بيروت ـــ أنديرا مطر| المأزق الحكومي اللبناني «مكانك راوح» رغم الأجواء الإيجابية، التي سادت الأسبوع المنصرم، إثر اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري برئيس الجمهورية ميشال عون، والذي خلص الى تجاوب عون مع «مقترح» الحريري الحكومي من حيث صيغ التمثيل الوزارية، تاركاً لرئيس التيار الوطني وزير الخارجية جبران باسيل الاتفاق مع الحريري على نوعية الحقائب. غير أن هذه الإيجابية لم تفعل، وبقيت معلّقة على لقاء لم يتم تحديده بعد بين الحريري وباسيل. وبانتظار هذا اللقاء ،الذي لا يبدو، أن العلاقات بين «التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل»، اليوم، مهيئة له، لا إشارات توحي بقرب الانفراج على خط تأليف الحكومية. مصدر وزراي كشف في اتصال مع القبس أن تشكيل الحكومة اللبنانية مرشح للتأجيل. فإلى العقد المحلية الثلاث (الدرزية والسنية والمسيحية) التي قيل إنها شهدت نوعاً من الحلحلة، دخلت خلال الأيام الماضية عوامل أخرى من شأنها تعميق الخلافات بين الأطراف المتنازعة أصلا. ومنها المبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين، التي حظيت بموقف سياسي لبناني موحد على العنوان الرئيسي، بانتظار تحديد آلية العودة التي ستستجر نقاشات طويلة. ولا يستبعد المصدر الوزاري تأثير تطورات الوضع السوري، وآخرها مجازر السويداء، التي استهدفها تنظيم داعش الإرهابي الأسبوع الماضي، في الدخول بقوة الى هذا الملف وفقاً لمواقف الأطراف الدرزية اللبنانية في الساعات الأخيرة. وفي هذا الاطار، أطلق النائب طلال أرسلان مواقف سياسية تناولت وضع الدروز ودورهم في لبنان، وذلك خلال عزاء على أرواح ضحايا مجزرة السويداء في دارته بخلدة، حضره السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم علي. وقال أرسلان إن الهدف الوطني القومي المقاوم هو أكبر من المناصب والوزارات بالنسبة للموحدين الدروز، مضيفاً «ليعلم الجميع، وفي لبنان بشكل خاص، أن دور الموحدين الدروز أن يكونوا في صدارة محور المقاومة مع سوريا، لا أن يكونوا متربصين بهذا المحور». المعرقل معروف وفي الملف الحكومي، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال، غسان حاصباني، في حديث إذاعي، أن الموضوع الحكومي يتوقف على من يضع النقاط التعجيزية لعرقلة التشكيل، لافتا الى انه اذا كانت الحكومة تتوقف على لقاء بين الرئيس المكلف وجهة سياسية معينة فبات معروفاً من المعرقل. وتوقف حاصباني عند التناغم بين «القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» وتيار «المستقبل»، مؤكدا ان روحية ومبادئ ومفاهيم 14 آذار ما زالت قائمة في عقول العديد من الناس، ومن الطبيعي أن يحصل تقارب حولها. واعتبر حاصباني ان الحصة الوزارية التي ستقبل بها «القوات اللبنانية» تتوقف على نوعية الحقائب. من جهته، أعرب الوزير جبران باسيل عن رغبته بإبقاء وزارتي الخارجية والطاقة من حصة تكتله.
مشاركة :