شباب البحرين يناقشون تحدّيات وحلول تحقيق أهداف التّنمية المستدامة في مدينة شباب 2030

  • 7/29/2018
  • 00:00
  • 21
  • 0
  • 0
news-picture

استتباعًا لجلسات المنتدى السياسي رفيع المستوى المعنيَ بالتنمية المستدامة التابع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة الذي انعقد مؤخرًا في نيويورك ، والذي ناقشت فيه مملكة البحرين تقريرها الطوعي الأول لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030، نظمت مدينة شباب 2030 التي تحتضنها وزارة شؤون الشباب والرياضة (سبل تحقيق أهداف التنمية المستدامة ودور الشباب في تحقيقها)، وذلكَ مساء الأربعاء الماضي (الموافق 25 يوليو) في شراكة متميزة مع مجلس الإمارات للشباب وبمشاركةِ سعادة السيد أمين الشرقاوي الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والسيد نعمان الصياد مستشار الاتصال الإقليمي بالبرنامج، وبحضور كل من السيد سعيد النظري الرئيس التنفيذي للاستراتيجية في مركز الشباب العربي والسيدة إيمان فيصل جناحي الوكيل المساعد لتنمية الشباب بالوزارة، وسطَ لفيفٍ شبابي متنوع من المهتمين بموضوع التنمية المستدامة والمطلعين على التجربتين الخليجيتين في هذا المجال لدى كل من مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة.وأشار سعادة السيد أمين الشرقاوي إلى جهود مملكة البحرين في تحقيق تلكَ الأهداف عبر قطاعاتها المختلفة، مؤكدًا أن مملكة البحرين تُعتَبر من أوائل الدول الخليجية التي تتحدث لغة التنمية المستدامة. وأوضحَ في حديثه أن مفهوم التنمية المستدامة لا يستهدفُ فقط تلبية احتياجات الحاضر، بل يعتني أيضًا بالاحتياجات المستقبلية حسبما ينص تقرير برونتلوند الذي يشير إلى وجوب عدم تقويض قدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها. كما أوضحَ في حديثه أن المسار إلى تحقيق هذه الأهداف والاشتغال على تفعيلها والوصول إليها يشكل الشباب جزءًا فاعلاً فيه، حيث أن تمكينهم من ذلك يُساهم عميقًا في مواجهة التحديات واستلهام الحلول، مشيدًا بدور وزارة شؤون الشباب والرياضة التي تتيح عبر فضاءاتها الإبداعية ومبادراتها الشبابية المساهمة في طرح وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة على مستوى المنطقة.من جهته، أوضح السيد نعمان الصياد السياق التاريخي الذي تطورت من خلالها المفاهيم والأفكار حول الأهداف والرؤى الرامية لتطوير العالم وحماية الكوكب، مشيرًا إلى أن الأهداف الإنمائية للألفية (2000 – 2015) تحقق جزءٌ منها، خصوصًا فيما يتعلق بخفض الفقر والتعليم والمساواة، إلا أنها كانت بالدرجة الأولى موجهة لدول العالم الثالث، مبينًا أن الرؤى ومتطلبات العالم اتسعت، حتى أصبح من الضروري تشكيل أهداف تعبر عن العالم كله. وفي حديثه، أشار الصياد إلى أن أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر قد تمت صياغتها من قِبَل الدول الأعضاء لدى الأمم المتحدة إثر مشاورات وطنية عدة، بلغ عددها 88، تسعة منها كانت في الوطن العربي، بالإضافة إلى مسحٍ إلكتروني عالمي عبر شبكة الإنترنت شارك فيه 10 مليون شخص من كل أنحاء العالم.وقد استعرض الصياد مستشار الاتصال الإقليمي للبرنامج جميع أهداف التنمية المستدامة، بشرحٍ مفصل، متناولاً أهمية كل منها في تحويل عالمنا وازدهاره، ومبينًا أن أولوية الاشتغال على هذه الأهداف تتفاوت بحسب احتياجات وجغرافية كل بلد، التي قد تتطلب إجراءات عاجلة وحاسمة لدى مجموعةٍ دون أخرى، وأشار إلى أن هذه الأهداف تخدم 6 مستويات رئيسية هي: العيش بكرامة، ضمان التمتع بالصحة والرفاه للناس، حماية الكوكب من غير جورٍ على حق الأجيال اللاحقة في موارد كوكبنا الأرض، تعزيز السلام والعدالة، بناء الشراكات والرخاء عبر بناء اقتصادي قوي يُسهم في التغيير الإيجابي. وأوضح: (التوجه العالمي الجديد لتحقيق الأهداف المستدامة يستندُ على ثلاثة أبعادٍ رئيسية يجب الاشتغال عليها بالتوازن وهي: البُعد الاقتصادي، البُعد البيئي والبُعد الاجتماعي، والتي لا بد من تحقيقها وقياسها عبر متطلبات أربعة، تتضمن: حتمية التكامل، شمول الكافة، مراعاة المخاطر وعالمية التحديات)، معقبًا: (التحديات التي تواجه التنمية لا يمكن الاشتغال عليها بصورة فردية، لأنها نتيجة للتكامل والتفاعل والشراكات، فعلى سبيل المثال، العمل المناخي للمنطقة، يتأثرُ بممارساتِ الدول جميعها، فلا بد أن يكون الاشتغال على هذه التحديات بصورةٍ عالمية أيضًا). كما بين أن أهداف التنمية المستدامة لا تنحصرُ في السياسات الحكومية، بل هي مسؤولية مشتركة مع القطاع الخاص والمجتمع المدني الأمر الذي يجعل من مسألة تحقيق تلكَ الأهداف متصلة بمقاربة المجتمع كله لا الحكومات فحسب، مشيرًا إلى أنه للوصول إلى ذلك لا بد من الاشتغال على آليات التنسيق عبر القطاعات داخل الحكومة، بالإضافة إلى إيجاد تنسيق متعدد الأوجه، شراكاتٍ واسعة وآليات للرقابة والمحاسبة الشعبية. وأكد أنه لا بد من توفير كافة المعلومات وتوسيع المعرفة لما لذلك من دورٍ في دعم السياسات، متابعة التقدم ومنع تخلف أحدٍ عن الركب، وصولاً للتمكين من المحاسبة والمشاركة.وقد أتبع هذا التناول المفصل لأهداف التنمية المستدامة حوارٌ مفتوحٌ ناقش فيه الشباب المشاركون أهم التحديات التي تواجه الشباب في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما تم اقتراح العديد من الحلول الإبداعية المتصلة بتلكَ التحديات، والتي كان من أهمها مستوى الوعي الشبابي بتلكَ الأهداف، العلاقة ما بين الاستهلاك والإنتاج، والحاجة الحقيقية لملامسة قضايا الآخر وغيرها.

مشاركة :