أوروبا تصر على اعتبار الزراعة خارج المفاوضات التجارية مع واشنطن

  • 7/29/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت الناطقة باسم المفوضية الأوروبية مينا أندريفا أمس أن الملف الزراعي «لن يكون جزءاً من المفاوضات التجارية» المتوقعة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ليتعارض كلامها مع تأكيد سابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب في هذا الصدد. وكان ترامب قال أول من أمس أمام مزارعين أميركيين غداة لقائه رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر: «فتحنا لكم للتو أوروبا أيها المزارعون». وشددت أندريفا عند سؤالها تحديداً حول هذه النقطة في لقاء صحافي في بروكسل: «إذا قرأتم البيان المشترك، سترون أنه لا يأتي على ذكر الزراعة بحد ذاتها، بل هناك إشارة إلى مزارعين وأخرى إلى الصويا كجزء من المفاوضات وسنتابع الموضوع». وأضافت: «بخلاف ذلك، فإن يونكر كان واضحاً جداً، لن نتفاوض حول المنتجات الزراعية فهي خارج نطاق المحادثات». وكان يونكر وترامب توصلا إلى نوع من تهدئة تجارية، فهو سيسحب تهديداته بفرض رسوم جمركية على واردات بلاده من السيارات الأوروبية طالما المفاوضات بين الجانبين جارية، بينما تعهد يونكر باستيراد كميات أكبر من الصويا والغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي. وبالنسبة إلى ترامب، كانت المسألة الأهم الحصول على ضمانات أوروبية حول الصويا بعد تضرر المزارعين الذين يصوتون عادة للجمهوريين نتيجة الخلاف التجاري بين بكين وواشنطن. وكان وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير طالب بـ «توضيحات» غداة إعلان الهدنة التجارية، واشترط بقاء الزراعة خارج نطاق المفاوضات، مؤكداً أن «أوروبا لن تتهاون مع هذه المعايير». وأضاف: «لدينا معايير صحية وغذائية وبيئية وقواعد للإنتاج نتمسك بها لأنها تضمن حماية مستهلكينا وأمنهم». إلى ذلك ندّد قادة مجموعة «بريكس» خلال قمة عقدوها في جوهانسبرغ، بـ»التحديات غير المسبوقة» التي تُهدد تعددية الأطراف، وذلك رداً على الحرب التجارية التي أطلقتها الولايات المتحدة. وفي بيان مشترك، أعرب الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ والجنوب أفريقي سيريل رامافوسا والبرازيلي ميشال تيمر ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، «عن قلقهم في شأن آثار تدابير سياسة الاقتصاد الكُلّي التي اتُّخذت في بعض الاقتصادات المتقدمة الرئيسة». وحذروا من أن هذه الإجراءات «يمكن أن تُسبّب تقلبات اقتصادية ومالية في الاقتصادات الناشئة، وقد يكون لها تأثير في آفاق نموها». وأضافوا أن «النظام التجاري متعدد الأطراف يواجه تحديات غير مسبوقة»، مسلّطين الضوء على «أهمية وجود اقتصاد عالمي مفتوح يسمح لكل الدول وجميع الشعوب بأن يتشاركوا فوائد العولمة». ودعت الدول الخمس «كل أعضاء منظمة التجارة العالمية إلى احترام قواعد هذه المنظمة والوفاء بالتزاماتهم في نظام تجاري متعدد الأطراف»، في نداء مباشر إلى الولايات المتحدة التي اتخذت في الأشهر الأخيرة إجراءات تجارية معادية لكل من بكين وبروكسل وموسكو وغيرها. وفرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية على الفولاذ والألمنيوم تستهدف الصين في شكل أساس، ويهدد الآن بفرض ضرائب صارمة على كل الواردات الصينية. وفي هذا الإطار، شدد الرئيسان الصيني والروسي على الحاجة إلى تحسين التعاون بين دول مجموعة «بريكس». ودعا شي الدول الـ5 أعضاء المجموعة إلى «إطلاق إمكاناتها الهائلة للتعاون الاقتصادي، إذ يجب أن تعزز دول بريكس شراكتها الاستراتيجية لجعل العَقد المقبل عقداً ذهبياً آخر». واتخذ بوتين موقفاً مماثلاً، معتبراً أن «دول بريكس تؤدي دوراً فريداً في الاقتصاد العالمي». وقال إن «دول بريكس تساهم بـ42 في المئة من إجمالي الناتج العالمي، وهذه الحصة مستمرة في النمو». وأضاف: «خلال عام 2017، ازدادت التجارة بين دول بريكس 30 في المئة، ونحن نعتزم تطوير هذه الشراكة في شكل أكبر». أما بيان الجلسة الافتتاحية، فشدّد على أن «تصاعد الحمائية والأحادية يؤثر مباشرة في الأسواق الناشئة، والتعاون الاقتصادي الوثيق لتحقيق الازدهار المشترك هو الهدف الرئيس والأولوية لمجموعة بريكس». وعلى هامش القمة، التقى بوتين نظيره التركي رجب طيب أردوغان الذي دُعي إلى جوهانسبرغ على غرار زعماء دول أخرى غير منضوية في مجموعة «بريكس».

مشاركة :