تواصلت لليوم الثاني على التوالي ردود الأفعال الدولية المنددة باستهداف عصابة الحوثي الإرهابية التابعة لإيران لناقلتي نفط تابعتين للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري أثناء مرورهما بالبحر الأحمر عبر مضيف باب المندب، إذ أكد الاتحاد الأوروبي أن العملية تشكل تهديدا للتجارة العالمية والملاحة البحرية، فيما شددت فرنسا على أهمية ضمان الممرات البحرية وأمنها في المنطقة. وتأتي تطورات استهداف ميليشيا الحوثي لناقلتي النفط متزامنة مع تلقي أسعار النفط أمس (الجمعة) دعما حد من هبوطها إلى مستويات كبيرة، من قرار السعودية إيقاف شحنات النفط المنقولة عبر مضيق باب المندب بشكل مؤقت، حيث انخفضت الأسعار خمس سنتات فقط. وكانت السعودية أكدت أمس الأول، أنها ستوقف بشكل مؤقت شحنات النفط المنقولة عبر مضيق باب المندب في البحر الأحمر بعد هجوم شنته حركة الحوثي الإرهابية المتحالفة مع إيران في اليمن. ومن شأن أي إغلاق لمضيق باب المندب الواقع بين سواحل اليمن وإفريقيا في الطرف الجنوبي للبحر الأحمر أن يوقف الشحنات التي تمر عبر قناة السويس وخط سوميد لأنابيب النفط الرابط بين البحرين الأحمر والمتوسط. يشار إلى أن المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، قال إن المملكة ستعلق جميع شحنات النفط الخام التي تمر عبر مضيق باب المندب إلى أن تصبح الملاحة خلال مضيق باب المندب آمنة، وذلك بشكل فوري ومؤقت. وأكد أن تهديدات الميليشيات الحوثية الإرهابية على ناقلات النفط الخام تؤثر في حرية التجارة العالمية والملاحة البحرية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر. وفي الوقت الذي تسعى فيه دول العالم إلى تذليل التهديدات التي تواجه التجارة العالمية، تقوم ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران إلى تعطيل المنافذ التجارية. ولم يكن استهداف ناقلتي نفط تابعتين للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري، إلا حلقة من حلقات الإرهاب الحوثي الإيراني، ما دفع دول العالم للتنديد بما قامت به هذه العصابة. وأعرب الاتحاد الأوروبي عن تفهمه للإجراء الذي اتخذته السعودية بتعليق جميع شحنات النفط التي تمر عبر مضيق باب المندب إلى أن تصبح الملاحة خلال مضيق باب المندب آمنة. وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي، إن الاتحاد الأوروبي يراقب عن كثب تطور الأحداث إثر تعرض ناقلتي نفط تابعتين للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري لهجوم من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية في البحر الأحمر بعد عبورهما مضيق باب المندب. وأشار إلى أن استهداف ناقلات النفط التي تمر بمضيق باب المندب يشكل تهديدا للتجارة العالمية والملاحة البحرية. من جهتها، أدانت فرنسا الهجوم الذي تعرضت له ناقلتا نفط تابعتان للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري من قبل ميليشيا الحوثي الإرهابية. وشددت الخارجية الفرنسية في بيان على أهمية ضمان الممرات البحرية وأمنها في المنطقة. وكانت شركة أرامكو السعودية قد أوضحت أن ناقلتين من ناقلات النفط الخام العملاقة، تابعتين للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري "البحري"، تحمل كلٌّ منهما مليوني برميل من النفط الخام العائد لـ "أرامكو"، تعرضتا لهجوم من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية في البحر الأحمر. وأكدت أن إحدى الناقلتين أصيبت أثناء هذا الهجوم وتعرضت لأضرار طفيفة، ولم تقع أي إصابات أو حالات انسكاب للنفط الخام. وذكرت أنه من أجل سلامة الناقلات وطواقمها، وتجنب حوادث انسكاب النفط الخام، علّقت "أرامكو" السعودية إرسال جميع شحنات النفط الخام عبر مضيق باب المندب إلى أن تصبح الملاحة خلال مضيق باب المندب آمنة، وذلك بشكل فوري ومؤقت، حيث تقوم الشركة بتقييم الوضع الراهن لاتخاذ الإجراءات المناسبة. وتعد "أرامكو" السعودية هي الشركة المتكاملة والرائدة عالميا في مجال الطاقة والكيماويات، وتنتج الشركة برميلا واحدا من كل ثمانية براميل من إمدادات النفط في العالم، في الوقت الذي تواصل فيه تطوير تقنيات جديدة للطاقة. وتضع "أرامكو" السعودية نُصب أعينها موثوقية مواردها واستدامتها، ما يساعد على تعزيز الاستقرار والنمو على المدى الطويل في جميع أنحاء العالم. وتمر معظم الصادرات من الخليج