كاظم الساهر يحيي ليلة حب على وقع الخسوف في «بيت الدين»

  • 7/29/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

للسنة التاسعة عشرة على التوالي، أطل الفنان العراقي كاظم الساهر على جمهوره في «مهرجانات بيت الدين»، في ليلة عانق فيها خسوف القمر أغاني القيصر وموسيقاه التي ملأت المكان حباً ورومانسية وفرحاً متجدداً. هذه السنوات من الوفاء تبدو واضحة في علاقة جمهور بيت الدين بفنانهم الذي ينتظرونه كل عام بحيث تكاد تكون الوجوه نفسها التي تحرص على اللحاق به والسباق لشراء بطاقات حفلاته منذ اليوم الأول للإعلان عن برنامج المهرجان. ساعة ونصف الساعة من الغناء المتواصل وهي المدة التي تقلصت نصف ساعة عن حفلات السنوات الماضية، اختار القيصر أن يبدأها بأغنية عيد العشاق التي استقبل على وقعها بالتصفيق الحار وصيحات النساء اللواتي لا يترددن في التعبير عن حبهن بالصراخ حينا، وبالسباق لالتقاط صورة سيلفي متخطين حواجز الحرس أحياناً أخرى. وككل عام يجد كاظم الساهر نفسه خاضعا لطلب جمهوره بالخروج عن برنامج الحفل المعد مسبقا مع فرقته العراقية إلى جانب عدد من العازفات اللبنانيات. بحيث بات معروفا بأن جمهور القيصر اللبناني بشكل عام في «بيت الدين» يرفض الخروج من عصر فنانهم الذهبي وأغنياته التي لا تحتاج إلا لانطلاق موسيقاها حتى يتولى هو مهمة غنائها حالما بكلماتها فرحا ورقصا. وقد عبر القيصر في المقابل عن مكانة هذا الجمهور وتميزه بالنسبة إليه وهو الذي بات مدركا تماما لذوقه وخياراته الفنية بحيث يجد نفسه دائماً يلبي طلباته ويعدل البرنامج المعد مسبقا. لكن ومع ولاء اللبنانيين لأغنيات كاظم القديمة نجحت أغنيته الجديدة «دلوعتي» وكلماتها التي كتبها كريم العراقي بالانسياب إلى قلوب هذا الجمهور فكانوا سباقين لطلبها هذه المرة من فنانهم الذي كرّر كلماتها من دون لحن مرتين قبل أن يطلق العنان للموسيقى. وتكاد تشكل كل أغنية من أغاني القيصر حالة بحد ذاتها على مدرجات بيت الدين التي فاق جمهورها الخمسة آلاف شخص في الليلة الأولى والعدد نفسه في الليلة الثانية مساء أمس فيما بدا واضحا أن السواد الأعظم منه هو من الفتيات والنساء على اختلاف أعمارهن ومن أتى من الرجال فهو إما من جيل الشباب أو من جاء شبه مرغم مرافقا لحبيبته أو لزوجته. ساعة ونص لم ترو جمهور القيصر المتعطش دائماً إلى أغنياته ورومانسية كلماتها فاختار منها أكثرها شهرة وطلبا، فكان معظمها من كلمات الشاعر الراحل نزار قباني وإصدارات التسعينات وبداية الألفية الثانية. من «حافية القدمين» التي لا يختلف وقعها على مر السنوات بل تزيد رونقا، وهو الأمر الذي لا يختلف بالنسبة إلى أغنيات «اتدلل» و«اشهد» و«عيد وحب» و«هذا اللون» بلحنها الذي لا يترك أحدا من الجمهور جالسا على مقعده. فالتفاعل هنا ليس خيارا في حفل يجمع هذا التناقض من الحب ومعاناته كتلك التي تعبر عنها كلمات «الليلة إحساسي غريب عاشق ومالي حبيب» وبين «عيد وحب هاي الليلة الناس معيدين.». و«حبيبتي أنت». انتهت ليلة القيصر بانتهاء خسوف القمر فيما بقي الجمهور متعطشا للمزيد لكنه بلا شك ممتلئا من الموسيقى والحب والفرح بينما كان لسان حال نساء الحفل وفتياته «لا عشق كعشق كاظم». ليفتح الجدل القديم الجديد بين واقعية هذا الحب أو عدمه وكلماته التي لا تعدو كونها شعرا يغنى ويفرح القلب لدقائق ينتهي مفعولها بانتهاء الموسيقى.

مشاركة :