يطل قمر دموي في السماء الليلة في معظم أنحاء العالم حينما يتحرك القمر نحو ظل الأرض في أطول خسوف في القرن الـ 21. وتقول «إدارة الطيران والفضاء» الأميركية (ناسا) إن الخسوف الكلي سيستغرق ساعة و42 دقيقة و57 ثانية لكن سيسبقه وسيليه خسوف جزئي مما يعني أن القمر سيقبع ثلاث ساعات و54 دقيقة في الجزء المعتم من ظل الأرض. وفي أنحاء العالم من تاج محل إلى برج إيفل سيقلب الناس وجوههم في السماء بحثاً عن القمر الدموي الذي يظهر باللون البرتقالي أو البني أو القرمزي مع اختراق أشعة الشمس للغلاف الجوي للأرض. ويحدث الخسوف التام في الساعة 20:22 بتوقيت غرينيتش ويمكن رؤيته في أوروبا وروسيا وأفريقيا والشرق الأوسط ومعظم أنحاء آسيا واستراليا. ودفع المئات في استراليا بالفعل مقابل مشاهدة الخسوف من «مرصد سيدني» قبل شروق الشمس. وقال آندرو جاكوب أمين المرصد الواقع بالقرب من جسر «ميناء سيدني»: «نفدت تذاكر الحدث. لدينا حوالى 200 شخص حجزوا للقدوم ومشاهدته (الخسوف) معنا». وقال أستاذ علم الفلك في «جامعة كمبردج» آندرو فابيان: «يطلق عليه القمر الدموي لأن أشعة الشمس تخترق الغلاف الجوي للأرض في طريقها إلى القمر ويحول الغلاف الجوي للأرض الأشعة إلى اللون الأحمر بالشكل ذاته الذي يصطبغ فيه قرص الشمس باللون الأحمر عند الغروب». في الوقت نفسه يقترب المريخ من الأرض أكثر مما حدث في العام 2003 لذلك قد يشاهد بعض المتابعين ما يبدو أنه نجم يراوح لونه بين الأحمر والبرتقالي الذي سيكون في الواقع الكوكب الأحمر (المريخ). وقال نائب المدير التنفيذي لـ«الجمعية الملكية البريطانية لعلماء الفلك» روبرت ماسي: «إنها مصادفة غير مألوفة بالمرة أن يحدث خسوف كامل للقمر بينما يكون المريخ في الجانب المقابل خلال نفس الليلة». ومنذ آلاف السنين يجول الإنسان بنظره في السماء بحثاً عن بشير خير أو نذير شؤوم. لكن علماء الفلك قالوا إنه لا يوجد ما يستدعي القلق. ولن يتسنى مشاهدة الخسوف في أميركا الشمالية ومعظم أنحاء المحيط الهادي. ومن المتوقع أن يحدث خسوف القمر المقبل لنفس الفترة الزمنية العام 2123.
مشاركة :