ابن جدلان : شاعر له خصوصية وسر الهمزة والكسرة تعرف عليه في زاوية سيرة راحل

  • 7/29/2018
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

منافسة قوية تمخضت بجمهور عريض هو من الشعراء المبدعين الذين أثبتوا موهبتهم وإبداعاتهم على الساحة العربية وأقبل الكثير من القراء على متابعته وله جمهور عريض في الجزيرة العربية ، أبياته لايملها المتذوق للشعر وأوزانه في الشعر لاتزل الأبرز في جميع انواع الشعر الشعبي من غزل وحكمة له سلاسة في الأسلوب وقوة في المعاني ، شعره سهل ممتع يفهمه الجميع من السنة الشعر ، وهاماته على مستوى الشعراء المعاصرين في الجزيرة العربية أعترفوا بشاعريته ومن أفضل قصائده (خارطة الطريق) حيث قال الشاعر ” رشيد الزلامي رحمه الله عنها لو ان الشعر يصل الي حد ويقف لوقف عند خارطة الطريق” أشاد الشاعر فليح العنزي والناقد الكبير بقصيدة (الا يالله) ووصفها بأنها اعظم قصيدة في التاريخ وأفضل قصيدة سمعها في حياته ” من أشعر من تسعى به قدمه على تراب الجزيرة العربية فهو شاعر شعبي له جمهوره العريض “يقول عنه”الشاعر طلال بن حمزة الشريف لـ»مدارات شعبية»: لا أعرف شاعراً شعبياً في العصر الحديث حظي بهذه الشعبية التي كانت، ولا أعرف شاعراً انطبقت على قصائده مقولة «سارت بها الركبان» فهو يكتب بعفوية مفرطة وبساطة يندر أن يكتب بها شاعر، وكان الرواة يتلقفون قصائده بشغف بالغ أكثر من ثلاثين عاماً من الشعر الجزل والكلام البديع دخل بها سعد بن جدلان قلوب سكان جزيرة العرب من أقصاها إلى أقصاها، واستطاعت قصائده أن تصالح بين ذائقة رجل الشارع وأستاذ الجامعة، وهذا قلما يحدث في الشعر. أكثر من ثلاثين عاماً تنقّل بها في جميع أغراض الشعر، فلامس هموم الناس واقترب من أوجاعهم، أجاد في الوصف فترك لنا صوراً مذهلة على غرار هذه الصورة في وصف موتره (بنت شيخٍ طامحة من ولد راعي) تنقّل بين النصح والمدح فترك لنا قصائد نقشت في ذاكرة الناس وقلوبها نقشاً دعا وابتهل واستغفر فلامس بجبهته سجاجيد الصلاة وبقلبه أبواب السماء. وأخيراً رحل وبقيت قصائده للناس يدونها التاريخ من هو ؟ ضيفنا الراحل الذي سجل اسمه في تاريخ الشعر الشعبي هو من كبار شعراء الخليج انه الشاعر ، سعد بن شارع بن جدلان السعدي الاكلبي المعروف باسم سعد بن جدلان . النظريات النقدية وفِي استطلاعنا لموقع منتديات قبائل أكلب وجدنا ما نقلوه عن الكاتب سالم الرويس فيقول في كلامه، المبدع هو مَنْ يجمع الفصاحة والبلاغة والوزن والقافية ، يعد عبدالقاهر الجرجاني من أشهر مؤسسي النظريات النقدية في أدبنا العربي، ولقد لفت نظري ذهابه إلى أن الوزن ليس ما يجعل الكلام شعراً؛ إذ يرى أن الشاعرية هي في البلاغة والفصاحة، ويؤيد ذلك بقوله: إن النص الواحد المتفق في الوزن والقافية لا يتفق في الفصاحة والبلاغة إجمالا. وقد نستغرب هذا الرأي، بل منا من يعارضه بشدة، ولكنني قرأت نصاً نبطياً للشاعر سعد بن جدلان الأكلبي يؤيد هذا الرأي ويدعمه نقديا، حيث قرأت في رده مرة على من ادعى أنه قد فاته أحكام نظم أحد بيوته واتهمه بالكسر فيه إذ يقول مخاطباً