جمهور نيوكاسل يحذر: إذا رحل بينيتز سنرحل

  • 7/30/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يصف كثيرون جمهور نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي بأنه جمهور متقلب المزاج ومن الصعب إقناعه بأي شيء، في حين يختلف آخرون، وأنا منهم، مع وجهة النظر هذه ويرون أنه جمهور عظيم ظل وفيا لناديه رغم سنوات من الإحباط وأنه أحد «العمالقة النائمين» في كرة القدم الإنجليزية، إن جاز التعبير. وفي الآونة الأخير، ربما يميل البعض لأن يعتقد أن هذا الجمهور لم يعد نائما فقط، لكنه قد دخل في غيبوبة طويلة أيضا. وقد بدأت الإحباطات تظهر مرة أخرى في نادي نيوكاسل يونايتد، وظهرت حركة جديدة يقودها الجمهور في ملعب «سانت جيمس بارك»، حيث هدد جمهور وعشاق النادي بالتخلي عن دعم ناديهم في حال إقالة المدير الفني للفريق رفائيل بينيتز خلال الصيف الجاري، وأطلق الجمهور هاشتاغ #لو_رحل_رفائيل_فسوف_نرحل_أيضا. وفي خضم هذه الاحتجاجات، وكما هو الحال مع جميع المسلسلات الجيدة، ظهرت شخصيتان، إحداهما شخصية شريرة تتمثل في الطاغية الخبيث وهو مالك النادي مايك آشلي، والأخرى لرجل الشعب المحبوب وهو رفائيل بينيتز. لقد خلق تواضع رافائيل بينيتز وعلاقته الرائعة بالقاعدة الجماهيرية العريضة للنادي أملا جديدا وسببا للفخر في نادي نيوكاسل يونايتد، وهو الأمر الذي لم يكن موجودا منذ فترة طويلة. وخلال العامين ونصف العام التي تولى فيها قيادة الفريق، نجح بينيتز في قيادة الفريق للحصول على لقب دوري الدرجة الأولى والصعود ضمن المراكز العشرة الأولى في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، في الوقت الذي حقق فيه أرباحا قدرها 19 مليون جنيه إسترليني في فترة الانتقالات. ومع ذلك، ظهرت شائعات خلال الأسابيع الأخيرة تشير إلى أن آشلي قد رفض تقديم الدعم المالي اللازم لعقد صفقات جديدة للفريق عندما كان يتفاوض مع بينيتز لتجيد عقده مع الفريق. ومن المفترض أن بينيتز، الذي اعتاد الآن على الوعود الكاذبة من جانب مجلس إدارة نيوكاسل يونايتد، يؤخر التوقيع على عقد جديد مع النادي حتى يرى الأدلة الكافية على دعمه ودعم طموحات وتطلعات جمهور النادي. ورغم الوعود التي تلقاها بينيتز بشأن دعم الفريق بقوة خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية بغض النظر عن مفاوضات البيع المحتمل للنادي، لم يعقد النادي سوى صفقة واحدة فقط وهي التعاقد مع اللاعب الكوري الجنوبي كي سونغ يونغ في صفقة انتقال حر من نادي سوانزي سيتي. وقد عاد كل من كينيدي ومارتن ديبرافكا إلى نيوكاسل يونايتد أيضا بعد انتهاء إعارتهما. وبعيدا عن ذلك، فقد حصل النادي على ما لا يقل عن 15 مليون جنيه إسترليني من بيع ميكيل ميرينو وشانسيل مبيمبا. وعندما نعرف أن أغلى صفقة في تاريخ النادي قد صمدت لمدة 13 عاما، وهي صفقة التعاقد مع مايكل أوين مقابل 16 مليون جنيه إسترليني عام 2005، فإنه من غير المستغرب أن نرى النادي الآن لا يتحلى بالإيجابية المطلوبة في سوق الانتقالات من أجل تلبية طموحات وتطلعات جمهوره، وهو الأمر الذي دفع جمهور النادي للإعلان عن غضبه الشديد على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة من رئيس النادي مايك آشلي. ورغم أن البعض قد ينتقد فكرة الاحتجاج من جانب جمهور النادي، فإن الهدف من هذه الاحتجاجات هو مصلحة النادي في الأساس. وقد قال الأديب والروائي الفرنسي الشهير فيكتور هوغو: «إن عدم سماع صوتك ليس سبباً للصمت»، وقد يكون هذا هو الشعار الذي ينطبق على جمهور