تناسى الألماني مسعود أوزيل، أزماته التي أدت إلى اعتزاله دوليا مع منتخب بلاده قبل أيام، وقاد فريقه آرسنال الإنجليزي إلى فوز ساحق على باريس سان جيرمان الفرنسي 5 - 1 أمس ضمن مسابقة الكأس الدولية للأبطال الودية التي أقيمت في سنغافورة.ورفع أوزيل لاعب خط الوسط التحدي أمام الجدل الذي أثير حوله على هامش كأس العالم 2018 بروسيا، ونجح في هز الشباك في أول مباراة له بعد أيام قليلة من إعلان اعتزاله اللعب الدولي، متهما رئيس الاتحاد الألماني راينهارد غريندل بممارسة العنصرية ضده، حيث افتتح التسجيل لآرسنال بعد 12 دقيقة من بداية المباراة.وأشرك آرسنال تشكيلة قوية وارتدى أوزيل شارة القيادة أمام العملاق الفرنسي الذي اعتمد على مجموعة من اللاعبين الشبان إلى جانب الحارس الإيطالي المخضرم جيانلويجي بوفون الذي خاض 176 مباراة دولية، وأنقذ أمس عدة فرص خطيرة من أليكس أيوبي وأوباميانغ وهنريك مخيتاريان.وبدأ سان جيرمان الشوط الثاني بقوة وأدرك التعادل بواسطة كريستوفر نكونكو من ركلة جزاء في الدقيقة 60. لكن آرسنال فرض تفوقه بعد ذلك وحسم المباراة بأربعة أهداف خلال آخر 35 دقيقة من المباراة سجلها ألكسندر لاكازيت (هدفين) وروب هولدينغ وإدوارد نيكيتاه، ليوجه الفريق الإنجليزي إنذارا لمنافسيه تحت قيادة مديره الفني الجديد الإسباني أوناي إيمري (مدرب سان جيرمان السابق). وجاءت هذه النتيجة الكاسحة أيضاً بمثابة تعويض معنوي لإيمري المقال من منصبه في نهاية الماضي من تدريب سان جيرمان الذي استبدله بالألماني توماس توخيل.وأشار إيمري إلى أنه لا يحمل أي ضغينة ضد سان جيرمان، والفوز عليه أمس ليس إلا خطوة ضمن الاستعداد لانطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.وغادر المدرب الإسباني (46 عاما)، العاصمة الفرنسية في نهاية الموسم الماضي عقب قيادة سان جيرمان للفوز بثلاثية محلية ليخلف أرسين فينغر في قيادة النادي اللندني بعد إنهاء المدرب الفرنسي مسيرة مع آرسنال استمرت نحو 22 عاما في مايو (أيار) الماضي.وقال إيمري: «ما زلت أشعر بالامتنان لباريس سان جيرمان. اكتسبت خبرة جيدة هناك كانت رائعة في مسيرتي والفوز عليه لا يعني سوى اختبار لنا اجتزناه في خطوة أخرى على طريق استعدادنا للموسم».وقدم أوزيل عرضا مقنعا في مباراة الأمس ليطمئن جماهير آرسنال، بعد حالة الجدل التي أثيرت حوله مستواه طوال الفترة الماضية.وكان أوزيل، ذو الأصول التركية، قد أعلن اعتزال اللعب الدولي والرحيل عن المنتخب الألماني يوم الأحد الماضي مدعيا أنه تعرض لتمييز وعنصرية من قبل الاتحاد الألماني ورئيسه غريندل. وجاء ذلك بعد الانتقادات الحادة التي وجهها غريندل لأوزيل عقب لقاء اللاعب بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان والتقاط الصور معه قبل انطلاق منافسات كأس العالم، وقبل أسابيع من انتخابات الرئاسة التركية.ورفض غريندل اتهامات اللاعب التي جاءت في أعقاب الخروج الكارثي للمنتخب الألماني المتوج بمونديال 2014 بالبرازيل، من الدور الأول بالمونديال الروسي.وألقى بعض النقاد باللوم على أوزيل في خروج المنتخب من المونديال، حيث استمرت حالة الجدل حول صوره مع الرئيس التركي وكذلك المستويات التي قدمها بقميص المنتخب الألماني في المونديال.