بعد ازدياد حدة وتيرة الحرب اللفظية بين الولايات المتحدة وإيران، عقب تهديد الأخيرة بضرب حركة الملاحة النفطية وإغلاق مضيق هرمز، أخد أصحاب الرأي يحللون مدى استمرار الإيرانيين في نهج استفزاز القوى الدولية، طارحين سؤالًا حول تعدي هذه الحرب من مجرد الكلام إلى حرب عسكرية على أرض الواقع. وفي مقال بقلم الخبير العسكري الأمريكي "جيمس روبينز"، نشره موقع "US Today"، تناول فيه مسألة تطور الحرب الكلامية بين طهران وواشنطن، ورؤيته حول نتائج أي تهديد عسكري إيراني لسلامة حركة النفط العالمية في مياه الخليج، ورد فعل الولايات المتحدة على هذا الأمر. بدأ روبينز –المحاضر السابق بكلية الدفاع الوطني وجامعة المشاة البحرية الأمريكية والمساعد السابق لوزير الدفاع الأمريكي في حكومة الرئيس الأسبق جورج بوش- مقاله –الذي ترجمته "عاجل"- بالتأكيد على أن تصعيد إيران للتوتر سيكون خطأً كبيرًا وله عواقب وخيمة على نظام الملالي في طهران. ورأى روبينز أنه إذا قرر الإيرانيون إغلاق مضيق هرمز، فإن الرد الفعل العسكري للأمريكيين لن يكون مقتصرًا على إعادة فتح المضيق فحسب، بل سيشمل محو طائرات وقواعد إيران العسكرية، وتدمير أي صاروخ أرض بحر تمتلكه طهران. واعتبر روبينز أن إيران لن يكون ليدها القدرة على تحدي الرد العسكري الأمريكي، مؤكدًا أن الحرب سوف تكلف الإيرانيين تكاليف باهظة لن يستطيعوا تحملها. وتتصاعد الآراء حول دخول إيران والولايات المتحدة صراعًا مسلحًا، إذ في سابقة لا تتكرر كثيرًا، اعترف رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء "محمد باقري"، بأن بلاده تتعرض في هذه المرحلة لتهديدات وعقوبات أكثر من أي وقت مضى. وكان قد قال باقري في تصريحاته الأخيرة: "رغم أنه لم يصرح أحد من الأمريكيين بشن تهديد عسكري، بيد أن هناك معلومات تفيد باعتزام القوات الأمريكية شن حملات عسكرية على إيران". وتتكاتف دول المجتمع الدولي لفرض مزيد من الضغوط على النظام الإيراني، وضمان أمن واستقرار المنطقة؛ بسبب ممارساتها غير الشرعية وأنشطتها التوسعية المتمثلة في التدخل في شؤون دول الجوار، ودعم الحركات الإرهابية بالمنطقة، فضلًا عن برامجها النووية والعسكرية. وأعلنت الولايات المتحدة بعد انسحابها من الاتفاق النووي عن فرض حزمة من العقوبات الاقتصادية على إيران؛ بعد ثبوت تورط النظام في مواصلة الأنشطة النووية وخرقه بنود الاتفاق. ورغم حدة المعركة الاقتصادية عليها، هدد الرئيس الإيراني "حسن روحاني"، بعرقلة حركة الصادرات النفطية في مياه الخليج وإغلاق مضيق هرمز، في حال استمر حظر شراء النفط الإيراني، ليُعلن المرشد الإيراني "علي خامنئي" عن تأييده لتهديد روحاني بإغلاق الحركة التجارية والملاحية في هرمز، أمام حركة النفط العالمية.
مشاركة :