نيوكاسل يونايتد في الوقت الحالي. في الحقيقة، لقد كانت الرسالة صاخبة وواضحة للغاية للدرجة التي جعلت عضوة البرلمان عن مدينة نيوكاسل، تشي أونوراه، تتقدم بالتماس إلى البرلمان يوم الثلاثاء لمنع آشلي من مواصلة استغلاله للفريق. وقالت في الالتماس: «يحث مجلس العموم الحكومة على منع ملاك أندية كرة القدم عديمي الضمير من استغلال الأندية وجمهورها والمجتمعات المحلية، مع الإشارة بشكل خاص إلى مايك آشلي ونادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم». ومن غير المعقول أن يُترك المشجعون بدون أي معلومات في الوقت الذي تجري فيه صفقات الانتقالات والاستحواذ بشكل سري خلف الأبواب المغلقة وتجري المفاوضات من قبل مسؤولين غير معروفين. لكن الأمر الأكثر إحباطا هذه المرة هو أنه لأول مرة منذ فترة طويلة أصبح لدينا شيء نعتز به وهو رفائيل بينيتز، ذلك المدير الفني الذي نعشقه ويعشقنا بنفس القدر. وإذا كان سوء الإدارة والعجز الشديد سوف يهدد ذلك الشيء الذي نعشقه، فمن الطبيعي أن نتوقع تذمرا واحتجاجا من جانب جمهور النادي. ونأمل أن تكون هذه المأساة هي الحلقة الأخيرة من سلسلة المشاكل في عهد آشلي الفظيع والمدمر للنادي، والذي شهد العديد من الأحداث الدرامية المؤلمة والمخيفة والمحرجة في بعض الأحيان، بينما تشير التوقعات إلى أن تغيير ملكية النادي لن تحدث في وقت قريب. وكان لبينيتز الدور الأبرز في بقاء نيوكاسل يونايتد من موسم لآخر في الدوري الإنجليزي الممتاز وتحقيقه لنتائج جيدة، بفضل ثقته وإيمانه المستمر في النادي وجماهيره. ويجب التأكيد على أن بينيتز ليس مجرد مدير فني رائع، لكنه أصبح يمثل الأمل لجمهور النادي والخيط الذي تتعلق به القاعدة الجماهيرية التي سوف تتخلى عن النادي في حال رحيله. لقد شهد عهد آشلي الممتد منذ 11 عاما سلسلة من الأحداث الصعبة والمؤسفة، وقد حان الوقت للتغلب على هذه الإحباطات المرهقة للنادي ولجماهيره. وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي أتم فيه نيوكاسل تعاقده مع اللاعب السويسري فابيان شار لمدة ثلاث سنوات قادما من نادي ديبورتيفو لاكورونا. وقام نيوكاسل بتفعيل بند الشرط الجزائي في عقد اللاعب المقدر بـ3 ملايين جنيه إسترليني ليصبح رابع صفقة يبرمها النادي خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية. وكان بينيتز قال في وقت سابق إن الهدف الأساسي لفريقه وهو البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم المقبل أصبح أكثر صعوبة بسبب قلة نشاط النادي في فترة انتقالات اللاعبين. وكان المدرب الإسباني يلمح كثيرا إلى ضعف جهود النادي لإبرام صفقات وقال إن نيوكاسل يجب أن يحقق أقصى استفادة من سوق الانتقالات. وأضاف بينيتز في تصريحات صحافية: «علينا أن نحدد هدفا نلتزم بتحقيقه وهو تجنب الهبوط وبعدها يمكن أن نرى ما سيحدث. ستكون المسألة أكثر صعوبة من العام الماضي. الحقيقة أن الدوري الإنجليزي الممتاز صعب وتنفق الأندية الأخرى كل عام أموالا لجلب لاعبين جدد. لا نعرف إن كنا سنتمكن من الحفاظ على ما حققناه في الموسم الماضي. كنا في المركز العاشر ويمكن أن نكون في منتصف جدول الترتيب في الموسم المقبل لأن جميع الأندية تنفق أموالا». ووعد مايك آشلي مالك النادي بتوفير استثمارات كبيرة حين صعد الفريق إلى دوري الأضواء في 2017 لكن الوعود لم تتحول إلى حقيقة في وقت يواجه فيه بينيتز صعوبات كبيرة مع تشكيلة ضعيفة. ويستهل نيوكاسل الموسم الجديد باستضافة توتنهام هوتسبير في 11 أغسطس (آب).

مشاركة :