ما أن أقفل ملف بطولة كأس العالم لكرة القدم في روسيا وتوّج بلقبها المنتخب الفرنسي على حساب نظيره الكرواتي (4-2) حتى فُتح باب الانتقالات على مصراعيه، على الرغم من أن المونديال لم يفرز كمّاً كبيراً من اللاعبين المؤهلين ليكونوا في «مرمى نار» الأندية الساعية الى تعزيز صفوفها.صحيح أنّ خبر انتقال البرتغالي كريستيانو رونالدو من ريال مدريد الاسباني الى يوفنتوس الايطالي طغى على أخبار كأس العالم في أيامها الأخيرة، بيد أن لا صفقات ضخمة أخرى تمت بُعيد «العرس العالمي»، وإن كانت وسائل الاعلام الايطالية تحدثت عن أن إنتر ميلان الإيطالي يبحث في إمكان الحصول على خدمات الأرجنتيني ليونيل ميسي من برشلونة الإسباني رداً على صفقة «السيدة العجوز».«ليو» لم يبدِ يوماً استعداده للخروج من «كامب نو» حيث صنع اسمه وتاريخه، ويبدو بأنّ ما رشح من أخبار حول احتمال انتقاله الى «نيراتزوري» لا يعدو عن كونه «انتصارات وهمية» يحاول إنتر تسجيلها في حق غريمه التقليدي يوفنتوس، علما بأن «دربي إيطاليا» يجمع بين هذين الناديين، وليس بين ميلان والـ «يوفي» كما يعتقد كثيرون.وعلى الرغم من أن لقب أفضل لاعب في المونديال ذهب الى الزميل السابق لرونالدو في ريال مدريد، الكرواتي لوكا مودريتش، فيما آل لقب الهداف الى نجم توتنهام الانكليزي هاري كاين فيما استقر لقب كأس العالم في احضان «الديوك»، إلا ان الأضواء ما زالت تميل ناحية رونالدو وميسي اللذين سيطرا في السنوات العشر الأخيرة على جائزة «الكرة الذهبية» التي تمنح سنوياً من قبل مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية لأفضل لاعب في العالم. ويبدو البرتغالي قريباً جداً من الغنم بها في العام الجاري بعد أن نجح في قيادة ريال مدريد الى التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، على الرغم من الخروج المبكر لـ «سي آر 7» من «روسيا 2018» وتحديداً من الدور الثاني أمام الأوروغواي (1-2).ويتساوى رونالدو مع ميسي في عدد مرات الفوز بـ «الجائزة الرفيعة» بواقع خمسة ألقاب لكل منهما.مجلة «فرانس فوتبول» كشفت بأن الإعلان عن لائحة الـ 30 لاعباً المرشحين ستعلن في الأسابيع القليلة المقبلة، وإن كانت أشارت الى ان الأسماء الفرنسية سيكون لها حضور كبير على خلفية التتويج بكأس العالم، علماً بأنها حددت صراحة رافايل فاران المتوج بدوري ابطال اوروبا مع ريال مدريد، وانطوان غريزمان الفائز بـ «يوروبا ليغ» مع أتلتيكو مدريد الإسباني، وكيليان مبابي بالثلاثية المحلية مع باريس سان جرمان (الدوري والكأس وكأس الدوري).في المقابل، ضمت لائحة الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) لاختيار «الأفضل» للعام 2018 عشرة أسماء تشمل بالإضافة الى رونالدو وميسي، كلاً من غريزمان، مبابي، فاران، البلجيكيين ايدين هازار وكيفن دي بروين، الانكليزي هاري كاين، المصري محمد صلاح، ومودريتش.قد يرى البعض بأن كاين لا يستحق التواجد بين أفضل عشرة لاعبين، إذ انه، وعلى الرغم من تتويجه هدافاً لكأس العالم، فإنه لم يبرز بالشكل اللازم وسجل نصف أهدافه من علامة الجزاء ولم يكن حاسماً بقدر كبير في الأدوار الإقصائية.ويبدو هنا أن الاتحاد الدولي أراد «الدفاع» عن بطولته الأهم، أي كأس العالم، لذا قام بزجّ اسم كاين الذي انتزع لقب الهداف فيها.كاين نسخ انجاز مواطنه غاري لينيكر المتوج هدافاً لكأس العالم 1986 في المكسيك بالرصيد نفسه من الأهداف بيد أن الأول خاض 7 مباريات في «روسيا 2018» من ضمنها مباراة تحديد صاحب المركز الثالث، بينما لعب الثاني خمس مباريات فقط إذ انتهت مسيرة منتخب «الأسود الثلاثة» في تلك البطولة عند حاجز الدور ربع النهائي بعد الخسارة المشهودة أمام «أرجنتين مارادونا» 1-2.وعلى الرغم من ان الاتحاد الدولي «أهم» من مجلة «فرانس فوتبول» إلا أن الجائزة المقدمة من الأخيرة تبقى أكثر جاذبية من تلك المقدمة من الأول، علما ان الجائزتين عاشتا فترة من «الوحدة» بين 2010 و2015.وفي الوقت الذي حصرت فيه «فرانس فوتبول» الاختيار في «صحافيين من مختلف أنحاء العالم»، قرر «فيفا» اتباع نظام مختلف، حيث ستتاح الفرصة للمشجعين حول العالم للمشاركة في عملية التصويت.لدى «فرانس فوتبول»، سيشارك في التصويت 176 صحافياً لاختيار أفضل ثلاثة لاعبين من أصل 30 على ان ينال الأول 5 نقاط والثاني 3 والثالث نقطة واحدة.أما لدى الـ «فيفا»، فسيجري تخصيص نسبة 50 في المئة من الأصوات لمدربي وقادة المنتخبات حول العالم، و50 في المئة يتم تقسيمها بالتساوي بين الجماهير على الموقع الإلكتروني للاتحاد الدولي و200 مندوب إعلامي يتم اختيارهم للمشاركة في التصويت.وتبقى أسئلة عدة تحوم حول جائزتي «فرانس فوتبول» والـ «فيفا»، أولهما يمسّ مصداقية الأولى في ما خصّ «وفائها» للاعبي منتخب بلادها المتوجين باللقب العالمي، وثانيهما يمسّ موقف الثاني في ما خصّ «وفاءه» لمن اختير أفضل لاعب في بطولته الأهم (مودريتش)، وثالثهما يمس «موقف» من سيختار الفائز ومدى حياديته من مسألة الصراع الفردي والجماعي الذي فرض نفسه على الساحة منذ 10 سنوات بين رونالدو وميسي.فهل نشهد عودة إلى «المربع الأول» لصراع «رونالدو - ميسي» رغم «سطوة» المونديال؟
مشاركة :