برلين - يبدو أن زوبعة سياسية من الرفض تنتظر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي ينوي زيارة ألمانيا. وأجواء مشحونة بالسلبية من أطراف متعددة تطبع المشهد السياسي الألماني وخاصة في دائرة الأحزاب المعارضة، في وقت تعيش فيه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مرحلة صعبة بسبب هشاشة الائتلاف الذي شكلت بموجبه الحكومة الألمانية الحالية. وحسب ما رصده تقرير لموقع أحوال، هذا الواقع يتيح لأحزاب المعارضة أن تمارس دورا أوسع في انتقاد سياسات ميركل، خاصة في احتمالات تحسين العلاقات مع الحكومة التركية برئاسة أردوغان. وفي آخر التطورات، انتقد السياسي البارز بحزب الخضر الألماني جيم أوزديمير وحزب البديل لأجل ألمانيا اليميني المعارض، الزيارة الرسمية المخطط لها من جانب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سبتمبر القادم لألمانيا. وقال أوزديمير المنحدر من أصول تركية لصحف مجموعة فونكه الألمانية الإعلامية في عددها الصادر الأحد، إن أردوغان ليس “رئيسا عاديا في نظام ديمقراطي لذا يجب ألا يتم استقباله على هذا النحو أيضا”. وأشار إلى أنه لا يمكن أن ينتقي المرء ضيوفه دائما، إلا أنه “يجب أن يتم التوضيح له على نحو لا لبس فيه، أنه لن يتم التسامح مع محاولة تأسيس هياكل أصولية-قومية-تركية هنا”. ومن جانبها رفضت أليس فايدل رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب البديل زيارة أردوغان تماما، وقالت لوكالة الأنباء الألمانية إنه ليس هناك “أدنى سبب لوجود دعوة بعد الاستخدام الوقح من جانب أردوغان للاعب كرة القدم مسعود أوزيل”، بعد إعلان الأخير اعتزال اللعب دوليا في صفوف المنتخب الوطني الألماني. جيم أوزديمير: لن نتسامح مع محاولة أردوغان تأسيس أصولية-قومية-تركية في ألمانياجيم أوزديمير: لن نتسامح مع محاولة أردوغان تأسيس أصولية-قومية-تركية في ألمانيا وأشارت إلى أن “حملات الكراهية التي غطى بها أردوغان وأعوانه ألمانيا في إطار النقاش القائم حول قضية أوزيل” تعارض ذلك أيضا. وكان سياسيون ألمان اتهموا الرئيس التركي باستخدام الجدل حول انسحاب مسعود أوزيل من المنتخب الألماني، من أجل تعزيز ترشيح تركيا لاستضافة كأس أوروبا لكرة القدم عام 2024 على حساب ألمانيا. وأعلن أوزيل اعتزاله اللعب دوليا مع المنتخب الألماني. واتهم في بيان رئيس الاتحاد الألماني راينهارد غريندل، النائب المحافظ سابقا، بممارسة العنصرية ضده، كاسرا صمتا التزم به منذ أن أثارت صورة جمعته وزميله التركي الأصل أيضا إيلكاي غوندوغان مع أردوغان في مايو الماضي الجدل، ما أثار أسئلة حول ولائه لألمانيا قبل نهائيات مونديال روسيا 2018. وأشارت فايدل إلى “أنه ليس واردا أيضا أن يتم السماح لأردوغان بإطلاق عرض دعائي آخر في برلين من أجل تحريض مواطنين منحدرين من تركيا وسكان بلدنا ضد ألمانيا والمجتمع الألماني”. وتابعت قائلة “يجب ألا تتكرر مطلقا أي فعاليات كخطاب أردوغان في كولونيا الذي وصف خلاله الاستيعاب على أنه جريمة، وطالب الأتراك في ألمانيا بالتأثير في ألمانيا بصفتهم طابورا خامسا لسياسته، ولكن مع عدم التكيف مع قيمنا ولا دولة القانون الخاصة بنا”، مضيفة بقولها “أردوغان يجب أن يبقى في موطنه”. وذكرت صحيفة بيلد الصادرة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يريد مراسم كبيرة خلال زيارته المزمعة للعاصمة الألمانية برلين في الخريف المقبل. وكتبت الصحيفة الألمانية، السبت، استنادا إلى مصادر حكومية في أنقرة وبرلين أن أردوغان يريد أن تجرى له المراسم الخاصة بزيارة رسمية، والتي تتضمن استقبال الرئيس الألماني له بمراسم عسكرية وإقامة مأدبة عشاء رسمية. وبحسب معلومات الصحيفة، يريد أردوغان أيضا خلال زيارته الأولى لألمانيا عقب إعادة انتخابه رئيسا لتركيا، التحدث خلال فعالية إلى الجالية التركية. ومن المحتمل أن يقوم أردوغان بالزيارة نهاية سبتمبر المقبل. وبحسب معلومات الصحيفة، لا تزال هناك مفاوضات حول تحديد موعد للزيارة. وتدهورت العلاقات بين ألمانيا وتركيا خلال العامين الماضيين بسبب حملة حكومة أردوغان ضد من يشتبه في ضلوعهم في محاولة انقلاب عسكري فاشلة في تركيا في يوليو 2016. وتدهورت بصورة حادة بين برلين وأنقرة على خلفية سلسلة من الخلافات الدبلوماسية المتتالية لدرجة أن وصف الخبراء التصعيد الحالي بين البلدين بـ”الأسوأ وغير المسبوق” خلال العقود الـ3 الأخيرة. وتم توقيف الكثير من المواطنين الألمان أو مزدوجي الجنسية في سياق تلك الحملات للأمن التركي. وبين هؤلاء الصحافي التركي الألماني دينيز يوسيل الذي حصل على الإفراج المشروط عنه في فبراير 2018 بعد أكثر من عام من التوقيف. ويعيش في ألمانيا ثلاثة ملايين شخص من أصول تركية.
مشاركة :