من موقع المسؤولية تجاه حماية البيئة الكويتية وإعادة إحيائها ودعمها من النواحي كافة من الجهات الحكومية والخاصة، تستمرّ الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب في تطوير مشروعها الخاص بزراعة الشتلات البرية في محمياتها ومشاتلها بمنطقة الشويخ والعارضية، وذلك بالتعاون مع فريق «حلم أخضر» الذي يضمّ كوادر تطوعية كويتية شابة. أمور عدة في هذا الشأن أوضحها لـ«الجريدة» مدير إدارة الخدمات في الهيئة المهندس فنيس العجمي. أوضح مدير إدارة الخدمات في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب المهندس فنيس العجمي أن الهيئة تعمل على توطين النباتات الصحراوية التي تناسب بيئة الكويت وتستهلك مياهاً أقل على عكس النباتات الأخرى التي لا تتلاءم مع بيئة البلاد الصحراوية. وأعرب عن فخر العاملين في الهيئة بالمشاريع التطوعية وتقديرهم جميع الجهات التي أسهمت في إنجاح تلك المشاريع، مؤكداً أن أهل الكويت دائماً سباقون في دعم الوطن والمؤسسات التعليمية. وقال العجمي إن هذا المشروع الوطني الكبير مفخرة لكل محب للكويت، مثمناً دور الهيئة ومنتسبيها في دعم وتشجيع مثل هذه المبادرات. مليون شتلة برية «كان الهدف من المشروع زراعة 10 آلاف شتلة»، كما ذكر فنيس العجمي، «ولكن وبفضل من الله تطوّر الأمر حتى وصلنا إلى زراعة مليون شتلة برية خلال سنة وخمسة أشهر، ثم أطلقنا المليون الثانية ولله الحمد، وهي مشاركة منا كهيئة في إعادة تأهيل البيئة البرية التي تعاني كثيراً». وتابع: «مليون شتلة برية مشروع لكل كويتي يحبّ هذا الوطن، وباب المساهمة والتطوع مفتوح لكل شخص يرغب في ذلك». وقال العجمي إن التعاون والعمل ضمن الفريق الواحد داخل الإدارة، كذلك الدعم الكبير من المتطوعين، لا سيما فريق «حلم أخضر»، أثمر نجاحات كبيرة، إذ شهدنا حملات عدة لتوزيع الشتلات على المواطنين أولها كان من خلال توزيع 10 آلاف شتلة برية في منطقة كبد في يناير 2017، ثم 10 آلاف شتلة برية أخرى على طريق الملك فهد السريع باتجاه النويصيب في الكيلوا 77. وأوضح العجمي أن الهيئة تعمل بروح التعاون مع الجميع كمؤسسات وهيئات، ومنها هيئة البيئة المساهمة معنا منذ بدء المشروع والداعمة معنوياً والمشجعة لنا. و{بهذا نحقق التكامل والتعاون، والهدف خدمة الكويت وتحسين بيئتها». في البداية وزّعوا أنواعاً محددة من الشتلات البرية، كما أوضح العجمي، كشجرة العرفج التي تعتبر زهرتها الزهرة القومية في الكويت بمرسوم أميري صادر منذ 1981 بعهد أمير البلاد السابق الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله، وبيّن أن النوع الثاني من الأشجار هي شجرة العبل ووزعت على المواطنين من أصحاب الحدائق والمخيمات وأصحاب المزارع. خدمة المجتمع يأتي هذا العمل تماشياً مع توجيهات سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للحفاظ على البيئة الكويتية وإعادة تأهيلها وحمايتها، وفي الوقت نفسه أحتواء الشباب وفتح المجال لهم للتميز بالعمل التطوعي خدمة للكويت وبيئتها، كما قال العجمي، فضلاً عن ترجمة رسالة الهيئة القائمة أساساً على خدمة المجتمع. وبين العجمي أن الهيئة اليوم بهذا المشروع تتعاون مع معظم الجهات الحكومية والبيئية، إذ أهدت أيضاً قبل فترة 40 ألف شتلة برية إلى قرية الموروث الشعبي والمعروفة أيضاً بقرية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على طريق السالمي، ذلك بحضور معالي المستشار محمد ضيف الله شرار. وزُرع جزء منها فيما وُزِّع الجزء الأخر على الزوار من الكويت وخارجها مع تعريفهم بأسمائها وطريقة زراعتها. وأشار إلى أن الهيئة وضمن استراتجيتها بالتعاون البيئي اتفقت أيضاً مع وزارة الأوقاف على تزويد 80 مسجداً بشتلات سواء في المدن الجديدة أو القديمة، وتعاونت مع وزارة التربية، فقدّمت لأكثر من 100 مدرسة شتلات كثيرة، فضلاً عن استقبال الطلبة وأولياء الأمور في مشاتل الهيئة لشرح التجربة الناجحة وإهداء التلامذة شتلات برية كنوع من نشر الثقافة. كذلك تعاونت الهيئة مع شركة نفط الكويت وأهدتها كميات كبيرة من البذور والشتلات لمباني الشركة في منطقة الأحمدي، فضلاً عن أنها زوّدت محمية العبدلية بالشتلات البرية. وتتعاون أيضاً مع هيئة الشباب لزراعة مراكز الشباب ومع المجلس الوطني للثقافه لزراعة جزيرة فيلكا ومناطق الآثار. وثمة تعاون مشابه مع عشرات الوزارات والهيئات... وهذا كله يأتي لحرص إدارة الهيئة على التميز والإنجاز والمساهمة الفاعلة في الارتقاء بالكويت وبيئتها. العالمية هدفنا قال العجمي إن شباب الكويت وبناتها من العاملين والمتطوعين والطلبة يترجمون واقعياً رسالة الهيئة التي تعمل الآن ضمن استراتيجية أن تكون العالمية هدفنا المقبل، خصوصاً أن الهيئة تحقق تميزاً مستمراً في مجالات مختلفة. وللهيئة إسهامات في فعاليات عدة تُقام أثناء الاحتفال بالأعياد الوطنية في المباركية أو غيرها، ذلك من خلال تخصيص ركن لتوزيع الشتلات أو تثقيف الجمهور. وللسنة الثانية أقيم الاحتفال بأسبوع التشجير في محمية اللياح من قبل معهد الأبحاث وهيئة البيئة، وتم تزويده بـ40 ألف شتلة منوعة، وجارٍ التنسيق مع بلدية الكويت لزراعة وتشجير موقع إنجاز الخاص بالمشاريع المتوسطة والصغيرة للشباب الكويتيين بمنطقة الري . وختم العجمي كلامه بتأكيد أن مشروع التطبيقي لزراعة الشتلات البرية هو مشروع للكويت وأن المشاتل مفتوحة لكل زائر، والخبرات والطاقات الموجودة متوافرة لكل من يحتاج إليها، وما هذا إلا دليل على أن الجميع يتعاون من أجل الكويت لتكون دائماً متميزة ومثالية بسواعد أبنائها.
مشاركة :