استضافت قاعة «أفق واحد» للفنون في القاهرة معرضاً لأعمال الفنان فاروق حسني وزير الثقافة سابقاً، وهو المعرض الأول له في مصر منذ «ثورة يناير» وخروجه من الحكومة. يضم المعرض الذي يستمر حتى الرابع من كانون الثاني (يناير) المقبل، عدداً كبيراً من اللوحات الملوّنة لفاروق حسني المعروف بأسلوبه في التجريد اللوني الخالص. وتنوعت مقاسات الأعمال بين الكبيرة والمتوسطة، واستخدم الفنان في صياغتها خامات مختلفة تنوعت بين ألوان الزيت والأكواريل والأكريليك. وعلى غير ما يتبعه حسني في أعماله من تجريد لوني، لجأ هذه المرة إلى تضمين بعض لوحاته رسوماً لأشخاص ووجوهاً وعنــاصر أخرى تعتبر ذات منحى تشخيصي وصفه مدير القاعة عبر النشرة الإعلامية التابعة لقطاع الفنون التشكيلية المصـري بـ «المفــاجـئ والمُبـــهر للجمهور والنقاد. وهذا طرح جديد من شأنه أن يحدث صدى محلياً وخارجياً». لكن هذا الكلام يتّسم بالمبالغة ويوحي بأن ثمة تحولاً أسلوبياً في السياق العام لتجربة فاروق حسني، فيما الحقيقة أن أعمال حسني المعروضة لم تحمل هذا المقدار من التحوّل الذي يتم استدراج الجمهور للشعور الزائف به والذي لا يُرضي على الأرجح صاحب المعرض نفسه. في هذه الأعمال احتفظ حسني بأسلوبه وطريقة بنائه للمساحة المرسومة، ولم تختلف الصياغات اللونية كثيراً عن أعماله السابقة التي قدمها على مدار تجربته في شكل عام. وجاء اعتماده على مساحات كبيرة حيادية اللون: رماديات، بنيات، ودرجات لونية أخرى مركبة، ثم كسر تلك الحيادية بألوان صريحة خارجة من أنبوب اللون مباشرة على مساحة الرسم. وتتفاوت المساحات التي تحتلها درجات اللون الصريحة والحيادية وتتبادل الأدوار والسيطرة على المساحة حيث تتخللها أحياناً بعض عناصر ومفردات متكررة يستخدمها حسني في أعماله: أسهم، خطوط متعرجة، مثلثات. بيد أنه بدّل تلك المفردات والعناصر هذه المرّة في عدد من أعماله المعروضة برسوم لشخوص يكاد بعضها يحتفظ بالخط الخارجي فقط من ملامحه، في صياغة قريبة من روح الأسلوب العام للأعمال، بينما بدت هذه الشخوص في أعمال أخرى مباشرة وصريحة على نحو ينطوي على مقدار من المبالغة. وشهدت حفلة الافتتاح حضوراً كبيراً لإعلاميين وفنانين وساسة ورجال أعمال ينتمون إلى أطياف متباينة، منهم على سبيل المثال الصحافي محمد عبدالقدوس المحسوب على التيار الإسلامي، وفريد الديب محامي الرئيس السابق حسني مبارك، ورجل الأعمال محمد أبو العينين. ومن الفنانين حضر: يسرا وليلى علوي ومديحة يسري ومحمود عبدالعزيز وإلهام شاهين ويحيى الفخراني وآخرون. وعبّر فاروق حسني عن سعادته بعرض أعماله في مصر بعد انقطاع أربع سنوات منذ «ثورة يناير»، آملاً أن تعجب تجربته الجديدة متابعي أعماله. يذكر أن حسني احتفظ بمنصبه وزيراً للثقافـــة لفـــترة 24 سنــة في عهد حسني مبارك. وهو من مواليد عام 1938. تخرج في قسم الديكور - فنون جميلة في جامعة الإسكندرية. وتقدم باستقالته من منصبه في العام 2005 بعد كارثة حريق مسرح بني سويف، إلا أن استقالته رُفضت، ولم يخرج مـن الـوزارة إلا بـعد «ثورة يناير» 2011.
مشاركة :