لندن (الاتحاد) لم تكتف «صنداي تايمز» بالوثائق التي نشرتها عن حملة الدعاية السوداء التي أطلقها النظام القطري لتشويه الدول المُنافسة له على تنظيم مونديال 2022، فقد خصصت إحدى افتتاحياتها الرئيسية لتناول الملف نفسه تحت عنوان «لا حق لقطر في استضافة كأس العالم 2022»، قائلةً إنها سعت منذ أربع سنوات لفضح الملابسات التي أحاطت بحصول هذا البلد على حق إقامة تلك البطولة في أراضيه. وأشارت الافتتاحية إلى أنها استندت في ذلك الوقت إلى كميةٍ كبيرةٍ من «الوثائق المُسربة»، وذلك لإماطة اللثام عن «حجم الفساد والمدفوعات السرية التي ضمنت لقطر (الحصول) على حق استضافة» ما وصفته الصحيفة بـ«أعظم حدث رياضي جرى بيعه» في التاريخ. وأشارت «صنداي تايمز» إلى أن القرار «الغريب» للغاية الذي قضى بمنح الدوحة هذا الحق، لم يعكس مكافأةً للدولة صاحبة العرض الأجدر، وإنما اختيار للملف المُعزز بالمدفوعات السرية الفاسدة. وذَكَرّت بافتقار قطر لأي تاريخٍ كرويٍ إلى حد أن منتخبها يحتل المركز الـ 98 على قائمة منتخبات العالم، بجانب عدم ملاءمة مناخها في الصيف - الموعد التقليدي للمونديال - لاستضافة المنافسات، وهو ما أدى إلى تغيير موعد المباريات لتُقام في قلب الموسم الكروي للفرق الأوروبية. وفي ما يبدو إنذاراً لقطر من عواقب ما كشفت عنه الصحيفة البريطانية، أشارت الافتتاحية إلى أن العديد من المطالب التي رفعتها هذه الصحيفة على صعيد هذا الملف خلال السنوات الماضية، قد تمت تلبيتها مثل تخلي سيب بلاتر الرئيس السابق لـ«الفيفا» عن منصبه، وإصدار قرار بمنع القطري محمد بن همام المسؤول عن الرِشا التي دفعتها بلاده للكثير من المسؤولين الكرويين الدوليين، من ممارسة أي نشاطٍ مرتبطٍ بكرة القدم. وفي هذا السياق، شددت افتتاحية «صنداي تايمز» على أنه بات لدى الصحيفة الآن دليلٌ يثبت حدوث انتهاكٍ صريحٍ من جانب مسؤولي العرض القطري - لاستضافة المونديال المقبل - للقواعد المُنظمة للمنافسة في هذا الصدد، وذلك عبر «العمليات السرية» التي دبرتها الدوحة لتقويض فرص منافسيها، إلى حد محاولتها التأثير على الكونجرس الأميركي نفسه. وخلصت الافتتاحية إلى القول إنه من «الواضح أن قطر حاربت بقذارة للفوز باستضافة كأس العالم 2022»، مُؤكدةً أن الوقت لم يفت لكي يعيد «الفيفا» النظر في هذا القرار، وينقل المنافسات إلى دولة أخرى. وأشارت إلى أن عدم اتخاذ هذه الخطوة قد يجعل من اليسير استخلاص أن تغير أسماء المسؤولين عن إدارة «الفيفا» لا يعني حدوث تغيير في المؤسسة نفسها، وأن «بلاتر ربما يكون قد ذهب ولكن إرثه المتمثل في استضافة قطر لبطولة 2022 لم يزل باقياً». واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: «لقد تبنت قطر الغش سبيلاً للوصول إلى (استضافة) كأس العالم، ولا ينبغي السماح للغشاشين بالنجاح».
مشاركة :