تمضي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قدمًا في خطة لإنشاء تحالف أمني وسياسي شبيه بالناتو بين الدول العربية لمواجهة إيران رغم الانقسامات العميقة بين الدول العربية الخليجية، حسبما ذكرت تقارير صحفية أمريكية.وقالت وكالة أنباء رويترز، إلى جانب وسائل إعلام إيرانية مثل برس تي في: إنه قبل زيارة ترامب للسعودية، العام الماضي، ذكرت تقارير أن الرئيس ترامب كان من المتوقع أن يحدد رؤيته لما وصفه مسئولو البيت الأبيض بـ"الناتو العربي"، الذي يتألف من ست دول عربية خليجية، ومصر والأردن.وأضافت التقارير أن الولايات المتحدة ستلعب دورًا تنظيميًّا وداعمًا أثناء البقاء خارج التحالف المناهض لإيران.وقال مسئولون أميركيون وعرب: إن إدارة ترامب تأمل في طرح الخطة في قمة مقررة بشكل مؤقت في واشنطن في منتصف أكتوبر.كما أكد البيت الأبيض أنه يعمل في المشروع، المعروف مؤقتًا باسم التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط (MESA).وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي، التابع للبيت الأبيض: "ستكون (ميسا) بمثابة حصن ضد إيران".بالإضافة إلى ذلك، أكدت مصادر من بعض الدول العربية المشاركة في التحالف المخطط تجدد الجهود لتفعيل المبادرة.ومع ذلك يبدو أن المواجهة الدبلوماسية بين قطر ورباعي الدول التي تقودها السعودية عاقت بالفعل تشكيل ما يسمى "الناتو العربي".وقالت إحدى المصادر المطلعة: إن الإدارة الأمريكية كانت قلقة من أن يكون الخلاف القطري عائقًا أمام خطة التحالف العربي.في يونيو 2017 فرضت المملكة العربية السعودية ومصر والبحرين والإمارات العربية المتحدة حصارًا بريًّا وبحريًّا وجويًّا على قطر التي تعتمد على الاستيراد، متهمةً الدوحة بدعم الإرهاب، وهو ادعاء نفته بشدة الدوحة.وقدمت الكتلة التي تقودها السعودية إلى قطر، قائمة بالطلبات وأعطتها إنذارًا نهائيًّا للامتثال لها أو مواجهة عواقب. لكن الدوحة رفضت تلبية المطالب وأكدت أنها لن تتخلى عن سياستها الخارجية المستقلة.في ذلك الوقت قال بروس ريدل، وهو موظف سابق في وكالة الاستخبارات المركزية، والبنتاجون، ومجلس الأمن القومي: إن الخلاف أضرّ بآفاق التحالف المناهض لإيران.وقال: إن مفهوم "الناتو العربي" يتفكك الآن، مضيفًا أن هدف الرياض هو "تغيير النظام في قطر".وأكد: "بالطبع قد لا يملك السعوديون القوة لإجبار تغيير النظام، لكن هذا هو ما يريدونه. فترة خطرة جدَّا".يوم الخميس، أعرب وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية أنور قرقاش عن استعداد بلاده لنشر مزيد من القوات في الشرق الأوسط، قائلًا: إنه لم يعد من الممكن الاعتماد على حلفاء غربيين مثل الولايات المتحدة وبريطانيا من أجل أمنها.وشدد على أن الإمارات العربية المتحدة كانت قلقة بشكل أساسي من الاختلافات المتزايدة بين الولايات المتحدة وأوروبا حول كيفية التعامل مع إيران.
مشاركة :