مدينة الشيخ خليفة الطبية تزرع كلية لطفل من متبرّع متوفّى دماغياً

  • 7/29/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي: رانيا الغزاوي نجح الكادر الطبي في «مدينة الشيخ خليفة الطبية»، إحدى منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة)، في إنقاذ الطفل عبدالله العماري، البالغ من العمر 15 عاماً؛ بإجراء عملية نقل كلية من متوفى دماغياً وزراعتها بنجاح؛ حيث ولد عبدالله بكلية واحدة، وأصيب بفشل كلوي منذ أكثر من عامين.ورفع محمد أحمد العماري والد عبدالله، أسمى آيات الشكر إلى القيادة الرشيدة، التي دعمت القطاع الصحي بأفضل الإمكانات، وجعلته في مصاف الدول المتقدمة، شاكراً لكل من أسهم في منح ابنه حياة جديدة خالية من الألم، مؤكداً أهمية نشر ثقافة التبرع بالأعضاء في المجتمع، وتكثيف التوعية بها، وضرورة فتح قنوات رسمية تسمح بتسجيل الراغبين في التبرع في الدولة، لافتاً إلى أنه مستعد للتبرع بجميع أعضائه؛ لينتفع بها المرضى المحتاجون إليها.وأوضح أن عملية نقل الكلية استمرت أربع ساعات، شعر خلالها بالاختناق، وتمنى لو أنه كان هو المصاب، حتى لا يعيش هذه اللحظات الصعبة، مشيراً إلى أنه وضع أمله بالله، وثقته بمستشفى متخصص ذي اسم عريق وإنجازات طبية متميزة وخبرات عالمية. وبعد انتهاء العملية، وضع المريض تحت المراقبة، لمدة 3 أيام في العناية المركزة، ثم غادر المستشفى بعد أسبوع، ولم يصاحب العملية أية مضاعفات، وهو الآن بحالة جيدة، ويمارس حياته بصورة طبيعية.وأضاف العماري: «بالرغم من عدم وجود مشكلة جينية أو وراثية لدي أو لوالدة عبدالله، فإن أخوين آخرين لعبدالله، يعانيان مشكلات صحية في الكلى؛ الأول عمره تسعة أعوام، ويعاني منذ أن كان في السادسة، ويخضع للغسل البريتوني، وفتاة عمرها سبعة أعوام مصابة بارتفاع نسبة الكريتانين في الكلية، ومعرضة للفشل الكلوي في أي لحظة. ووجود ثلاثة مرضى بالكلى في الأسرة، وضمن ظروفي المادية المتدنية، أوقعني تحت عبء كبير؛ كونهم بحاجة للتفرغ والذهاب بشكل شبه يومي للمستشفى؛ لإجراء الغسيل الكلوي، ما اضطرني إلى ترك الوظيفة».وتابع قائلاً «عبدالله ولد بكلية واحدة، وأرجع الاطباء السبب، إلى مرض والدته خلال حملها به، وأخذ بعض الأدوية، ما أدى إلى حدوث خلل جيني،وكان يخضع لمتابعة أطباء المسالك البولية؛ للتأكد من عدم وجود أي خطورة على صحته بهذه الحالة، إلى أن بلغ 13 عاماً أصيب بالفشل الكلوي، وبدأ بالخضوع لجلسات الغسيل الكلوي، ومن هنا بدأت معاناتنا، التي استمرت عامين ونصف العام».وأضاف: «أشرف على حالته أطباء أمراض الكلى في «مدينة خليفة الطبية»، وأكدوا ضرورة إيجاد متبرع؛ لمنحه كلية سليمة. وانتظرنا حتى أجيزت زراعة الأعضاء من متوفين في الدولة. ولم أتمكن من التبرع لعبدالله؛ لإصابتي بمرض السكري، ولدي مشكلات صحية أخرى، أما والدته فكانت تحاليلها غير مطابقة له، فانتظرنا ما يزيد على العامين حتى وجدنا كلية ملائمة من متبرع عشريني متوفّى دماغياً، بعد عامين ونصف من معاناة الغسيل الكلوي كان يقوم خلالها بالغسيل ثلاث مرات، وكان ذلك في أواخر رمضان الماضي؛ إذ تطابقت تحاليله مع عبدالله بنسبة 95%».وأوضح أنه خلال الأيام التي كان يخضع فيها عبدالله للغسيل الكلوي، كان يضطر للتغيب عن المدرسة؛ حيث كان يشعر بالإعياء الشديد؛ عقب الجلسات والعودة إلى المنزل، إلا أن إدارة المدرسة كانت متفهمة لطبيعة الحالة، وهو ما يعكس أهمية القائمين على العملية التعليمية في تفهم الحالات المرضية الصعبة، والتعامل معها على أنها حالات خاصة وبطريقة غير تعسفية، مشيراً إلى أن والدته بذلت معه مجهوداً في المنزل؛ حيث كانت تعمل على تدريسه حتى يتمكن من اجتياز امتحاناته وبدرجات عالية.

مشاركة :