التي تُنقل عبر قناة السويس وخط الأنابيب سوميد أيضا عبر مضيق باب المندب. وتدفق نحو 4.8 مليون برميل يوميا من النفط الخام والمنتجات النفطية المكررة عبر هذا الممر المائي في 2016 صوب أوروبا والولايات المتحدة وآسيا وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية. ولا يزيد عرض مضيق باب المندب، حيث يلتقي البحر الأحمر بخليج عدن في بحر العرب، على 20 كيلو مترا، ما يجعل مئات السفن هدفا سهلا. وبحسب "الفرنسية"، يرى مختصون أن الهجوم، تأثيره في أسواق النفط محدود. ويربط باب المندب البحر الأحمر ببحر العرب، ويعتبر أحد أبرز مسارات النفط والتجارة في المنطقة والعالم. وتمثل كمية النفط هذه 8 في المائة من إمدادات النفط العالمية، مقارنة بـ 30 في المائة تمر عبر مضيق هرمز. وقالت مصادر في قطاعي النفط والشحن "إن من المستبعد أن يؤثر التعليق في إمدادات النفط السعودية إلى آسيا"، وفقا لـ "رويترز". وذكر مسؤول كويتي أمس الأول، أن بلاده قد تتخذ قرارا بوقف صادرات النفط عبر مضيق باب المندب، بعد قرار السعودية المماثل، مؤكدا أن الأمر ما زال قيد الدراسة وأن قرارا نهائيا لم يُتخذ بعد. وقال بدر الخشتي رئيس مجلس إدارة شركة ناقلات النفط الكويتية وفقا لـ "رويترز"، "إن الاحتمالات واردة لكن ليس هناك شيء أكيد حتى الآن". وشدد الخشتي على أنه "لا بد أن يكون هناك بديل ولا بد أن يكون كل شيء مدروسا وبعدها نقرر". وأعربت مصر عن إدانتها الشديدة للهجوم الذي استهدف ناقلة النفط السعودية في البحر الأحمر من قبل "ميليشيات" الحوثي في اليمن. وأكدت وزارة الخارجية المصرية، في بيان صحافي أمس الأول، أن "هذا الهجوم يمثل خرقا صارخا لكل القوانين والأعراف الدولية التي تنص على حرية حركة الملاحة في الممرات المائية الدولية، فضلا عن تأثيره السلبي في حرية حركة التجارة الدولية". وجددت الوزارة مطالبة مصر للمجتمع الدولي بـ "ضرورة الاضطلاع بدوره نحو استعادة الشرعية إلى اليمن على أساس مقررات الشرعية الدولية الممثلة في قرار مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني، والتصدي لكل الأعمال الإرهابية التي من شأنها زعزعة الاستقرار في المنطقة". من جهته، أكد أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أن هجوما شنه الحوثيون على ناقلتي نفط في البحر الأحمر عمل غير مسؤول على الإطلاق. وقال قرقاش أمام الحضور في مؤتمر في لندن أمس الأول، "هذا عمل غير مسؤول على الإطلاق. وتأثيره الفعلي يتجاوز المنطقة بكثير". وأضاف "أعتقد أن هذا مثال يوضح ضرورة إنهاء استيلاء الحوثيين على حكم اليمن في صنعاء". وقال قرقاش: "السبيل الوحيدة للتحرك للأمام هو السيطرة على الحديدة.. ما نخطط له هو إعطاء الدبلوماسية كل فرصة ممكنة لضمان ذلك". كما استنكرت البحرين بشدة أمس الأول، الهجوم الذي استهدف ناقلتي نفط تابعتين للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري في البحر الأحمر من قبل "الميليشيات الانقلابية في اليمن وذلك بعد عبورهما مضيق باب المندب. وشددت البحرين، حسبما أفادت وكالة الأنباء البحرينية "بنا" أمس الأول، على أن "هذا الاعتداء الجبان يمثل خرقا صارخا لكل القوانين والأعراف الدولية وتهديدا خطيرا للملاحة الدولية ويحمل ضررا بالغا على حرية التجارة العالمية والملاحة البحرية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر". وأضافت: "وإذ تجدد تضامنها التام مع السعودية ووقوفها معها في كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على مواردها وردع كل من يحاول المساس بأمنها، فإنها تشدد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي للتصدي لهذه الأعمال الإرهابية الخطيرة التي تقوم بها الميليشيات الانقلابية في الجمهورية اليمنية وكل من يدعمها ويمولها، لضمان توفير الحماية اللازمة للملاحة الدولية وللملاحة في مضيق باب المندب". كما أدانت الحكومة اليمنية، أمس الأول، الهجوم الذي شنته ميليشيا الحوثي على "ناقلتي نفط تابعتين للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري، تحمل كلٌّ منهما مليوني برميل من النفط الخام"، عند عبورهما باب المندب في البحر الأحمر. وقالت الحكومة، في بيان صحافي، "إن هذا الحادث الإرهابي الشنيع يستهدف الإضرار بمصالح اليمن الحيوية، وحركة خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وكاد أن يؤدي