كيف أثارت حملة ضد العنصرية جدلا واسعا في ألمانيا؟

  • 7/30/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مصدر الصورةGetty ImagesImage caption أطلق الناشط علي كان العنان لفيض من الشكاوى بشأن العنصرية في ألمانيا. قال الكاتب والنشاط المناهض للعنصرية علي كان، الذي أطلق جدلا هائلا بشأن كشف الممارسات العنصرية اليومية في ألمانيا على موقع تويتر من خلال هاشتاغ "أنا اثنان"، إن نقاش القضية "تأخر طويلا". ولد علي كان في تركيا لكنه تربى في ألمانيا. وكشفت آلاف التغريدات عن مستوى العنصرية في ألمانيا من خلال إطلاق حملة بعنوان "أنا اثنان" لمناهضة العنصرية في 25 يوليو/تموز بعد الجدل الذي دار بشأن لاعب كرة القدم التركي الأصل مسعود أوزيل. ويحاكي اسم الحملة نطقا حملة أخرى سابقة أطلقت على وسائل التواصل الاجتماعي تحمل اسم "أنا أيضا" لمناهضة التحرش الجنسي والكشف عن تجارب التحرش. وكان أوزيل قد قال إن "العنصرية وعدم الاحترام" كانا سببا وراء اتخاذه قرار التوقف عن اللعب لصالح المنتخب الوطني الألماني.أردوغان: "السلوك العنصري" الذي تعرض له مسعود أوزيل غير مقبول وقبل تنظيم بطولة كأس العالم التي استضافتها روسيا أخيرا، تفجر جدل بشأن ظهور أوزيل في صور مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي كان في زيارة للندن أثناء حملة إعادة انتخابه. وتعرض أوزيل ولاعب آخر من أصول تركية مولود في ألمانيا، هو إيلكاي غوندوغان، لانتقاد شديد بسبب ما اعُتبر دعما سياسيا لأردوغان.مصدر الصورةEPAImage caption قدم لاعب كرة القدم مسعود أوزيل قميصه الرياضي الخاص بنادي أرسنال الانجليزي للرئيس التركي أردوغان. كما يواجه الرئيس التركي انتقادات بشأن انتهاكات تتعلق بحقوق الإنسان و"حملة تطهير" مؤسسات الدولة التي تضمنت اعتقالات جماعية والتضييق على المعارضة. واستهدفت رسائل الانتقاد والكراهية اللاعبين الاثنين بعد خروج ألمانيا من بطولة كأس العالم خلال دور المجموعات للمرة الأولى منذ عام 1938. واجتذبت حملة "أنا اثنان" نحو 60 ألف تغريدة منذ أن أطلقها كان. وقال علي كان إن أوزيل كان سيتعرض إلى انتقادات أقل إذا كان استطاع إحراز هدفين، لكن إخفاقه هو الذي أشعل العنصرية."قلبان" وقال علي كان إن حملة "أنا اثنان" ترمز إلى الشعور بوجود ثقافتين، ألمانية وتركية، "لا تتناقض مع بعضهما". وكرر العبارة التي استخدمها أوزيل :"لدي قلبان، أحدهما ألماني والآخر تركي". وكان والدا علي كان قد انتقلا إلى ألمانيا عندما كان صبيا صغيرا "هربا من التمييز" في تركيا، نظرا لأن الأسرة تنتمي إلى الأقلية العلوية الكردية.مسعود أوزيل: هل يتعرض اللاعبون ذوو الأصول المهاجرة لممارسات عنصرية؟ ويعيش نحو ثلاثة ملايين تركي في ألمانيا حاليا، وهو أكبر تجمع تركي في أوروبا. ويقول علي كان إن مواجهة العنصرية اليومية شيء ضروري، في الوقت الذي تواجه فيه ألمانيا تحديات جسيمة بشأن الاندماج. وكان أكثر من مليون مهاجر غير أوروبي قد وصلوا إلى ألمانيا خلال عامي 2015 و 2016، معظمهم لاجئون سوريون وعراقيون وأفغان. ويتهم حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتشدد، حزب المعارضة الرئيسي في البلاد، الحكومة بالتشجيع على ما وصفه بـ "أسلمة" المجتمع.مصدر الصورةAFP وفي تغريدة (باللغة الألمانية) أعرب علي كان عن شكره للذين أسهموا بقصصهم عن العنصرية في ألمانيا. وقال: "الجدل العام بدأ، شكرا". وأضاف أن فيض التغريدات "المشجعة" التي تتعلق بالعنصرية تعني الآن "أنه لا يستطيع أحد أن يقول بعد ذلك أننا لا نعرف شيئا عنها". وكان للعبارة صدى كبير في ألمانيا، لأنه بعد الحرب العالمية الثانية زعم الكثير من الألمان أنهم لم يعرفوا أي شيء عن جرائم النازية الوحشية في معسكرات الاعتقال.الاتحاد الألماني يرد على اتهامات العنصرية التي وجهها مسعود أوزيل وقال علي كان لقناة "زد دي إف" الألمانية إنه عانى من العنصرية عندما كان يبحث عن شقة يستأجرها، وعندما مُنع من دخول ملهى ليلي، على الرغم من السماح لأصدقاء له بالدخول، مضيفا أن بعض الملاهي تتعمد فرض قيود. وتكشف الكثير من التغريدات عن عنصرية في المدارس الألمانية، إلى حد دفع علي كان إلى الحث على تدريب المعلمين على مناهضة العنصرية. وتحدثت بعض التغريدات عن معلمين افترضوا أن الأطفال من ذوي البشرة السمراء غير مولودين في ألمانيا. كما تحدث سيم أوزديمير، النائب الألماني البارز من أصول تركية الذي ينتمي لحزب الخضر، عن معاناته من هذا التمييز عندما كان طفلا. وقال في تغريدة إن معلمه وزملاء الفصل كان يضحكون على رغبته في الالتحاق بالمدرسة الثانوية في ألمانيا، التي تسبق مرحلة الالتحاق بالجامعة. وبدلا من ذلك التحق بمدرسة للتعليم الفني، أقل من الناحية الأكاديمية، ولا تؤهل لدرجة علمية. --------------------------------------- يمكنكم تسلم إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.

مشاركة :