قررت الإدارة الأمريكية وضع سقف لإسهامها فى عمليات حفظ السلام الدولية لا يتعدى نسبة 25 فى المائة من إجمالى فاتورة حفظ السلام وتشغيل قوات دولية لحفظ السلام فى العالم تحت علم الأمم المتحدة وذلك اعتبارا من العام القادم.وتعد الولايات المتحدة أكبر مساهم فى العالم فى تمويل عمليات حفظ السلام الأممية بنسبة وصلت 5ر28 فى المائة للعام المالى 2017 / 2018 الذى بلغت فاتورة تنفيذ عمليات حفظ السلام خلاله 3ر7 مليار دولار أمريكى.وقالت نيكى هايلى، مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، إنه اعتبارا من العام القادم 2019 / 2020 لن يتجاوز الإسهام المالى الأمريكى فى هذا الشأن نسبة الربع، مشيرة فى هذا الصدد إلى أن الادارة الامريكية الحالية قد قررت إجراء خفض على الإنفاق العسكرى بلغت قيمته الفعلية 570 مليون دولار وهو أقل مما كانت تسعى إليه واشنطن، وشددت على أن حفظ السلام العالمى مسئولية مشتركة يجب أن تتحمل 193 دولة من أعضاء الأمم المتحدة أعباءها معا.وتعد الصين ثانى أكبر مساهم – بعد الولايات المتحدة – فى تمويل عمليات حفظ السلام الدولية التى تقودها الأمم المتحدة وذلك بنسبة 10 فى المائة من إجمالى فاتورة تلك العمليات البالغ عددها 15 عملية حول العالم ينفذها ذوى البيريهات الزرقاء، ويصل عدد قوات حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة والمنتشرين فى عمليات حول العالم إلى 105 آلاف فرد موزعين على مهام بدءًا من هاييتى إلى الهند وباكستان وتعمل النسبة الغالبة منهم فى مهام إفريقية لحفظ السلام فى الكونغو التى قرر مجلس الأمن الدولى هذا العام تمديد عمل 16 ألفًا من قوات حفظ السلام الدولية فيها لمدة عام جديد.وتشير تقارير إخبارية إلى أن قوات حفظ السلام الأممية وان كانت قد ساعدت فى حماية المدنيين واستعادة الاستقرار فى كثير من بلدان العالم، فإنها لم تفلت من اتهامات بعدم الكفاءة بل وبالفساد فى بلدان أخرى عديدة، ففى مالى على سبيل المثال تتواجد قوات حفظ سلام أممية بعدد 13 ألف فرد فى مناطق شمال مالى الذى لا يزال – برغم تواجد القوات الأممية – مسرحًا للاشتباكات المسلحة ونشاط الحركات الانفصالية منذ العام 2012 حيث تسود المنطقة حالة من الفراغ الأمنى.غير أن ذلك لا يقلل من وجهة نظر آخرين من عظم التضحيات التى يقدمها افراد قوات حفظ السلام الأممية، فطبقًا للبيانات الأممية فقد ألفان من عناصر قوات حفظ السلام الدوليين حياتهم فى حوادث عنف على مدار اثنى عشر عامًا مضت من بينهم عسكريون وقوات شرطة دولية وموظفون مدنيون يتبعون الأمم المتحدة، وشهد العام الماضى وحده مصرع 59 من طواقم حفظ السلام الأممية حول العالم بزيادة عمن فقدوا حياتهم فى العام 2016 وكان عددهم 34 فردًا.
مشاركة :