حقيقة العلاج بالإحجار الكريمة

  • 7/30/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر علم المعالجة بالأحجار الكريمة أحد علاجات الطب البديل. والأحجار الكريمة، وخصوصاً البلورية، تشكلت منذ أكثر من مليون سنة في باطن الأرض، وهي مستمرة في نموها وتطورها، ويتميز تشكلها بتنوعه الفني، سواء من حيث الشكل واللون والبريق، ما يمنحها مسحة من الجمال الخلاب. وما يضفي على الأحجار الكريمة الطبيعية قيمتها هو في الحقيقة أسرار تكوينها وتعدد ألوانها وتنوع بريقها وشفافيتها ودرجة صلابتها وندرتها وخواصها الكيميائية البصرية (الضوئية والفيزيائية)، ما جعلها تحظى بأهمية تاريخية على مر العصور، حيث ترسخت لدى الأمم القديمة والحديثة الاعتقادات القوية بوجود طاقة عجيبة للأحجار الكريمة. ولقد قدر العرب القدماء قيمة الأحجار الكريمة المادية والنفسية والعلاجية، واعتبروا أن معالجة الأمراض بهذه الأحجار من العلوم الطبية فاستخدموا “الزيكون” كمضاد للحساسية و فقر الدم و”الفيروز” لمفعوله النفسي وتأثيره المضاد لخفقان القلب، ومقوٍ له، وكذلك مقاومته لداء الصرع. وحجر “القمر” لمنفعته الكبيرة في مواجهة الاضطرابات الهرمونية، الانثوية وحالات العقم، وحجر “الجزع” لوقف نزف الدم وتسهيل الولادة ومعالجة اليرقان، وحجر “عين الشمس” (الأوبال) لتنشيط الجسم وتهدئة الأعصاب وتقوية العظام ومكافحة الربو، وحجر “الاثمد” لتقوية اعصاب العين، وتخفيف الوزن والتئام الجروح والقروح والمحافظة على جمال وصحة الشعر والاجفان، وحجر “اللازوريت” لتسكين الآلام، وحجر “السيترين” لمقاومة القلق والعصبية والاجهاد ولمرض السكري وحجر “السربنتين” المتعدد الألوان والأشكال لعلاج داء الشقيقة. الأحجار الكريمة في الطب الحديث أكدت دراسة حديثة أجريت في قسم ” الجيولوجيا” بكلية العلوم في جامعة بنها المصرية، أن لبعض الأحجار الكريمة مثل الماس والكهرمان والياقوت والزمرد خصائص علاجية حقيقية، وأظهرت الدراسة التي أجراها الدكتور ” زكريا هميمي”، الأستاذ بكلية العلوم، أن هناك مجموعة من الأحجار النادرة تتمتع بالقدرة على إصدار إشعاعات وترددات مغناطيسية ذات تأثير علاجي فعال ضد بعض الأمراض العضوية، وعلى رأسها الروماتيزم و” عرق النسا” فضلا عن كونها دواء ناجعا لأعراض المعدة والجهاز الهضمي وأمراض جلدية مثل البهاق وسواها. وأتت هذه الدراسة تتويجا لجهود وأبحاث علمية أجريت على مستوى العالم، حول الخصائص العلاجية لعدد من الأحجار الكريمة، وهي خصائص معترف بها منذ القدم في الطب الشعبي اليوناني والإغريقي والعربي القديم، وإن كان ينظر إلى بعضها باعتباره غير قائم على أساس علمي حتى وقت قريب، ولكن النجاح الطبي الذي حققه استخدام المرجان في جراحات التجميل خلال الأعوام الأخيرة، خصوصاً بعدما اكتشف الأطباء في هذا المجال قدرة المرجان المدهشة على الالتحام بعظام الوجه، هذا النجاح دفع العلماء والباحثين إلى إجراء مزيد من الدراسات حول هذه التقنية الطبية.. ” العلاج بالأحجار الكريمة”. ويقول علماء الجيولوجيا إن الأحجار الكريمة نوع من المعادن والعناصر النادرة، تتكون أساسا من مادة ” السيليكا” ويوجد نحو أربع آلاف نوع معروف من المعادن الشائعة والموجودة في القشرة الأرضية، غير أن وصف ” الأحجار الكريمة” لا ينطبق إلا على عدد ضئيل جدا من هذه المعادن بسبب ندرتها في الغالب، وهو أمر تحدده ظروف الطبيعة في المقام الأول. وربما يكون الحجر كريما في يوم من الأيام لندرته، ولكن حدوث اكتشافات جديدة من هذا الحجر بكميات كبيرة قد تسقط هذا الحجر الكريم عن عرشه، مثلما حدث لحجر ” الجمشت” الثمين الذي كان استعماله قاصرا على الملوك في العصور القديمة حتى القرن الثامن عشر الميلادي، عندما اكتشف الجيولوجيون مواقع تحتوي على ” الجمشت” في جنوب البرازيل، فأدى ذلك إلى تهاوي أسعاره، وتحوله إلى حجر عادي غير كريم! وتختلف هذه الأحجار في تكوينها باختلاف المادة الشائبة التي تدخل على المركب الأساسي “السيليكا” وتتفاوت ألوانها بتفاوت درجة الشفافية والنقاء ونوع الشوائب العالقة، وهي توجد غالبا في المناطق ذات الطبيعة البركانية، حيث تعمل الحمم على إخراجها من أعماق الأرض، غير أن هناك أحجارا ومعادن كريمة ليست من المعادن بل هي عفوية النشأة مثل اللؤلؤ والكهرمان الأسود والعاج وسواها. ولأن الأحجار الكريمة معروفة منذ عهود سحيقة فقد تنبه القدماء إلى خصائصها في علاج بعض الأمراض المستعصية. وذكر الطبيب اليوناني القديم “ارسطوطاليس” أن للماس فوائد علاجية مؤكدة في تفتيت حصيات المثانة، وأنه دواء ناجع لأمراض الهضم والمغص المعوي. ويقول العلامة العربي “داود الأنطاكي”، صاحب “تذكرة داود” أهم مرجع عربي في مجال الطب الشعبي: “إن للياقوت، على سبيل المثال، خصائص فريدة في عمل التراكيب العلاجية لأمراض جلدية مثل الجذام والبهاق والكلف، فضلا عن علاج بعض الأورام الحميدة” وهي خصائص أثبتت تجارب حديثة فعاليتها المؤكدة على المستوى التطبيقي.

مشاركة :