ساهمت عوامل الانكماش الاقتصادي الأمريكي والأوروبي خلال السنوات الماضية في دفع منتجي النفط للبحث عن أسواق بديلة، في الوقت الذي باتت فيه اقتصادات الدول المنتجة للنفط بحاجة إلى أسواق مستقرة على مستوى الاستهلاك والطلب، وتسجيل معدلات طلب تتناسب والقدرات الإنتاجية لها عند أدنى مستوى من التقلب والتذبذب.وقال تقرير نفط الهلال الأسبوعي إن التطورات المالية والاقتصادية العالمية شكلت نقطة البداية لتطور العلاقات الصينية مع اقتصادات دول المنطقة خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك نتيجة لمجموعة من العوامل المتغيرة، والتي يأتي في مقدمتها الارتفاع الكبير المسجل في الاستثمارات الصينية في قطاعات النفط والطاقة، والتي غالباً ما تأتي لاستغلال فرص انحسار استثمارات الشركات النفطية الغربية على مستوى المنطقة، لذا فإن الحاجة تبدو ملحة لتقوية العلاقات النفطية مع الصين، الأمر الذي يصب بلا شك في مصلحة اقتصادات دول المنطقة على مستوى التنقيب والتكرير والبتروكيماويات، ذلك أن الأسواق الصينية من الأسواق الواعدة، وتمثل سوقاً بديلاً وكاملاً للسوق الأمريكي، والذي تحول خلال السنوات القليلة الماضية من سوق مستورد إلى مصدر لمشتقات الطاقة.وتبعاً لتعدد المنافسين، وتزايد عدد المنتجين للنفط والغاز على المستوى العالمي، فقد بات من الضروري استغلال حالة التباين بين الاقتصاد الأمريكي والصيني لتوسيع العلاقات على أسس قوية تخدم خطط التنمية والتحول طويلة الأجل التي تستهدفها اقتصادات دول المنطقة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المؤشرات المتوفرة تؤكد أن الصين ستصبح أكبر مستورد للغاز المسال في العالم خلال العام القادم، وبنسبة ارتفاع تصل إلى 60%، مقابل 7.6 مليون برميل من النفط يومياً في الوقت الحالي، وذلك بدعم من معدلات النمو المستهدفة.
مشاركة :