الشارقة: «الخليج» تأخذ الشارقة، التي تحل ضيف شرف على الدورة ال25 لمعرض ساوباولو الدولي للكتاب، خلال الفترة ما بين 3 و12 أغسطس/آب المقبل، زوار المعرض في جولة حول الثقافة الإماراتية، ومسيرة تطورها خلال أربعة عقود من الزمن، حيث تنظم سلسلة من الندوات والجلسات النقاشية التفاعلية التي تتناول الشعر والرواية، والتراث في الإمارات، بمشاركة وفد يترأسه الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية، ويضم 20 كاتباً وناشراً، و15 هيئة ومؤسسة ثقافية إماراتية. احتفاء بأكبر مشاركة عربية في تظاهرة ثقافية في أمريكا الجنوبية، سيحظى سكان ساوباولو الذين يزيد عددهم على 21 مليون نسمة، بفرصة مشاهدة العروض الفنية الإماراتية، التي تجمع بين الغناء الشعبي والرقص الفولكلوري، وتقدمها فرقة الشارقة الوطنية عبر شوارع المدينة الكبيرة، ناقلة لسكانها وزوارها، صورة حية عن التراث الشعبي الإماراتي. قال الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي: «إن ما تخطوه الشارقة برؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، على صعيد العمل الثقافي، يعد فرصة كبيرة لإمارة الشارقة ولدولة الإمارات، لتمتين العلاقات مع مختلف بلدان العالم، وتعزيز فرص الحوار والتبادل الحضاري في مجمل صوره الاقتصادية، والسياسية والتجارية والإبداعية، الأمر الذي يجعل من حلول الشارقة ضيف شرف على معرض ساوباولو للكتاب، تقدماً ملموساً في جهود التواصل الدولي مع بلدان أمريكا اللاتينية كافة».وأضاف: «يؤسس الحوار القائم بين الثقافة الإماراتية واللاتينية في معرض ساوباولو، لسلسلة علاقات استراتيجية يمكنها أن تنعكس على الإمارة والدولة خلال الأعوام المقبلة، فلطالما كانت المعرفة والكتاب ركائز قوية لفرص العمل الدولي المشترك، خاصة أن الشارقة تمتلك المقومات التي تؤهلها لفتح أفق التعاون على مختلف الصعد والمستويات».وقال أحمد العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب: «لا تقدم الشارقة في برنامجها الثقافي في معرض ساوباولو، الهوية الحضارية للإمارات وحسب، وإنما تمثل واحدة من صور الثقافة العربية والإسلامية بمختلف أشكالها وتنوعها، لذلك حرصت هيئة الشارقة للكتاب في إشرافها على احتفالية الإمارة ضيف شرف المعرض، على التنوع في الفعاليات والبرامج، بين الموسيقى، والشعر، والرواية، والتراث».وأضاف: «تفتح الشارقة برؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، نافذة واسعة أمام الناطقين بالبرتغالية، ومجمل الثقافات في أمريكا الجنوبية، للاطلاع على الثقافة المحلية للإمارات، وما يقابلها من صور للثقافة العربية والإسلامية، منطلقة بذلك من ركيزة أساسية تؤمن بأن المعرفة والكتاب والفعل الإبداعي، هي قواسم مشتركة تجمع بين البشر في كل مكان لتكريس قيم السلام والمحبة، وتعزيز الحوار والتنوّع بين مختلف شعوب العالم».