لم تتخيل أسرة الرضيع «علي محمد العفي»، ستة أشهر، أن دخوله المستشفى للعلاج من نزلة برد، سيخرجه منه بعاهة مستديمة؛ وهي بتر ذراعه بسبب خطأ طاقم التمريض في تركيب «كانيولا» في يد الطفل، ليأخذ من خلالها الجرعات الدوائية المتمثلة في المحاليل والدواء بعد إصابته بالجفاف. الواقعة كشف عنها بلاغ، تحرر من أسرة الطفل ضد مستشفى الأطفال الجامعي، في محافظة أسيوط جنوب مصر، بدأت الواقعة بعد أن أخطأ التمريض في تركيب «كانيولا» للطفل الذي اصطحبته أسرته من قرية «العفادرة»، مركز ساحل سليم في أسيوط، بسبب معاناته من نزلة معوية حادة، وتم احتجازه بالعناية المركزة بمستشفى الأطفال الجامعي، في قسم الجهاز الهضمي والكبد. وبحسب محضر الشرطة، الذي حمل رقم 4695، إداري، مركز شرطة ساحل سليم، أن الممرضة فشلت في تركيب «الكانيولا» بأكثر من مكان، ثم ثبتتها خطأ، ما تسبب في بكاء متواصل للطفل وتورم ذراعه. وأضافت الأسرة في محضر الشرطة أنها توجهت لأحد الأطباء داخل المستشفى لفحص ذراع الطفل، لكنه أخبرها بأن الأمر طبيعي، وأن الاحمرار من كثرة فشل المحاولات السابقة لتركيب «الكانيولا»، وحينما عادت إليه بسبب استمرار بكاء الطفل.. طردوها من العناية المركزة، ثم أخرجوها من المستشفى، رغم تدهور حالة ابنها، فلجأت لعيادة خاصة، وهناك نصحها طبيب بالعودة للمستشفى وإجراء العملية؛ حفاظًا على حياة الطفل، وعند العودة إلى المستشفى، تم تشخيص الحالة، وإجراء جراحة بتر لذراع الطفل. وفي سياق موازٍ، أصدرت إدارة مستشفى الأطفال الجامعي بأسيوط بياناً، أوضحت فيه أنه أثناء وجود الطفل بالمستشفى، تم تركيب «كانيولا» بالوريد، وحدث احمرار حول مكانها، فتمت إزالتها ومتابعة الحالة، وكانت الذراع في حالة جيدة، وخرج الطفل بعد تحسن حالته بتاريخ 18 يوليو الحالي، وبعد 4 أيام عاد الطفل بالتهاب باليد اليمنى، وتم عرضه على المتخصصين، لكن تطورت الحالة، ما أدى إلى بتر الذراع، وأحيل الموضوع للتحقيق الإداري داخل المستشفى؛ لتحديد الأشخاص الذين تسببوا في هذا الخطأ.
مشاركة :