أطياف - رياضية عراقية تركب الدراجة النارية بشوارع بغداد بلا وجل

  • 7/28/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أطياف محمود، لاعبة المنتخب الوطني للفنون القتالية من بغداد كسرت حدود المألوف في كل شيء، فهي مصورة وعاملة بناء ولاعبة فنون قتالية، وراكبة دراجة نارية. DW تابعت قصتها من بغداد فجأة يرن الهاتف المحمول لتسرع أطياف لالتقاط الهاتف قبل فوات الأوان فهذه المكالمة قد تكون مكالمة عمل تنتظرها منذ أسابيع لأن عملها يعتمد على رنة الهاتف، ومضمون العمل الذي تمارسه أطياف كسرت فيه حواجز العادات والتقاليد التي مازالت مفروضة على الكثير من النساء العراقيات وأيضا بسبب البطالة التي تجتاح المجتمع العراقي. الدراجة النارية "هواية وعمل" أطياف، 24 عاما، تدرس حاليا في كلية التربية الرياضية ومعروفة في الوسط الرياضي فهي لاعبة طموحة حلمها العالمية مارست أنواع عديدة من الرياضة أبرزها كيكوشنكاي، ومواي تاي، وكونغ فو، وحصلت على عدة ميداليات ومراكز متقدمة توج بعضها بالفوز محليا وعربيا ودوليا، كما تستعد حاليا لبطولة العرب لكيكوشنكاي بتونس في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. أطياف محمود في استراحة محارب على دراجتها النارية الصغيرة ببغداد الجانب الآخر الذي لا يعرفه كثيرون هو أنها راكبة دراجة نارية محترفة علمت ودربت نفسها بنفسها كانت لسنوات تركب الدراجة التي تستعيرها من أحد أصدقائها لتجوب بها شوارع بغداد إلى أن استطاعت في العام الماضي شراء دراجة نارية بتكلفة مناسبة لتعتمد عليها في تنقلاتها. تقول أطياف لـDWعربية: "أحب ركوب الدراجة وأتمنى المشاركة بمسابقة للدراجات النارية حيث أنني أسوق الدراجة بجميع مناطق بغداد وفي المناطق الشعبية ارتدي القبعة على شعري القصير لأبدو كشاب، وإذا حدث عطل بالدراجة أقوم بتصليحها بنفسي، لكن استخدامي الأول للدراجة النارية للذهاب إلى عملي بسبب تكاليف المواصلات". تتابع حديثها "أعمل عاملا لبناء الطابوق أو كهربائي أو حفريات للمجاري أو مصورة لحفلات الأعراس وتزيين السيارات وغرف نوم العرسان، وببعض الأحيان اضطر للتأخر عن البيت إلى الساعة الثانية صباحا".  وتضيف أطياف "عملي يعتمد على رنة هاتف المحمول من أحد أصدقائي الذين أثق بهم، فإذا كان هنالك حاجة إلى شخص للقيام بأحد هذه الأعمال، فورا يتصل بي الأصدقاء لأقوم بعملي ولأحصل على أجري اليومي لأعيل نفسي وعائلتي". أطياف محمود، ميداليات والقاب ببطولات الفنون القتالية المتعددة مظهر الشاب عائلة أطياف متواضعة الحال، وتسكن حاليا ببيت للإيجار في منطقة الأعظمية، شمالي بغداد، وبعد مقتل الأخ الأكبر والمعيل لهم أمام عيني أطياف عام 2007، بسبب الطائفية، أثرت كثيرا هذه الحادثة على نفسيتها ما جعلها تأخذ دور أخيها الكبير لإعالة نفسها والعائلة. تقول أطياف لـDWعربية: "والدتي ربة بيت ووالدي يعمل كهربائيا وأختي الكبيرة مدرسة وأخي التوأم يعمل كاسبا".  