يشهد العالم، اليوم، احتفاء بـ«اليوم العالمي للغة العربية»، وهو اليوم الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1973م، باعتبار اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية لها، ولكافة المنظمات الدولية المنضوية تحتها. و«الحرف العربي» هو محور هذا العام للاحتفالية باليوم العالمي للغة العربية، بعد قرار الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية «أرابيا» التابعة لليونسكو في اجتماع سابق لها، بناء على اقتراح من مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية؛ لما يمثله «الحرف العربي» من قيمة في الرمز للغة العربية، وحضوره اللافت على مستوى الثقافات والحضارة البشرية، بوصفه إحدى الصور التي تجاوزت الرسم التواصلي إلى الأعمال الفنية والإبداعية. وتتضمن الاحتفالات باليوم العالمي للغة العربية عدة ندوات ومحاضرات وملتقيات، نوقش فيها قضايا اللغة العربية ودورها في تنمية المجتمعات، ومعارض للخط العربي، ومسابقات أدبية، ولقاءات إبداعية، شارك فيها عدد من الخبراء اللغويين، وجمهرة من الكتاب والباحثين والدبلوماسيين والإعلامين والخطاطين. إلى ذلك، أكد الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي أن المركز وضع رؤية مستقبلية للاحتفاء بالعربية في يومها العالمي كل عام، موضحا أن المركز لديه العديد من المشروعات العامة، من أبرزها: إصدار دفعات متنوعة من برامجه في النشر (العربية في بلاد غير العربية)، وتنفيذ ملتقى اللغة العربية في المنظمات الدولية، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين ــ يحفظه الله ــ مؤكدا أن اللغة العربية إرث حضاري باقٍ ومستمر في كثير من هذه البلدان غير العربية التي وصلها الإسلام، كما أن العربية لغة ثقافة وتواصل حضاري. وأوضح الوشمي أن برامج المركز للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية حقق مكاسب علمية، وحضورا فعليا ملموسا للغة العربية، من خلال تنفيذ عدة برامج، وإطلاق مجموعة مشروعات. ورأى الوشمي أن موضوع «الحرف العربي» جاء هذا العام ليكون شعار الاحتفاء العالمي باللغة العربية، بوصفه موضوعا يتصل بجوهر اللغة العربية، ويشكل اللغة وتتشكل منه، وهو مجال خصب يمكن استثماره في عدة مسارات، ويمكن أن تصل به العربية إلى العالم، ويعبر عن أسلوبها وجمالها باختلاف طرائق استخدامه. وأضاف الوشمي: «اللغة العربية هي لغة الدين والدولة، ويجب على الجميع العمل على تمكين استخدامها في مختلف المجالات، بوصفها مسؤولية الجميع، وليست وظيفة فرد أو مؤسسة، وأن يجري استثمار المناسبات الدولية لإطلاق المبادرات في خدمة لغتنا الشريفة وتقييم الجهود السابقة».
مشاركة :