إلى كارثة بيئية، لولا أن الهجوم لم يسفر عن تسرب النفط من الناقلتين النفطيتين". وأشارت إلى أن استمرار سيطرة الميليشيا على الحديدة ومينائها الاستراتيجي ومناطق الساحل الغربي، سيجعلها تستمر في هجماتها الإرهابية ضد حركة الملاحة الدولية. وفيما يخص الأسعار، انخفضت أسعار النفط أمس، في تعاملات هادئة بعد تحقيق مكاسب لثلاثة أيام، لكنها تلقت دعما من وقف السعودية نقل الخام عبر مضيق باب المندب وانخفاض المخزونات الأمريكية وانحسار التوترات التجارية بين واشنطن وأوروبا. وانخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت خمسة سنتات إلى 74.49 دولار للبرميل بحلول الساعة 0319 بتوقيت جرينتش بعد أن زادت 0.8 في المائة أمس الأول، وفقا لـ "رويترز". وتتجه هذه العقود إلى تحقيق مكسب بنحو 2 في المائة هذا الأسبوع، وهي أول زيادة من نوعها في أربعة أسابيع. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي خمسة سنتات إلى 69.56 دولار للبرميل بعدما ارتفعت بنحو 0.5 في المائة في الجلسة السابقة. ويتجه العقد إلى تسجيل خسارة أسبوعية نسبتها 1.3 في المائة في تراجع للأسبوع الرابع على التوالي. وتمر معظم الصادرات من الخليج التي تُنقل عبر قناة السويس وخط الأنابيب سوميد أيضا عبر مضيق باب المندب. وتدفق نحو 4.8 مليون برميل يوميا من النفط الخام والمنتجات النفطية المكررة عبر هذا الممر المائي في 2016 صوب أوروبا والولايات المتحدة وآسيا، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية. ولدى السعودية أيضا خط الأنابيب بترولاين البالغة سعته خمسة ملايين برميل يوميا ويمتد مساره إلى مدينة ينبع على البحر الأحمر، ما يحافظ على تدفق جيد للإمدادات إلى أوروبا والولايات المتحدة. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الأربعاء الماضي، "إن مخزونات النفط الخام الأمريكية انخفضت الأسبوع الماضي أكثر من المتوقع لتبلغ أدنى مستوياتها منذ 2015، في حين هبطت مخزونات البنزين ونواتج التقطير". إلى ذلك، قال ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي في تصريحات للصحافيين في جوهانسبرج "إن بلاده لا تستخدم المخزونات الموجودة في الصهاريج للمساعدة على تعزيز إنتاج النفط وإنها ليس لديها مخزونات كافية للتأثير في سوق الخام". وكانت ثلاثة مصادر في القطاع أبلغت "رويترز" في تموز (يوليو) الجاري، بأن روسيا استخدمت مخزونات من صهاريج التخزين الموجودة في حقول نفطية للمساعدة على تعزيز إمدادات الخام في حزيران (يونيو) الماضي، وذلك في إشارة إلى مرونة الإمدادات. وأكدت المصادر أن روسيا لديها بعض المرونة بفضل الطاقة الزائدة في نظام خطوط أنابيب ترانسنفت وفي صهاريج النفط الموجودة في الحقول. وقال نوفاك: "بالطبع لدى "ترانسنفت" منشآتها الخاصة لتخزين النفط. لكننا بالتأكيد ليست لدينا طاقة "تخزينية" كبيرة تتحكم في السوق". وأشار الوزير إلى أن روسيا ليس لديها طاقة تخزين تمكنها من تكديس الاحتياطيات، مضيفا أن "مثل هذا المشروع سيتطلب استثمارات ضخمة قد لا تحقق عائدا اقتصاديا". وارتفع إنتاج روسيا النفطي بنحو 100 ألف برميل يوميا الشهر الماضي مقارنة بأيار (مايو) الماضي. وبلغ إنتاج البلاد من النفط في المتوسط 11.215 مليون برميل يوميا في الفترة من الأول من تموز (يوليو) الجاري، إلى 15 من الشهر ذاته، بزيادة بنحو 245 ألف برميل يوميا مقارنة بأيار (مايو) الماضي، وفقا لما ذكره مصدران في القطاع. وقال نوفاك: "إن روسيا رفعت الإنتاج من خلال زيادة الإمدادات النفطية وليس عبر استخدام المخزونات". وبشأن أسعار النفط العالمية، لفت نوفاك إلى أن السوق ما زالت متقلبة وتستجيب لتدخلات شفاهية. لكن أسعار النفط الحالية وضعت في الحسبان مخاطر تتعلق باحتمال فرض عقوبات أمريكية على إيران. وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ومنتجون آخرون للخام بقيادة روسيا اتفقوا الشهر الماضي على تخفيف قيود على الإنتاج. ويزيد الاتفاق إنتاج النفط المجمع بمقدار مليون برميل يوميا وتصل حصة روسيا في هذه الزيادة إلى 200 ألف برميل يوميا. وقال نوفاك: "إن منظمة أوبك والمنتجين المستقلين لا يناقشون في الوقت الحالي خيارا لزيادة الإنتاج بأكثر من مليون برميل يوميا". وكان نوفاك قد ذكر من قبل أن روسيا ومنتجين آخرين كبارا قد يزيدون الإنتاج إذا تضررت السوق من نقص في الإمدادات.
مشاركة :