرة الأرضية أجمع، وغالبية الدراسات التي تُنشر عبر صفحات العالم الإلكتروني هي من قبيل علم التنجيم أو "العلم الزائف" – كما نُسميه - وليس علم الفلك، لذا لا مبادئ وأسس علمية يستند عليها، وذلك لأنّ المهتمين بعلم التنجيم مهمتهم الرئيسية التحذير والتخويف المبالغ فيه خاصةً فيما يتعلق بظواهر الخسوف والكسوف كي يؤثروا على نفسية الأشخاص بشكل مضلل، كذلك ذات الأمر ينطبق على من يدّعون تأثير مسارات الكواكب على حياة الإنسان أو وظائفه في الحياة، لا يوجد أي رابط بينهما". كما أخبرنا الدكتور والباحث الفلكي وخبير الأرصاد الجوية "خالد الزعّاق" عن رأيه قائلاً: "ظواهر الخسوف والكسوف هي ظواهر طبيعية جداً، وتحدث كل سنة في الكرة الأرضية على اختلاف أنواعها، وليس لتلك الحوادث تأثير البته على السلوك البشري وعلى السلوك المناخي من أعاصير وزلازل وما شابه ذلك". واستطرد "ولكن ربما هناك تأثير على السلوك النباتي وعلى الحشرات بالنسبة لكسوف الشمس فقط، فالطيور تأوي حينها إلى أوكارها ظناً منها بأن الليل قد حلّ، ويعلو صياح الكلاب لاعتقادها بأنّ الليل أيضاً أتى، أما التغييرات على السلوك الزراعي فيكون من ناحية انكماش بعض الزهور نتيجة لغياب الشمس أو انكماشها، ولأن هذه الظواهر حدث فيها نوع من المد والجزر بالنسبة للثقافات البشرية القديمة فربطوها بسلوكيات البشر، وبعد ظهور الدراسات العلمية أثبتت هذه الدراسات أنّه من صميم الكون حدوث هذه الظواهر الغريبة والنادرة، لذا جميع ما يُذكر حول تأثير هذه الظواهر بتزايد العنف هو خرافة حدثت منذ القدم، ونصيحتي أنّ يتم استغلال هذه الحوادث في غرس القيّم العلمية في المجتمع وخاصةً الناشئون ومعرفة دقة الأجرام السماوية".
مشاركة :