إياه: 1 – يلي تقول الشعر همزة وكسرة يقول فكرك مقدي وانت مقديت فالهمزة والكسرة لا يتعلقان بالبلاغة والفصاحة المجللة للمعنى ولكنهما متعلقتان بالوزن والقافية، وهما قالبا الشعر العمودي، فنراه يخاطب صاحب الرأي السابق ويوجهه إلا أن الشعر ليس همزة وكسرة أي وزن وقافية فقط ويعارضه في ذلك بقوله (ما اقديت)، بل يذهب إلى أبعد من ذلك حين قال: 2 – اسرح نهارك وإن ضوى ليلك أسره وتعود من بحر الشعر مثلما جيت فهو يسخر من ذلك الذي يرى الشعر وزنا وقافية ويقول: إنك لن تأخذ من بحر الشعر حقا، ولا باطلا ما دام هذا مذهبك، ثم يوجهه إلى الشعر الحقيقي كما يراه فيقول: 3 – أحلا بيوت الشعر سهلة وعسره عسره على الإبداع سهلة ليا أوحيت فهنا يبسط رأيه في الشعر الذي يستحق هذا الاسم (السهل الممتنع) الشعر الذي يحتفي بشرف المعنى، كما يذهب إلى ذلك كثير من النقاد القدامى في تحديدهم عمود الشعر. كما يضيف مزية أخرى لذلك النص الشعري المنتخب سواء كانت تلك المزية لصاحب النص أو لناقله أو لمتذوقه، فهذه البيوت التي يختارها الأكلبي نموذجا شعريا لا تخجل، ولا تخجل بل هي بضاعة تحمل الشجاعة والجسارة وتكسب صاحبها نفس السمات إذ يقول: 4 – يضرب بها هوج الدواوين جسرة مهوب لا من جاب بيت سقط بيت نعم (جسرة) كم هي معبرة فهي جسرة ليست جسارة في مقهى أو تلفزيون أو تليفون أو محادثة انترنت أو أمسية مصنوعة أو أصبوحة ممجوجة بل هي جسرة على هوج الدواوين التي تمتلئ بالعقول الناقدة والبصائر الثاقبة والمتذوقين الأقحاح، تلك الدواوين التي لا يجسر عليها إلا من يحمل سيفا أودرعاً أو رمحاً لا يخذله في ساحة النقد، وليس ساحة الحقد، نعم أعطت تلك البيوت الجريئة صاحبها جسارة من جسارتها وقوة وشجاعة من قوتها وشجاعتها (شجاعة اللغة)، وليست تلك التي تزري بصاحبها، وتجلب له النقد السلبي فتضيعه ويضيعها عندما يحاول أن يضرب بها هوج الدواوين لأنها ليست كفؤا لتلك الدواوين بل هي لخفافيش الظلام سلعة تناسب ذائقتهم المعاقة. إن هذه الرؤية لا تصدر إلا عن فكر راق مجرب لا نجده إلا عند المبدعين والأكلبي هو رأس أولئك المبدعين، وإلا كيف له أن يتوصل لهذه النظرية النقدية التي نستطيع على ضوئها تقسيم القول الشعري إلى نظم وشعر وابداع جامع، وبالتالي إلى ناظم وشاعر ومبدع لأن الفارق كبير. فالناظم من يجيد الوزن والقافية، وقد يكون راوياً ولكنه ليس بشاعر ولا مبدع، بينما الشاعر من يضيف العاطفة للوزن والقافية، أما المبدع فهو من يجمع الفصاحة والبلاغة مع الوزن والقافية والعاطفة وهذه أركان الشعر. لكن الأكلبي لم ينضو تحت نظريته الشاعر النجم، ولا أدري كيف تسرب هذا الوصف إلى الشعر كي يوصف الشاعر بالنجومية ألا تكفي كلمة شاعر؟! أليست أبلغ وأجل وأعلى وسام إذ ليس بعد الشاعر لقب، يا للعجب! أظننا في هذا المناخ الملوث سنفاجأ غداً بالشاعر الوسيم والشاعرة العنقاء والشاعر التاجر!! نعم نريد كل شيء من لاشيء، ولكن لماذا العجب فقد فقدت هذه الصفة قيمتها عندما انتسب إليها من ليس فيه شيء منها ولادته ونشأته ولد عام 1379 هـ في حصاة قحطان ( اثناء قدومهم من نجد ) وهم متجهين إلى الجنوب ، وكانوا أهل إبل ( الجماعة ) وعقوا له العقيقة ، في الحصاة ووصلوا بعد ذلك إلى بيشة موطن أسرته وربّاه خاله وجدته لأمّه وهو بعمر ٣ سنوات، ولخلاف بين والده ووالدته تزوج والده زوجة ثانية وطلق والدته وعاش حياة صعبة وذهبت أمه الى نجد ( تزوجت ) الأبل في إنتظاره وعاش ابن جدلان مع أخواله و درس الصف الأول والثاني في كنف والده ، يتحرّى أن ياخذه للأبل، لأن حياتهم قديماً كانت قائمة على الأبل وباقي المواشي ، وعندما بلغ رشده وصار اكبر اخوانه ( اختين وأخ ) وقتها طلب من والده أن يذهب للحياة العملية وتحديداً الألتحاق بالسلك العسكري ، وهو بعمر ١٨ عام ورفض والده طلبه وقال (خلك عند الأبل من يوم خلقنا والله رازقنا منها )، عاش صباه في الرفايع ( العيينة) ببيشة ، وبعد فترة اقتنع والده بأن يغادر ليلتحق بالحرس الوطني بالمنطقة الشرقية بعدها تزوج في عام 1405 للهجرة وخدم ١٣ عاماً في السلك العسكري بالحرس الوطني اشتهر الشاعر ابن جدلان وذاع صيته في فن المحاورة ، وشارك مع عدة شعراء في المملكة و في الخليج وكانت بداية ظهوره الشعري من خلال المحاورات ومن ثم أبدع في النظم ، وفي العرضة الجنوبية بتمكن وإبداع وإقتدار ، وقدم استقالته من عمله لظروف خاصة وانتقل الى بيشة ، وعاش بقية حياته فيها ، وهو ينتمي إلى عائلة معروفة بالشعر فوالده وجده شعراء . وفاته توفي الشاعر سعد بن جدلان وهو في ال 58 من عمره ، في يوم الثلاثاء 1437/7/19ه وشيعته جموع غفيرة من أهالي بيشة بعد الصلاة عليه في مسجد إمام الدعوة ، وشارك في الصلاة عليه الشيخ سعد البريك، رحم الله فقيد الشعر الشعبي بالجزيرة العربية وأسكنه فسيح جناته . الألقاب لقبه الأمير خالد الفيصل عندما كان أمير منطقة عسير بشاعر الوصف، ديوانه الشعري صدرت له دوواين شعرية مسموعة وديوان شعري واحد مطبوع اسمه “سمان الهرج” بوح الشعراء عن حياة وسيرة ابن جدلان الشعرية . ويقول عنه عبدالله سليمان عبدالله اليحيا ، الحقيقة فإن الكلام عن سيرة الشاعر العلم سعد بن جدلان يطول ولاتسعفنا كل كلمات الإطراء والتمجيد أن نفي هذا العملاق حقه ، فهو سيد القيفان والشعر في العصر الحديث بلا منازع وبإعتراف أبرز وأهم شعراء الجزيرة العربية شكّل سعد بن جدلان لنفسة مدرسة خاصة في الشعر الكلاسيكي واصبح الكثير من الشعراء الشباب تلاميذاً في المدرسة الجدلانية واضاف : تميز بن جدلان عن شعراء عصره بكثرة الدعاء والاطلاب وتعظيم وتمجيد الإله سبحانه وتعالى في مطلع معظم قصائده ، فيندر أن نجد قصيدة إلا تبدأ بذكر الله سبحانه ولعل ذلك هو ما الهمه لهذه البلاغة والعبقرية في الشعر ، هو ملك الوصف الدقيق الجميل العذب ولا أدل على ذلك إلا قوله مالك من الجسم غير المتن واردافه زاويه خصرٍ عليه الشبر متلاقي وله في الوصف ايضاً لبة من فوقه الخمري ثعاوي كنها مفتق صحاةٍ وسط نوا وله ايضاً كن بياضه مع حماره لا تقسم عارضٍ في خدته موكب مراسم وله في الوصف كذلك يا تل قلبي تل غرب ربع سانيه ما عيّن منه غير العراقي براس رشاه وله ايضاً من بكورٍ في نصوبه بارقه يكتب كتابه لا