لفتت الفنانة عفاف شعيب الأنظار منذ ظهورها على الساحة الفنية في سبعينات القرن الـ20، وحققت النجومية عبر بطولتها في أفلام عدة منها «المعتوه» مع محمود عبدالعزيز «خدعتني امرأة و «ضاع حبي هنا» و «انتحار مدرّس ثانوي» مع حسين فهمي، و «عنبر الموت» مع نور الشريف ويحيى الفخراني و «ضد الحكومة» مع أحمد زكي، إضافة إلى بطولتها في عدد من المسلسلات التلفزيونية لعلّ أشهرها دورها في «رأفت الهجان» مع محمود عبدالعزيز ويوسف شعبان، و «الشهد والدموع» بجزءيه، وغيرها من الأعمال، إلى أن قررت الاعتزال في مطلع التسعينات. ولم تمضِ سوى سنوات حتى عادت إلى الساحة مجدداً، حيث تميزت في أداء دور الأم عبر أعمال عدة منها «السيرة الهلالية» و «إمام الدعاة» و «العار» و «الإخوة الأعداء». وفاجأت الفنانة القديرة المشاهدين خلال رمضان هذا العام بدور صعب ومختلف عن تلك التي اعتادها الجمهور المشاهد، وذلك عبر مسلسل «فوق السحاب» مع الفنان هاني سلامة، والذي أثيرت حوله ضجة كبيرة وتنوعت آراء النقاد. وقالت شعيب في حوار مع «الحياة» أنها عندما تلقت عرضاً لتجسيد دور «نعناعة» في مسلسل «فوق السحاب»، وجدتها شخصية جديدة ومتنوعة، وهي ليست دجالة كما ظن بعضهم ولكنها سيدة قريبة من ربها، لديها صفات خارقة ورثتها عن والدتها، وتضطرها ظروفها إلى تربية أبناء شقيقتها ورعايتهم وفي سبيل ذلك تمر بصعوبات وعقبات»كثيرة». وأكدت شعيب أنها لم تتردد في الموافقة على أداء دور هذه الشخصية على رغم أنها غير مألوفة بالنسبة إلى الجمهور الذي اعتاد مشاهدتها في أدوار الأم الطيبة الحنون سواء في الأعمال التلفزيونية أم السينمائية، ومن ثم يُعد «نعناعة» نقلة بالنسبة إليها نحو نوعية أخرى من الأدوار المختلفة التي كانت تخشى قبولها، مشددة على أنها تستهويها الأدوار الهادفة التي تحمل في طياتها رسالة إلى المشاهدين والمتوافقة مع معتقداتها. لذا، لا تجد أدوارها بسهولة وترفض أعمالاً كثيرة بسبب ذلك. وترى شعيب أنها على رغم تعاملها للمرة الأولى مع المؤلّف حسان دهشان في مسلسل» فوق السحاب، كان تعاوناً مثمراً ولمست توافقاً كبيراً معه ومع المخرج رؤوف عبدالعزيز. وقد سمح لها مؤلف العمل بإضافة كلمات وعبارات أثناء تصوير مشاهدها، فضلاً عن تغيير بعض الديكورات لتناسب ظروف شخصية نعناعة، وأيضاً التدخّل في اختيار ملابس الشخصية مع «الستايلست»، لافتة إلى أنها قدمت شخصية مشابهة لشخصية «بسيمة» التي أدّتها في فيلم «الأونطجية» (أنتج عام 1987، وشارك في بطولته سعيد صالح وصابرين وسهير البابلي). وأعربت شعيب عن سعادتها لأنها التقت للمرة الأولى مع هاني سلامة في عمل فني، لا سيما أنها كانت من المتابعين له والمعجبين بأعماله، وأضافت أنه فنان يتسم بالتواضع والالتزام بمواعيد التصوير. كما عبّرت عن ارتياحها لعرض المسلسل خلال موسم رمضان عبر شاشة «إم بي سي 4»، من دون اقتطاع ومن دون أن تتخلله الإعلانات التي تفسد مشاهدته أو تشتت الجمهور. وأكدت أنها كانت حريصة على مشاهدة المسلسل طوال الشهر الفضيل. وعن مشاركتها في أعمال درامية مأخوذة من أفلام سينمائية ومنها مسلسلا «العار» و «الكيف»، أشارت شعيب إلى أنها لا تمانع في ذلك طالما أن قصة الفيلم ثرية بالأحداث وتصلح لمعالجتها درامياً. فيما أيدت المشاركة في المسلسلات الطويلة (45 حلقة أو أكثر) طالما أن الجمهور بدأ ينجذب إليها وتحقق نسب مشاهدة كبيرة في مصر والوطن العربي. كما تنتظر شعيب إعادة بث مسلسل «فوق السحاب» مع أعمال درامية رمضانية أخرى عرضت عبر الفضائيات في رمضان هذا العام، كي يتمكن ملايين ممن لم تتح لهم فرصة المشاهدة قبلاً الاستمتاع بها. وعلى الصعيد السينمائي، شعيب هذه الأيام في الجزائر، للمشاركة في فاعليات الدورة الجديدة من مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي الذي تستمر نشاطاته حتى نهاية الشهر الجاري، حيث تحل كإحدى ضيفات الشرف. وستشارك في ندوة ستعقب عرض فيلمها «البر الثاني» مع بطل العمل محمد علي.
مشاركة :