بعد رفع الرئيس السوري بشار الأسد العلم في القنيطرة وتوعده باستعادة محافظة إدلب وتصفية عناصر «الخوذ البيضاء» المدعومة غربياً، بدأ حلفاء واشنطن في مجلس سورية الديمقراطية (قسد) زيارة لدمشق هي الأولى من نوعها، لفتح قنوات للتفاوض على مستقبل المناطق الواقعة تحت سيطرتها في الشمال. توجت قوات سورية الديمقراطية (قسد) المدعومة من واشنطن، تحركات الأكراد الذين يسيطرون على نحو ربع أراضي سورية لفتح قنوات تفاوض مع حكومة الرئيس بشار الأسد، بزيارة هي الأولى لدمشق، بهدف بحث مستقبل مناطق الإدارة الذاتية لهم. ووفق الرئيس المشترك لمجلس «قسد» رياض درار، فإن «الوفد الذي يضم قيادات سياسية وعسكرية برئاسة الرئيسة التنفيذية للمجلس إلهام أحمد موجود بدمشق منذ يومين بناء على طلب الحكومة السورية»، مضيفاً: «نعمل للوصول إلى الحل بخصوص شمال سورية بالكامل، وليس لدينا أي شروط مسبقة للتفاوض، ونتمنى أن تكون المحادثات إيجابية». وذكر درار أنه ليس هناك أجندة محددة للمحادثات، وأنها قد تتوسع بحيث «تكون لقاءات بعضها أمني، وبعضها سياسي»، متوقعاً أن تركز على أمور مثل تقديم الخدمات في مناطق الإدارة الكردية الذاتية. وأشار درار إلى محادثات مع وفود من دمشق لعودة موظفي الدولة وإصلاح سد الطبقة، الذي انتزعته «قسد»، بدعم بري وجوي أميركي، من تنظيم «داعش» العام الماضي. وتعد هذه الزيارة الأولى للجماعات الكردية الرئيسية، التي تجنبت إلى حد كبير المواجهات مع الأسد خلال الحرب الدائرة منذ سبع سنوات، بعد إعلانه السيطرة على مساحات واسعة، ووضعه «خيارين للتعامل مع المشكلة الوحيدة المتمثلة في قسد»، الأول «فتح الأبواب أمام المفاوضات، والثاني القوة». وتصاعد نفوذ الأكراد، الذين لم تتم دعوتهم رسمياً في أي محادثات أو مفاوضات دولية بشأن مستقبل سورية، مع انسحاب قوات النظام تدريجياً من مناطق سيطرتها في 2012، ليعلنوا لاحقاً الإدارة الذاتية ثم النظام الفدرالي قبل نحو عامين في «روج أفا» (غرب كردستان). الأسد يتوعد وفي مقابلة مع وسائل إعلام روسية نشرت أمس الأول، شدد الأسد على أن الأولوية الحالية له هي استعادة السيطرة على محافظة إدلب، التي تسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على الجزء الأكبر منها، متوعداً من جهة ثانية بـ«تصفية» عناصر «الخوذ البيضاء». وقال الأسد: «هدفنا الآن هو إدلب على الرغم من أنها ليست الهدف الوحيد، فهناك بالطبع أراض في شرق سورية تسيطر عليها جماعات متنوعة. لهذا السبب سنتقدم إلى كل هذه المناطق، والعسكريون سيحددون الأولويات، وإدلب واحدة منها». وأضاف «انتهينا من تحرير الغوطة، وسننتهي من تحرير الأجزاء الجنوبية الغربية» قرب الحدود مع الأردن وإسرائيل»، حيث علق نحو 650 من «الخوذ البيضاء» بعد نقل 422 منهم وأفراد عائلاتهم إلى الأردن الأحد الماضي. وفي حين دعا ملايين السوريين للعودة، علق الأسد على عناصر «الخوذ البيضاء» بقوله: «إما أن يلقوا الأسلحة في إطار العفو الساري منذ أربع أو خمس سنوات، وإما تتم تصفيتهم كبقية الإرهابيين». المسار السياسي وأقرّ رئيس هيئة التفاوض نصر الحريري بتكبد المعارضة «خسارات عسكرية مهمة»، إلا أنه شدد على أنها «لم تخسر الحرب»، داعيا إلى تفعيل المسار السياسي وتطبيق بيان جنيف والقرار 2254 للدخول في مرحلة انتقالية يتم خلالها تشكيل حكومة تضم ممثلين عن الحكومة والمعارضة، وإجراء انتخابات. وأكد الحريري من الرياض، أن المجتمع الدولي فوّض هذا الحل إلى روسيا، حليفة النظام. واستبعد حصول معركة في محافظة إدلب، لأنها «لن تكون سهلة»، معولا على «ضمانة» تركية لمنع وقوعها. السويداء و«داعش» وعلى الأرض، أعلن فصيل «قوات شيخ الكرامة» النفير العام في السويداء أمس، بعد المجزرة الدموية لـ«داعش»، مطالباً زعماء الطائفة الدرزية وكل الفصائل المحلية بتوحيد صفوفها وترك الخلافات، ورفع الجاهزية لحماية المحافظة، وإعادة عشرات المخطوفين المدنيين. وبينما، استقدمت قوات الأسد المتهمة بالتخاذل عن حماية السويداء، تعزيزات إلى قرية الشبكة شنّ «داعش» هجوماً جديداً أمس على مناطق متفرقة شمال شرق المحافظة، المحايدة ذات الأغلبية الدرزية. درعا والقنيطرة وغداة رفع العلم السوري في مدينة القنيطرة وفوق معبرها مع القسم الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان، حققت قوات الأسد تقدماً جديداً على حساب «داعش» في حوض اليرموك بدرعا، بمشاركة واضحة وعلنية من مجموعات كانت سابقاً ضمن فصائل «الجيش الحر» قبل أن تنضم لاحقاً إلى التسوية الروسية. وسيطرت مجموعات المعارضة سابقاً بتغطية من قوات الأسد على تل الجموع وتل عشترة وعدوان وحيط وسحم، ليعود نفوذ فصيل «خالد بن الوليد» إلى الخط الذي رسمه مطلع 2017. بوتين وإردوغان وخلال لقاء جمعه مع نظيره التركي رجب إردوغان على هامش القمة العاشرة لدول مجموعة «بريكس» في جوهانسبورغ، أكد الرئيس الروسي فلاديمير أمس، أن العلاقات تتطور بنجاح وبشكل مطرد في عدة مجالات، بما في ذلك تسوية الأزمة السورية. وقبيل اللقاء، اعتبر إردوغان أن «التضامن بين تركيا وروسيا يثير حسد البعض»، مشيراً إلى أن العلاقات الثنائية تتطور بنجاح في جميع المجالات، من بينها التعاون العسكري والتجارة والثقافة والسياحة.
مشاركة :