تتابع الحديث "لكني من بينهم جميعا قوية أكثر وحازمة ولا أخاف كثيرا خصوصا بعد ممارسة رياضة الفنون القتالية لأنها علمتني كيف اعتمد على نفسي وكيف أدافع عن نفسي، وأعطتني القوة والصلابة لذلك حملت إعالة العائلة على ظهري نيابة عن أخي الكبير". وتضيف "لكوني توأم مع أخ لي، من صغري أحب القصات القصيرة وملابس تميل للمظهر الذكوري لكن بقيت بهذا المظهر إلى الآن لأتجنب المضايقات والتحرش عند ركوب الدراجة والقيام بعملي بسبب مجتمعنا المحافظ". بشعرها القصير وملابسها الفضفاضة ووشم على أنحاء متفرقة من جسدها معبرا عن حبها لأصدقائها الذين يساعدوها كثيرا، فالذي لا يعرف أطياف سيقول كأنها شاب لكن عندما يكتشف بأنها امرأة شابة قد تتغير النظرة وتبدأ المضايقات. تقول أطياف: "تعرضت إلى انتقادات ومضايقات عديدة منها قيام مجموعة من الشباب بالتحرش بشكل غير لائق بعد خروجي من التمرين مع أحد من زملائي فاضطررت لاستخدام قوتي للدفاع عن نفسي، كما تعرضت إلى تهديدات لكوني أمارس رياضتي القتالية في أثناء التدريب مع ذكور". وتضيف "عندما أخرج بمظهر الشاب سأتجنب العديد من المشكلات سواء عند ركوبي الدراجة النارية والقيام بعملي الصعب المقتصر على الرجال وحتى أكسر العادات والتقاليد وأعمل عملا حرا بسبب البطالة، لكن عند حدوث حفلة أو مناسبة أعود إلى مظهري الأنثوي". أطياف محمود، العمل في البناء، جعلها قوية ولا تخشى ان تكتب بالتاتو على بدنها الدعم العائلي تحظى أطياف بدعم عائلي كبير، فتقول عن ذلك: "عائلتي تدعمني وتشجعني وتعتبرني فخر لهم وللعراق، صحيح أنهم يخافون علي كثيرا بسبب الأوضاع في البلاد لكنهم يعلمون مدى قوتي وصلابتي وكيف أفرض احترامي على الآخرين". تضيف "الأقرباء والجيران أيضا نظرتهم مختلفة لي لأنهم عرفوا أخلاقي وطموحي، كما هنالك العديد من الأصدقاء الذين يحبوني ويدعموني". في هذا السياق، تحدث مدرب نادي الأعظمية للعبة الكيكوشنكاي الكاراتيه، محمد اسماعيل، لـDWعربية عن أطياف قائلا: "تعرفت على اللاعبة أطياف عام 2009، ووجدت فيها روح القتال وعدم التردد والخوف وفي حينها قررت تدريبها ودعمها مستمرا بذلك إلى الآن". ويمضي في القول متابعا "في الحياة العامة أطياف إنسانة مكافحة ومثابرة وعند ركوبها الدراجة لا تفعل شيئا خاطئا بل العكس أفادتها من ناحية المواصلات كما ستفيد الكثير من النساء العراقيات لكن تبقى المشكلة بمجتمعاتنا ذات النظرة القاسية على المرأة". وعلى ضوء ذلك، تقول  أطياف: "حاليا أقوم بتدريب بعض الشابات على ركوب الدراجات النارية وأنصح كل شابة عراقية بركوب الدراجة النارية لأن ركوبها سيقتصد الكثير من الأمور".  تتابع "كما أطلب من الجهات الحكومية الاهتمام بالرياضة النسوية في العراق لعدم وجود الدعم الكافي لأن لدينا طاقات رياضية شبابية هائلة بحاجة إلى الدعم لذلك حاولت أكثر من مرة الهجرة خارج العراق ومنها الذهاب إلى ألمانيا عام 2014، لكن والدتي منعتني خوفا علي، لكن إذا تكررت الفرصة سأعيدها أكيد لأحقق طموحي إلى العالمية". فرح عدنان- بغداد

مشاركة :