عهد التميمي بعد خروجها من المعتقل: المقاومة مستمرة

  • 7/30/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

خرجت فلسطين، أمس، لاستقبال عهد التميمي (17 سنة) بعد تحررها من الأسر الإسرائيلي، من رئيس السلطة الفلسطينية وحتى الأطفال الصغار، في حالة تشبه التتويج الرمزي لقيادة ورموز الجيل الجديد الشاب من الحركة الوطنية الفلسطينية الساعية إلى التحرر والاستقلال. وتدفق الفلسطينيون منذ ساعات الفجر إلى الحواجز العسكرية وإلى قرية عهد التي تسمى «النبي صالح» لاستقبالها، كأنما يستقبلون المستقبل: شباب وصبايا من مختلف المناطق، قادة سياسيون، أكاديميون، أعضاء كنيست فلسطينيون، ووسائل إعلام فلسطينية وعربية ومن مختلف أنحاء العالم، من أميركا حتى الصين واليابان وكوريا، كلهم قدموا لاستقبال الرمزية العالية التي تمثلها عهد. واعتقلت عهد ووالدتها ناريمان (42 سنة) في التاسع عشر من كانول أول (ديسمبر) العام الماضي، بعد قيامها بصفع ضابط إسرائيلي اقتحم ساحة منزل العائلة، خلال مواجهات شهدتها القرية، وحكم عليهما بالسجن ثمانية أشهر، انتهت أمس. واستقبلت عهد ووالدتها عند حاجز رنتيس العسكري الإسرائيلي شمال غربي رام الله بالأحضان والفرح والدموع والفخر. وقالت عهد عقب إطلاقها إن «المقاومة مستمرة حتى زوال الاحتلال»، مؤكدة أن «الأسيرات قويات». ووجهت الطفلة، التي أصبحت «أيقونة» ورمزاً عالمياً للكفاح ضد الاحتلال والظلم والاضطهاد، التحية إلى كل من وقف معها وساند الأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وانتشر فيديو يصور عهد وهي تصفع وتركل الضابطين الإسرائيليين حول العالم، وتحولت معه عهد إلى رمز للجيل الفلسطيني الجديد الذي يقاوم الاحتلال بكل ما فيه من ضعف وقهر وقلة حيلة. وأثار اعتقال عهد ووالدتها موجة من الانتقادات الدولية ضد إسرائيل، في وقت اتهمتها منظمات فلسطينية ودولية تُعنى بحقوق الإنسان والأطفال بقتل الأطفال واعتقالهم وتعذيبهم. وأنهت عهد الثانوية العامة في السجن، وستلتحق بالجامعة في غضون الشهرين المقبلين حيث يتوقع لها أن تلعب دوراً في قيادة الحركة الطالبية. وقال والدها، باسم التميمي لـ «الحياة»: «عهد هي رمز الجيل الجديد المقاوم، وسندعمها لمواصلة المقاومة». وأضاف: «الشعب الفلسطيني يفرز حركته الوطنية في كل مرحلة وفق طبيعة هذا المرحلة، وأعتقد أن المرحلة الجديدة بدأت تفرز حركة وطنية جديدة من أبناء هذا الجيل». وتحولت عهد خلال فترة اعتقالها إلى رمز للنضال الفلسطيني، وغنى لها مطربون كبار الأغاني مثل المطرب اللبناني وليد توفيق، وكتب فيها شعراء عرب بارزون قصائد شعرية. وحاولت سلطات الاحتلال إفساد الاحتفالات بإطلاق سراح عهد، حيث أبلغت محاميها بأنه سيجري إطلاق سراحها ووالدتها على حاجز عسكري معين، وبعد تجمع الناس هناك، أبلغتهم بتغيير المكان، ثم أعادتهم من جديد إلى المكان الأول ثم المكان الثاني، وفي النهاية أطلقت سراحهما على مدخل قريتهما، فيما عائلتها وعدد كبير من الناس في انتظارها على الحاجز العسكري. ومن مدخل القرية حيث أطلق سراحها، توجهت عهد ووالدتها إلى بيت أسرة الشهيد عز الدين التميمي الذي سقط أثناء اعتقالهما، وقالت عهد للصحافيين «من بيت الشهيد... المقاومة مستمرة حتى زوال الاحتلال. أكيد الأسيرات في السجن كلهن قويات. أحيي كل شخص وقف معي في سجني ووقف مع كل الأسيرات». بعدها توجهت إلى رام الله ووضعت إكليلاً من الزهور على ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات. وقالت: «سأكمل طريقي، وأملي بأن الكل سيكمل هذا الطريق». وأضافت أن «الأسيرات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية بخير لكنها طالبت بحملات لإطلاق سراحهن». وروت عهد في مؤتمر صحافي عقدته في وقت لاحق كيف عانت في المعتقل الإسرائيلي، قائلة إنها تعرضت لساعات تحقيق طويلة، وإن المحققين كانوا رجالاً ولم توجد مجندة معها في التحقيق كما ينص عليه القانون الإسرائيلي، وإ المحققين استخدموا كلمات بذيئة في التحقيق. وأضافت «انها وزميلاتها حولن السجن إلى مدرسة، وأنهن افتتحن صفاً دراسياً لطالبات الثانوية العامة، وأنهينه على رغم محاولات إدارة السجن إغلاقه». وقالت إنها ستلتحق بالجامعة وستدرس الحقوق كي تدافع عن أبناء شعبها تحت الاحتلال. وزادت «المقاومة مستمرة، وليرحل الاحتلال». واستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأسيرة المحررة عهد التميمي ووالدتها ناريمان وعدداً من أفراد عائلتها، وقدم لهما التهئنة بالإفراج. وقال أثناء اللقاء: «إن عهد التميمي تشكل نموذجاً للنضال الفلسطيني لنيل الحرية والاستقلال، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة». وأكد عباس: «أن نموذج المقاومة الشعبية السلمية الذي سطرته عهد وأهالي قرية النبي صالح وجميع القرى والمدن الفلسطينية، يثبت للعالم بأن شعبنا الفلسطيني سيبقى صامداً على أرضه ومتمسكاً بثوابته، ومدافعاً عنها مهما بلغ حجم التضحيات». وقال إن «المقاومة الشعبية السلمية هي السلاح الأمثل لمواجهة غطرسة الاحتلال، وإظهار همجيته أمام العالم أجمع». وأكد المتحدث الرسمي باسم حركة فتح أسامة القواسمي في تصريح صحافي أمس: أن استمرار المقاومة الشعبية السلمية وتصعيدها وتوسيع رقعتها والمشاركة فيها لتشمل كل الشرائح ومعظم مناطق التماس، طريقنا نحو الحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أراضي دولة فلسطين، وعلى رأسها القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين».

مشاركة :