قصة أرض وتاريخها والتضليل!

  • 7/29/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

‭{‬ من المؤسف اليوم أن بعض القنوات العربية تمارس (التضليل الديني والتاريخي والسياسي) على عقول المشاهدين العرب بعلم أو بغير علم، كمدخل للتطبيع الذي يبدو أنه قادم مع الكيان الصهيوني! برامج وثائقية تبثها بعض القنوات العربية (تزامنا) مع الـBBC و«الحرة» التي تذيع وثائقيات من زاوية أخرى حول اليهود في فلسطين! لتروج معا أن فلسطين (تاريخيا) ومنذ زمن الأنبياء الأوائل هي أرض اليهود! رغم أن الله سبحانه حدد أن الأنبياء منذ نوح وإبراهيم وداود وسليمان وإسحاق هم مسلمون! ولو بقي اليهود على التوراة كما كانت لاختلف الكلام! وهنا يقع (التضليل الديني) بعدم الإشارة إلى أن اليهود الأوائل بالتوراة الصحيحة غير اليهود بعد ذلك (بالتوراة الملفقة أو المحرّفة)! وأن الذين جاؤوا من صقاع الأرض إلى فلسطين في القرن الماضي هم (صهاينة) وليسوا يهودا كما أنزل الله دينه عليهم! فالصهيونية كما قلنا في أكثر من مكان هي (حركة سياسية عنصرية) وإن استغلت الدين اليهودي ويهود العالم! لذلك لا علاقة لهم بأنبياء الله! ‭{‬ أما (التضليل التاريخي) فينبع من أن كل ما تم التنقيب عنه في فلسطين العربية لم يثبت ولا مرة وجود الآثار الدينية لليهود ومنها «هيكل سليمان» المزعوم لا في القدس ولا في أي جزء آخر من فلسطين العربية منذ الكنعانيين العرب! وما نسبوه إلى أنفسهم في فلسطين حوله خلافات كبيرة حتى بين المؤرخين اليهود أنفسهم! بل إن «الأثريين الجدد» والمؤرخين للحقب القديمة يثبتون أن «جغرافيا الأنبياء، هي في الجزيرة العربية القديمة ومنها اليمن، منذ آدم عليه السلام حتى النبي إبراهيم ومن جاء بعده من أنبياء أخبرنا القرآن عنهم! ولذلك فإن (التركيز الديني والتأريخي والتاريخي) اليوم من بعض القنوات العربية على أن فلسطين تاريخيا كان بها الأنبياء اليهود -بحسب تعريفهم- لهو تضليل ما بعده تضليل! وخاصة حين يتم الترويج لما هو مثار بحث التاريخيين والأثريين حتى اللحظة وخاصة ما يتم ترويجه من الصهيونية العالمية أن فلسطين وقصة أرضها (محسومة) بوجود أنبياء اليهود فيها منذ القدم! وهذا لكي يتم في النهاية تقبل (المقولة الصهيونية) بأنها أرض الميعاد! وأنها أرض اليهود أي الصهاينة اليوم، ولا آثار تثبت ذلك إلا نظريات اليهود أنفسهم، و«الإسرائيليات» التي ابتلي بها المسلمون لتفسير وتأويل بعض آيات قرآنهم! ‭{‬ يقودنا ذلك إلى (التضليل السياسي) من أجل تبرير المتصهينيين العرب لأنفسهم دخولهم في التطبيع مع العدو الصهيوني بادعاء السلام وطلبه، رغم أن هذا العدو يطرح (يهودية الدولة وفلسطين كلها)! ويطرح «صفقة القرن» لسلب ما تبقى من الأراضي الفلسطينية المحتلة! ويطرح (إنهاء القضية الفلسطينية) على وقع موسيقى التطبيع معها، من دون حل سلمي عادل! ومن دون تحقيق أي نوع من العدالة، ومن دون حتى التوقف عن (المشاريع الصهيونية) منذ تأسيس الكيان الصهيوني لتدمير الدول العربية، حربا أو سلما! فهو يريد فقط (التطبيع)! وأن يكون القوة الأولى في المنطقة كلها والبقية أتباع! ويريد السيطرة، ويريد قضم فلسطين كلها والجولان، والتحكم في العراق وسوريا ومصر والخليج و....، أي أنه في العمق لا يريد السلام وإنما يريد التطبيع على خلفية الاستسلام!

مشاركة :