أما عبدالله العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة فقال: «تتشرف دائرة الثقافة بالمشاركة ضمن وفد الإمارة في فعاليات معرض ساوباولو للكتاب، وذلك بمناسبة اختيار الشارقة ضيف شرف المعرض لهذه الدورة، في إطار اهتمام صاحب السمو حاكم الشارقة، بأن تتواجد الثقافة العربية في المحافل الدولية، ضمن منظومة عمل ثقافي مؤسسي، دأب سموه على تكريسه وتعزيزه في مجالات الثقافة المتنوعة، على المستوى المحلي والعربي والدولي، ووفق هذا النهج، واستمراراً لعطاء الشارقة الثقافي بوصفها عاصمة الثقافة العربية والإسلامية، وعاصمة عالمية للكتاب، فستشارك الدائرة بمعرض لفن الخط العربي والزخرفة، حيث ستشمل أعمال المعرض أعمالاً لخطاطين من الإمارات والدول العربية والإسلامية، وستصاحب المعرض ورشة فنية خطية، كما ستشارك الدائرة بأحدث إصداراتها الثقافية المتنوعة».وتحدث الشاعر حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، حول أهمية المشاركة وتمثيل الشارقة والدولة في البرازيل بقوله: «تأتي مشاركة الشارقة كضيف شرف في معرض ساوباولو الدولي للكتاب، كجزء من حضور الشارقة في العالم، وحضور مشروع الإمارة الحضاري والثقافي بقيادة صاحب السمو حاكم الشارقة في صميم الفعل الإيجابي العالمي، فبعد الحضور المشرف في فرنسا، ها هي الشارقة ترفع راية الثقافة الوطنية والعربية في البرازيل، والمقبل دائماً، مع الشارقة أجمل، حيث اختارتها اليونيسكو عاصمة عالمية للكتاب 2019».وتابع: «صاحب السمو حاكم الشارقة في كل اللقاءات والمناسبات يوجهنا، نحن كتّاب وأدباء الإمارات، إلى التواصل الثقافي مع الأمم والشعوب، نحو تبادل المعارف، وتفعيل حركة التأليف والترجمة والنشر، ويحرص على تحويل النظر إلى تطبيق وواقع، ما أتاح ويتيح فرصاً كبيرة وجميلة للكتاب والمبدعين نحو مزيد من التعريف والتعرف، ونحو نسج صداقات وتعاون مع الآخر».وأضاف: «لذلك كله؛ فإن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، يرفعان إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، راعي العلم والفكر والثقافة، أسمى آيات الشكر والتقدير على دعمه المتواصل، وعلى إتاحة مثل هذه الفرص الخلاقة للأدباء والكتاب الإماراتيين والعرب، الأمر الذي يعد بحق محفّزاً على مزيد من الكتابة والبحث والإبداع، حيث يشارك اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، بوفد كبير ضمن مشاركة الشارقة، ويسهم بفعالية في الأنشطة الثقافية المصاحبة، والشكر بعد ذلك موصول للقائمين على هيئة الشارقة للكتاب، متمنين استمرار النجاح والتميز والتوفيق».وأكد الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، أن تواجد إمارة الشارقة في القارة اللاتينية خلال هذه التظاهرة الثقافية المرموقة، يسهم في تعزيز التواصل بين ثقافات الشرق والغرب، وينقل ملمحاً مشرقاً عن مكونات الثقافة الإماراتية الشعبية والتراثية، ما يسمح للجمهور اللاتيني بأن يتعرّف إلى هذه المضامين الثرية عن كثب. وقال المسلم: «تترجم مشاركة المعهد في هذا الحدث الثقافي رؤى صاحب السمو حاكم الشارقة، التي تدعونا إلى تثبيت دعائم الحوار الثقافي والمعرفي مع مختلف حضارات العالم، لنسهم في نقل صورة مشرقة عن تاريخنا وذاكرتنا الأصيلة للجمهور البرازيلي واللاتيني بشكل عام، كون تراث الإمارات يزخر بالكثير من اللوحات الجمالية التي تعكس في طياتها مكونات أساسية، تشكّل الهوية الوطنية للمجتمع الإماراتي».