انهمل وبله سواة الغيد لا هينع جريده وهو شاعر الفكرة البكر كقوله الله بسط مترامية الاطراف قُدم المرجفون ولا ينوش المرجفون اطرافها المترامية وقوله ايضاً لوانتزاعل ماعند قلوبنا فينا كنه يجينا الزعل وقلوبنا برا وهو شاعر الحكمة البليغة وهذا يظهر جلياً في معظم ابياته كقوله اذا انك تبي تعرف قليل الحيا من قرب قليل الحيا من يستغل الحيا بالناس وقوله كذا ما كلٍ يسد الحال تشرح له الاحوال العربان بالعربان ماهي بمكلوفة اما يشكي الرجال ظرفه على رجال والا يسكت الرجال لا يشرح ظروفه ويعتبر ابن جدلان من رواد الشعر السهل الممتنع واستدل بذلك بمطلع قصيدة المشهورة ودنا بالطيب حين قال : ودنا بالطيب بس الدهر جحاد طيب كل ماتخلص مع الناس كنك تغشها يدك لا مدت وفا لاتحرى وش تجيب كان جاتك سالمة حب يدك وخشها وللغزل والمدح في شعر ابن جدلان نصيب الاسد فيقول بأحد اشهر ابياته خلوني اسج عن موضوعه احسن لي والا الغلا والله ان يبطي وهو غالي وله ايضاً انعاستك بالوساع وخمرة لسانك يلحق ولعها الرضيع اللي على الديدي وله في المدح الكثير من القصائد واستشهد في مدح الملك عبدالله حينما كان ولياً للعهد في قوله ياولي العهد عبدالله تعال جعل دارٍ ماتحبك ماتسيل ماطلع طلعتك لبّاس العقال في بني هاشم وحاشد واباكيل وله في الفخر اروع واقوى الابيات حين قال وهو يفخر بقبيلته اكلب العريقة ياملوك الارض يارنة الوزن الثقيل ياطحى سبع الاراضين واثقل ماطحى والله انكم خيرة عيال هابيل وقابيل اي ومن علم محمد تبارك والضحى هذا غيض من فيض فشعر ابن جدلان بحر متلاطم يصعب على الحروف ، اختزال سيرته الشعرية في هذه الأسطر . يقول عنه الشاعر صالح الشدوي شاعر متفرد بخصوصيته لايشبهه أحد ، شاعر اسس مدرسة ومنهجية مستقلة ويعتبر من اجمل وأعذب المدارس الشعرية ،لملامسته للواقع وتحسيد لنبض الشاعر وقربة من العامة والتقاطاته وصورة وتراكيبه التي لايجيدهاسواه ، له ادواته الخاصة التي تجعل منه اقرب وابلغ واصدق وأ كثر تواصل مع الجمهور وبين بقوله : ابن جدلان مدرسة فهو يهز نوامي النخبة لتتساقط ثمار ها وبجنيها العامة ، تجد نصه شامخا كالنخلة من اراد الاستماع لابن جدلان يشمخ للسماء ، أو يدني ويدني ليتعمق كمن يتعمق بأعماق البحر واردف : ابن جدلان محبوب العامةوالنخبة والمثقفين والشعراء وهو في الصف الاول ولوطلب منك شاعرا واحد من الجزيرة أوالعالم العربي فقط وخيرت لما فكرت واول من يتبادر الى ذهنك ابن جدلان . يقول الشاعر الكبير صالح بن عزيز لإشراق لايف الشاعر سعدبن جدلان رحمه الله ظاهره شعريه لن تتكرر وقد أجمعت كل الاذواق بأنه شاعر العصر ومدرسه مستقله فقد أبدع في جميع أغراض الشعر وسيبقى عبر الأجيال صيته وتبقى أشعاره عبر الأجيال رحمه الله ورحم موتانا وموتى المسلمين . هذا ماحولنا جمعه في هذا التقرير الصحفي عن سيرة الراحل سعد بن جدلان حيث انها سيرة مليئة بالعطاء والإبداع في فنون الشعر والأدب ونعلم جيداً أن ماقدمناه هو جزء يسير من كلٌ عظيم بناه الراحل ابن جدلان و لايمكن احاطته بكل مافيه من الجمال والتميز والذوق العالي

مشاركة :