عبد العزيز في خطبة الجمعة: الكسوف والخسوف تذكير بيوم القيامة

  • 7/28/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الدكتور محمود عبدالعزيز في خطبته بجامع شاهين الكواري في معيذر الشمالي، أن الشمس لما كسفت على عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام، أمر منادياً ينادي: الصلاة جامعة. فصلى بالناس، ثم خطبهم، وبيّن لهم حكمة الكسوف، وأبطل اعتقادات الجاهلية، وبيّن لهم ما ينبغي لهم أن يفعلوه من الصلاة، والدعاء، والصدقة. قال عليه الصلاة والسلام: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله، وكبّروا، وصلوا، وتصدقوا». ومعنى ذلك أن المسلمين لا يعرفون موعداً للكسوف، لكن متى حدث سارعوا إلى ما شرع الله لهم من الصلاة وغيرها. وكانوا عند حدوث الكسوف يخافون أن يكون منذراً بنزول بلاء، فيلجؤون إلى الله بالدعاء أن يصرف عنهم ما يحذرون. وقال د. عبدالعزيز: «لما انتـشر في العصور المتأخرة علم الهيئة وحساب سير الشمس والقمر، وعُلم أن المختصين في ذلك قد يدركون وقت الكسوف، بيّن العلماء أن العلم بذلك لا يغيّر الحكم، وأن على المسلمين أن يفعلوا ما أُمروا به عند حدوث الكسوف ولو كانوا قد علموا بذلك من قبل. ولكن لا يشرع الاهتمام برصد مواعيد الكسوف، فإن ذلك مما لم يأمرنا به الله ورسوله، كما بيّن العلماء أن الكسوف قد يكون علامة أو سبباً لحدوث شر يتضرر به العباد». وأضاف: «القول بأن الكسوف لا يسبب أذى، قول بغير علم، واعتراض على شرع الله، وليس بلازم أن يعلم الناس بما يُحدثه الله عند الكسوف، وقد يعلم بذلك بعض الناس دون بعض، وقد يدفع الله بصلاة المسلمين ودعائهم عن العباد من الشرور ما لا يعلمه إلا الله. فالواجب على المسلم التسليم لحكم الله، والعمل بشرعه، والإيمان لحكمته؛ فإنه العليم الحكيم سبحانه وتعالى. وكسوف الشمس وخسوف القمر آيتان من آيات الله، يخوّف الله بهما عباده، ويذكّرهم بعض ما يكون يوم القيامة، إذا الشمس كُوّرت، وإذا النجوم انكدرت، وإذا برق البصر، وخسف القمر، وجُمع الشمس والقمر. وتابع: «قد أصابتنا الغفلة حتى لم يعد أكثر الناس يرون فيها إلا مجرد ظاهرة طبيعية يعمدون فيها إلى لبس النظّارات وحمل الكاميرات والاقتصار على التفسير العلمي الدنيوي لها، دون أن يدركوا ما وراء ذلك من التذكير بالآخرة، وهذا من علامات قسوة القلب، وقلة الاهتمام بأمر الآخرة، وضعف الخشية من قيام الساعة، والجهل بمقاصد الشريعة». تخويف للعباد.. وليس ظاهرة فلكية قال فضيلة الداعية الدكتور محمود عبد العزيز في خطبة الجمعة أمس: «جاء الدافع للكسوف والخسوف هو تخويف العباد، وليسا أموراً فلكية عادية طبيعية كما يصوّرها أعداء الملة والدين ليُبعدوا المسلمين عن دينهم فتقسو قلوبهم ولا يعد لديهم أي اهتمام بهذه الآية العظيمة». وأضاف أن البعض منهم يفرح ويستبشر بوجود هاتين الآيتين، ومنهم من يذهب إلى قمم الجبال وأعالي التلال ليشاهدوا ذلك الحدث العظيم بالمناظير والتلسكوبات ويغمرهم الفرح والسرور، وغفلوا بل عميت عقولهم عن السبب الحقيقي لذلك. وتابع: معلوم أن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته؛ فالأمر أكبر من ذلك وأخطر؛ فهي آيات من آيات الله تعالى الدالة على عظمته وجبروته وقوته ليخوّف بها عباده حتى يتوبوا إلى بارئهم ويعودوا إلى دينهم. وأضاف: الواجب إذا رأى الناس ذلك أن يفزعوا خائفين وجلين، ويتضرعوا إلى الله بالدعاء والتوبة والإنابة إليه، وأن يكثروا من الصدقة، والاستغفار، وأعمال البر والخير، والإحسان إلى الفقراء والمساكين، ومساعدة اليتامى والأرامل، وأن يهرعوا إلى الصلاة، وهي صلاة غير مألوفة، لم يألفها الناس ولم يعتدوها.;

مشاركة :