وقالت ريم بن كرم، مديرة مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة: «تأتي مشاركتنا في معرض ساوباولو الدولي للكتاب، انطلاقاً من حرصنا على تعريف دول أمريكا اللاتينية بشكل عام، والبرازيل على وجه الخصوص، بتجربة الشارقة ومؤسسة نماء في مجال مناصرة المرأة وتمكينها اقتصادياً ومهنياً واجتماعياً، وإبراز إنجازات المؤسسة ونجاحاتها في تشجيع الكثير من السيدات على أن يلعبن أدواراً أكثر تأثيراً في مجتمعاتهن، ويسهمن بشكل فعال في تطورها ونمائها».وأضافت: «تحفل مشاركتنا بالكثير من الفعاليات والأنشطة، التي ستتيح للزوار بوسائل ذكية، التعرف إلى إبداعات مجموعة من الحرفيات المنتسبات إلى برنامج بدوة للتنمية الاجتماعية، التابع لمجلس إرثي للحرف التقليدية المعاصرة، تشمل تطريزات التلي، والسفيفة، والسدو، والتي أدخلتها أفخر علامات الأزياء العالمية في منتجاتها، كما ستشهد مشاركتنا تنظيم ورشتي عمل تسلطان الضوء على واقع الحرف اليدوية والتراثية في الإمارات والبرازيل، ومجموعة من الورش الأخرى التي نستهدف بها الأطفال».وقال محمد حسن خلف، مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام: «يحمل اختيار الشارقة ضيف شرف معرض ساوباولو الدولي للكتاب، رسالة إلى العالم بأسره، تؤكد ما باتت تشكله الإمارة كمركز ثقافي في المنطقة والشرق الأوسط، حيث تتجسد في هذا الاختيار رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، التي رسّخ فيها دور المعرفة والكتاب كفضاء إنساني مفتوح لحوار الثقافات والحضارات». وأضاف: «تحتفي مؤسسة الشارقة للإعلام بهذا الاختيار ببرنامج تغطيات واستضافات متكامل، ينقل فعاليات مؤسسات الشارقة في ساوباولو، إلى مشاهدي قنوات المؤسسة ومستمعي إذاعاتها، الأمر الذي يجعل من الحدث فرصة للكشف عن الجهود الكبيرة التي تبذلها الشارقة، في سبيل تعريف العالم بالثقافة الإماراتية والعربية والإسلامية».ويشهد اليوم الأول من فعاليات الشارقة، أمسية شعرية بعنوان: «أطياف شعرية» يشارك فيها الشاعر حبيب الصايغ، والشاعر طلال سالم، وتديرها الشاعرة والإعلامية شيخة المطيري، فيما يقدم عازف العود طارش خميس سعيد الهاشمي، مقطوعات موسيقية تحت عنوان: «موسيقى الروح».وتتواصل فعاليات اليوم الأول بندوة حول «عام زايد»، يديرها الكاتب والإعلامي خالد بن ققة، يشارك فيها الباحثان الدكتور حمد بن صراي، أستاذ التاريخ في جامعة الإمارات، وسعيد حمدان، مدير إدارة برامج المكتبة الوطنية في دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي.وينظم جناح الشارقة في ثاني أيام المعرض، أمسية بعنوان: «وهج القصائد» تشارك فيها الشاعرتان صالحة غابش، وشيخة المطيري، ويديرها الشاعر طلال سالم، فيما يشارك راشد الكوس، ومحمد بن دخين، والدكتورة اليازية خليفة، في ندوة بعنوان: «المقومات الرئيسية المشتركة بين دول العالم في صناعة النشر».ويبحث كل من الكاتب والإعلامي ناصر الظاهري، والشاعر والروائي سلطان العميمي، خلال ندوة تديرها الكاتبة أسماء الزرعوني بعنوان: «الراهن الروائي»، الإمكانات السردية والفنية التي مكنّت الرواية من تصدر المشهد الإبداعي العربي والدولي.ويقدم جناح الشارقة في اليوم الثالث، أربع فعاليات ثقافية تتنوع بين الموسيقية، والبحثية، والأدبية، حيث تتواصل فعاليات «موسيقى الروح»، وتناقش كل من إيمان بن شيبة، وتامر سعيد، والدكتورة اليازية خليفة، أهمية الالتزام بالنص والفكرة الأصليين عند الترجمة.