عندما سئُل الاقتصادي الأسطوري الحائز على جائزة نوبل والذي يلقبه البعض بأعظم مستثمر على مر العصور هاري ماركوفيتش، عن كيف ينبغي على المستثمرين الدخول إلى سوق الأسهم، أجاب بكملة واحدة وهي «التنوع»، مضيفاً: إذا كنت سأقدم نصيحة ثانية فهي تذكر أن المستقبل لن يكون بالضرورة مثل الماضي، لذا ينبغي دائماً التأكيد على النصيحة الأولى. وفي ترتيب لأفضل المستثمرين على مر العصور، وضع كولين روش مؤسس شركة Orcam Financial ومدونة Pragmatic Capitalism الاقتصادي البالغ من العمر 91 عاماً على رأس التصنيف، رغم تأكيده على استحواذ أسماء أخرى شهيرة على الأضواء عندما يتعلّق الأمر بالمستثمرين أصحاب التكتيكات الأفضل، بحسب تقرير لـ«ماركت ووتش». وعلل روش اختياره قائلاً إن المقياس الواضح للحنكة في الاستثمار دائماً ما يكون الأداء فقط، مشيراً إلى أن تجارب وارن بافيت مؤسس «بيركشاير هاثاواي» وجيم سيمون مؤسس Renaissance وستان دروكنميلر مؤسس Duquesne Capital، اعتمدت على نماذج وعمليات معقدة للغاية يرجع الفضل فيها جزئياً إلى الحظ، ويصعب تكرارها. ويرى روش أنه ربما يكون من المفيد دراسة معايير أخرى لقياس أفضلية المستثمرين على مر العصور، ورغم أن ماركوفيتش لم يكن من الناحية الفنية مستثمراً محترفاً على الإطلاق، فإن جهوده الرائدة في هذا المجال انتشرت في جميع أرجاء «وول ستريت». وكتب روش عن ماركوفيتش: كثيراً ما نعتقد أن أعظم المستثمرين ببساطة هم هؤلاء الناس الذين قدّموا أفضل أداء، ولكن الأعظم ليسوا فقط من برزوا من خلال أدائهم المميز المباشر، وإنما أولئك الذين مكنوا الكثيرين من تقديم أداء رائع بفضل الدروس التي قدّموها والعمليات التي صمموها. وأكد روش أن وضع قائمة أكثر موضوعية تعتمد على التأثير المحقق سيكون متصدرها بلا منازع هو ماركوفيتش، يليه جون بوغل وبنجامين غراهام، مضيفاً أن الكثيرين يعتقدون أنه ينبغي تواجد بافيت في هذا التصنيف، ولكنه لا يوافق على ذلك. وتابع: لقد وجدت الكثير من التناقض في شخصية بافيت، فعلى سبيل المثال يوبخ مشتري الأسهم النشطة، ولكنه يواصل انتقاء مثل هذه الأسهم، ويكره الرسوم المرتفعة لمديري الأصول، رغم أنه فرض رسوماً مرتفعة للغاية خلال السنوات الأولى لشراكته، لذا من الصعب بالنسبة لي معرفة ما يؤمن به حقاً ما دامت كلماته لا تدعم أعماله. من ناحية أخرى، فإن عمل ماركوفيتش الثوري منذ عقود والمتعلّق تحديداً بالنظرية الحديثة للمحفظة كان له الفضل في إحداث تغيير جوهري لا يزال أثره قائماً إلى الآن في وول ستريت. (أرقام)
مشاركة :