على جانب آخر، أكد الإسباني لمانشستر سيتي جوسيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي أن لاعبي فريقه الذين شاركوا مع منتخبات بلادهم في مونديال 2018 في روسيا، قرروا العودة إلى التدريب مبكرا بهدف مساعدته على الدفاع عن لقب الدوري الإنجليزي.وأوضح غورديولا الموجود في ميامي الأميركية في إطار جولة استعدادية للموسم الجديد، أن هناك 16 لاعبا من سيتي شاركوا في المونديال الأخير، معددا منهم على سبيل المثال البلجيكيين كيفن دي بروين وفنسان كومباني، والإنجليز جون ستونز وكايل ووكر وفابيان ديلف ورحيم سترلينغ الذين من المقرر ألا يعودوا قبل نهاية الأسبوع المقبل.وأعطي جميع اللاعبين الذين شاركوا في المونديال ثلاثة أسابيع من الراحة اعتبارا من انتهاء مهمتهم، لكن غوارديولا كشف أن اثنين فقط من فريقه لن يشاركا في مباراة درع المجتمع (السوبر) ضد تشيلسي، بطل مسابقة كأس إنجلترا، في 5 أغسطس (آب) المقبل في افتتاح الموسم الجديد.وقال المدرب الإسباني على هامش مباراة فريقه الأخيرة في جولته الأميركية الاستعدادية ضد فريقه السابق بايرن ميونيخ، بطل ألمانيا، في ميامي: «معظم هؤلاء اللاعبين قد عاد، أمامنا أربعة أو خمسة أيام كي نستعد لأول نهائي هذا الموسم (درع المجتمع) وعلينا أن نتأقلم مع الوضع القائم».وأضاف: «بعضهم عاد قبل هذا النهائي وبعضهم سيعود بعده. نحن بحاجة إلى لاعبين، فإذا لم يعودوا، سنخوض المباراة بمن حضر. الوضع ليس مثاليا، نفضل أن نكون معا، لكن الأمر نفسه بالنسبة إلى الكرواتي نيكو كوفاتش (المدرب الجديد لبايرن) ومدربين آخرين، الروزنامة هي الروزنامة، وعلينا أن نتكيف معها».وأشار غوارديولا مدرب برشلونة الإسباني سابقا قبل أن يشرف على بايرن ميونيخ، إلى أنه لن تكون هناك حركة تنقلات قوية بالنسبة لفريقه قبل إغلاق فترة الانتقالات الصيفية باستثناء قدوم الجزائري رياض محرز من ليستر سيتي بطل الموسم قبل الماضي في 10 يوليو (تموز) في صفقة قدرتها الصحافة البريطانية بنحو 60 مليون جنيه إسترليني (78 مليون دولار).وأوضح في هذا الشأن: «إذا فعلنا شيئا ما، فسنحصل على توقيع لاعب واحد، لكن في هذه اللحظة نحن باقون على ما نحن عليه. الانتقالات مكلفة، ودفعنا كثيرا العام الماضي لأنه كان لدينا فريق من كبار السن. ربما لاعب واحد (قد ينضم الينا)، وربما لا».وفي عودة إلى تجربته في ألمانيا مع بايرن ميونيخ حيث أمضى ثلاث سنوات (2013 - 2016)، شبه المدرب الإسباني تلك المرحلة بـ«الحلم» إذ تمكن من إحراز الثنائية (الدوري والكأس المحليان) أكثر من مرة، لكنه فشل في قيادة الجبار البافاري إلى إحراز دوري أبطال أوروبا.وأضاف: «الآن، الآفاق أفضل بالنسبة إلي. وفي نظرة إلى الوراء، إلى الوقت الذي أمضيته هناك (ألمانيا)، كان كل شيء إيجابيا على الدوام».وواصل: «خلال ثلاث سنوات، كانت هناك لحظات جيدة ولحظات سيئة. كان الحلم إحراز دوري أبطال أوروبا. لقد كنا قريبين من تحقيق ذلك. لا يزال لي هناك أصدقاء ومنزل أيضا».وشدد: «لا أملك أي كلمة سوء أقولها ضد بايرن ميونيخ. لقد كان حلما. كانت (تلك الفترة) جزءا مهما من حياتي، ولست نادما على ما حصل هناك».أما كوفاتش، المدير الفني الجديد لبايرن ميونيخ فأثنى على غوارديولا وقال: «إنه أفضل مدرب في العالم». وأضاف: «بالنسبة لي شخصيا، أعتبره الأفضل في العالم، بالتأكيد لن أتجرأ بقول إنني سأحقق نجاحا أكبر من الذي حققه، فلا يزال أمامي الكثير من العمل كي أقترب منه».
مشاركة :