ويشارك الممثل والكاتب الدكتور حبيب غلوم، والكاتب والإعلامي خالد بن ققة، في ندوة أدبية بعنوان: «جدوى الكتابة» تديرها الكاتبة أسماء الزرعوني، فيما تلتقي الثقافة الإماراتية والبرازيلية في جلسة نقاشية بعنوان: «ألف عنوان وعنوان.. تقارب بين قصص الخيال في الأدب الإماراتي والبرازيلي»، تشارك فيها مجد الشحي والكاتبة شما الدبل. ويقدم مجلس «إرثي للحرف المعاصرة»، ورشة لصناعة أقنعة الأطفال، وتجمع الورشة الثقافتين البرازيلية والإماراتية عبر استخدام الأقنعة التقليدية التي تشتهر بها البرازيل، والبرقع الإماراتي.وتحت عنوان: «رسومات تكسر حواجز اللغة»، تشارك مروة العقروبي، رئيسة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، إلى جانب اليازية السويدي، في جلسة تديرها كارين بانسا.وتكشف الشارقة في برنامج فعاليات اليوم الرابع، جانباً من التراث الإماراتي، وأبرز ما تقوده الإمارة من مبادرات على مستوى تفعيل القراءة، وتعزيز حضور الكتاب في مشروعها الحضاري، حيث تنظم ندوة بعنوان: «مرايا الزمن»، تقدمها كل من الكاتبة أسماء الزرعوني، والكاتب والأديب حارب الظاهري، وتديرها الشاعرة شيخة المطيري، ويستعرضان فيها حضور التراث الإماراتي في النتاج الأدبي المحلي، وما قدمه من مواضيع تشترك مع ذاكرة الموروث الإنساني. وتبحث الشارقة خلال ندوة بعنوان: «ملامح النشر المشترك» سبل التبادل الثقافي بين الإمارات والبرازيل، وأثر التنوع الثقافي في الإمارات على النصوص المنشورة؛ إذ يقدم كل من تامر سعيد، وإيمان بن شيبة، ولويس ألفارو ساليس، مدير الشؤون الدولية في غرفة الكتاب البرازيلية، قراءة في مستوى التحول الجاري على سوق النشر المحلي خلال العقود القليلة الأخيرة.وتكشف مبادرة «ثقافة بلا حدود» أمام الجمهور البرازيلي، الرؤية التي تنطلق منها والجهود التي بذلتها منذ انطلاقها، فتعرض نورا بن هدية، إلى جانب جميل هيكل، كيف نجحت المبادرة في توزيع أكثر من 42 ألف مكتبة منزلية على الأسر الإماراتية في الشارقة، ويفتحان الباب أمام المؤسسات الثقافية الراغبة في تشكيل منصة دولية للحوار الثقافي على هذا المستوى.وفي اليوم الخامس ينظم مجلس «إرثي للحرف المعاصرة»، ورشة عمل لصناعة السلال باستخدام «حرفة السفيفة» الإماراتية التقليدية، التي تقوم على جدل سعف النخيل وتزيينها. وستنفذ الورشة حرفيات من الإمارات، بينما يسهم الأطفال في تزيين الحرف. المؤسسات الإماراتية المشاركة ستمثّل الشارقة في معرض ساوباولو الدولي للكتاب، وفود من العديد من المؤسسات الثقافية والمعرفية والأكاديمية، ومن أبرزها: هيئة الشارقة للكتاب، واتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، وجمعية الناشرين الإماراتيين، ودائرة الثقافة في الشارقة، ومعهد الشارقة للتراث، ودارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية، ومؤسسة الشارقة للإعلام، والمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وثقافة بلا حدود، ومبادرة 1001 عنوان، ومنشورات القاسمي، ومجموعة كلمات، ومؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، ومجلس إرثي للحرف المعاصرة، ومجلس سيدات أعمال الشارقة، والجامعة الأمريكية في الشارقة.
مشاركة :