قادة أفارقة يدعون «الأطلسي» للتدخل عسكرياً في ليبيا

  • 12/18/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دعا رؤساء تشاد ومالي والسنغال الدول الغربية أمس، إلى «إنجاز المهمة» في ليبيا عبر التدخل العسكري الغربي ضد معاقل الإرهابيين في جنوب البلاد، التي تهدد منطقة الساحل برمتها. وقال الرئيس التشادي إدريس ديبي إن «ليبيا أصبحت ملاذاً للإرهاب ولكل المخربين. ومالي هي النتيجة المباشرة للدمار والفوضى في ليبيا، وأيضاً بوكو حرام»، الجماعة المتشددة في شمال نيجيريا والتي تنتهك حدود هذا البلد. وتابع ديبي في خطاب نال تصفيقاً كبيراً في اختتام المنتدى الدولي في دكار حول السلام والأمن في أفريقيا: «كان الهدف في ليبيا اغتيال القذافي وليس شيئاً آخر». وأضاف: «الحل ليس بين أيدينا، هو بين أيدي الحلف الأطلسي الذي تسبب بحصول الفوضى، ولا يتعين عليه سوى إعادة النظام. والأمم المتحدة التي وافقت على التدخل (عام 2011) مسؤولة أيضاً». وأكد الرئيس التشادي أن «أي جيش أفريقي لا يستطيع أن يذهب إلى ليبيا للقضاء على الإرهاب، وليس هناك إلا الحلف الأطلسي الذي تتوافر لديه الوسائل» للقيام بهذه المهمة. وشدد على أنه «إذا ما أردنا إيجاد حل لمشكلة الساحل، يجب أن نولي ليبيا اهتماماً. نستطيع أن نرافقهم». وتدخلت تشاد، التي تُعدّ قوةً إقليمية، إلى جانب الجيش الفرنسي في مالي لمحاربة الجهاديين في عام 2013 في إطار عملية «سرفال». وكان الرئيسان المالي إبراهيم بوبكر كيتا والسنغالي ماكي سال، شددا أيضاً على التهديد الذي تواجهه المنطقة من الحركة الجهادية ومختلف أنواع عمليات التهريب العابرة للحدود من جنوب ليبيا إلى الجزائر والنيجر وتشاد. وقال رئيس مالي إبراهيم أبو بكر كيتا: «ما دامت المشكلة لم تُحَل في جنوب ليبيا فلن يَحُل السلام بالمنطقة.» وأضاف: «يجب على المجموعة الدولية أن تقتنع بأن ثمة مهمة يتعين إنجازها ونحن ضحاياها الجانبيون». من جانبه، قال الرئيس السنغالي ماكي سال، إن جيوش المنطقة سيئة التجهيز وتحتاج إلى مزيد من الدعم المادي من الغرب، معتبراً أنه «يجب على الذين بدأوا المهمة (التدخل في ليبيا) أن يساعدوننا على إنهائها». ودعا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إلى وضع حد لدفع فدى للجماعات المتشددة لإطلاق سراح رهائن. وقال ولد عبد العزيز: «إننا نمنحهم المزيد من القدرة على الاستمرار في مساعيهم الإرهابية»، في إشارة واضحة لقيام فرنسا بدفع فدى لتحرير رعاياها المخطوفين. وتحصن قسم من الجهاديين الذي هربوا من مالي ومنهم الجزائري مختار بلمختار والمالي أياد آغ غالي (طوارق)، في منطقة جنوب ليبيا التي أصبحت ملاذاً حقيقياً لتهريب الأسلحة المسروقة من مخازن السلاح الهائلة التابعة للجيش الليبي أيام الزعيم السابق العقيد معمر القذافي. وعلّق مصدر حكومي فرنسي على ذلك بالقول: «أسكنوا فيها (جنوب ليبيا) عائلاتهم، ويتزودون منها بالمؤن ويلجأون إليها للاستراحة»، مشيراً إلى أن بلمختار رُزق بابن جديد فيها. في المقابل، أقرّ وزير الدفاع الفرنسي جان- إيف لودريان بأن المسألة لم تُحل بعد. وقال: «نعم، المسألة الليبية مطروحة أمامنا، وتقاسم هذه المهمة يبدو لي أمراً جيداً»، لكن فرنسا ترفض حتى الآن أي خيار عسكري من دون توافر بعض الدعم الدولي. وتدعو إلى تسوية سياسية في ليبيا التي تتواجه فيها حكومتان متنافستان. وقال مصدر حكومي فرنسي: «لن نكرر ما يأخذه العالم علينا، أي التدخل من دون التخطيط للخطوة التالية. لا نريد أن نذهب وحدنا إلى ليبيا». وإذا كان بعض الدول، كمصر، يؤيد تدخلاً جماعياً سريعاً في ليبيا، تتخوف الجزائر في المقابل من انكفاء الإرهابيين نحو أراضيها. وأضاف المصدر الفرنسي ذاته: «في هذه المرحلة، ليس في وسعنا سوى لفت انتباه المجموعة الدولية، ولا يتوافر لدينا غير الخيار الديبلوماسي، الحوار مع كل بلدان المنطقة، إضافةً الى تبادل المعلومات الاستخبارية وقدرات التحرك السريع» عبر قوة «برخان» التي حلّت منذ آب (أغسطس) محل عملية «سرفال».

مشاركة :