القدس/ أسامة الغساني/ الأناضول قدم الجيش الإسرائيلي إلى مجلس الوزراء المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، قبل أسابيع، 3 سيناريوهات محتملة لاندلاع حرب على الحدود الشمالية مع جماعة "حزب الله" في لبنان وسوريا ، وأثرها على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وفق صحيفة "هآرتس"، اليوم الإثنين. وعرض ضباط في الجيش تقديراتهم للأضرار المحتملة، في حال اندلاع معركة قصيرة (10 أيام) مع جماعة "حزب الله" (الموالية لإيران والنظام السوري) في لبنان، ومعركة متوسطة (3 أسابيع)، ومعركة طويلة تدوم أكثر من شهر. وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها. وترى المخابرات الإسرائيلية أن احتمال اندلاع حرب ضد إسرائيل تبادر إليها جماعة "حزب الله" أو إيران منخفضة، لكن يوجد قلق من أن تؤدي أحداث منعزلة في سوريا أو لبنان إلى تدهور مفاجئ من جانب كافة الأطراف. وخلال الأشهر الأخيرة، شهدت المنطقة الحدودية في هضبة الجولان السورية المحتلة تصعيدًا بين سوريا وإسرائيل، إذ تقصف الأخيرة باستمرار قواعد تقول إنها تابعة للقوات الإيرانية، وتستهدف مخازن وقوافل أسلحة تقول إنها تابعة لـ"حزب الله". وتدعو إسرائيل، التي تحتل معظم الجولان منذ عام 1967، إلى خروج القوات الإيرانية من سوريا، فيما تطرح روسيا كوسيط حلولا تقضي بإبعاد المقاتلين الإيرانيين والموالين لهم، مثل "حزب الله"، مسافة 100 كلم شمالًا. وشملت سيناريوهات الجيش الإسرائيلي للحرب تقديرات لعدد الصواريخ التي يمكن أن تطلقها "حزب الله" يوميًا، ونسبة اعتراضها من المنظومات الإسرائيلية المضادة، ونسبة الصواريخ التي بما تسقط في مواقع مفتوحة غير مأهولة، وكذلك تقديرات لعدد المصابين. وتفيد تقديرات قديمة، وفق "هآرتس"، بأن الجماعة اللبنانية تمتلك بين 120 و130 ألف صاروخ، معظمها قصير ومتوسط المدى، ويبلغ مدى 90 بالمئة منها 45 كلم. ويحمل معظم هذه الصواريخ رؤوسا متفجرة زنة 10 كيلوغرامات، وهي غير قادرة على اختراق جدران الملاجئ التي يفرض القانون الإسرائيلي على كل من يشيد مبنى أن يشمل واحدا منها. وأضافت الصحيفة أنه في حال اندلاع مواجهة شاملة في الشمال، ينوي الجيش إجلاء مئات آلاف الإسرائيليين من المناطق الواقعة في مدى صواريخ "حزب الله". ويقدر الجيش أنه سيتم إجلاء 78 ألف إسرائيلي من التجمعات السكنية الواقعة على بعد 4 كلم عن الحدود، مع إتاحة إمكانية إجلاء من يرغب بذلك من المناطق الأبعد. وقالت "هآرتس" إنه تم ربط الهيئات المحلية التي سيتم إجلاء سكانها مع الهيئات التي ستستوعبهم، وشملت الإعدادات قوائم بأسماء ذوي الاحتياجات الخاصة، وكافة التفاصيل حول أماكن النوم، وغيرها. وحددت السلطات الإسرائيلية خمسين موقعا باعتبارها بنى تحتية حيوية جدًا يجب توفير حماية خاصة لها، وتشمل محطات الطاقة وإدارة المواصلات. وتم تحصين أسطح 20 بالمئة من هذه المواقع حتى الآن، لتصبح قادرة على تحمل الهجمات الصاروخية، ولتقليل الضرر الناجم عن الهجمات. كما سيتم نشر البطاريات المضادة للصواريخ في المعسكرات والقواعد الجوية القريبة من هذه المواقع الحساسة. وتقرر أيضًا أن يتم وقف عمل منصة الغاز "تمار" في البحر المتوسط، في حال اندلاع حرب، لأن تعرضها لضربة صاروخية خلال عملها سيسبب ضررًا كبيرًا غير قابل للإصلاح. وستضطر شركة الكهرباء ووزارة الطاقة الإسرائيلية إلى تنفيذ خطة "إدارة الطلب" على الكهرباء، وقطعها عن مناطق معينة في أوقات معينة خلال الحرب، بحسب "هآرتس". ويشعر قادة الجيش الإسرائيلي بقلق من التوقعات العالية بشأن قدرة الجيش على توفير حماية شبة شاملة من الهجمات الصاروخية، بناء على تجارب سابقة. ففي حربي 2012 و2014 على قطاع غزة أعلن الجيش أن نسبة اعتراض الصواريخ التي أطلقها الفلسطينيون تجاه مناطق مأهولة بلغت 90 بالمئة. لكن في حال اندلاع حرب تُطلق خلالها مئات الصواريخ يوميًا، فعلى الإسرائيليين توقع تعرض الجبهة الداخلية لضربة قاسية، سواء في الشمال أو وسط البلاد، بحسب الصحيفة. وستؤدي كثافة الصواريخ المطلقة على إسرائيل ومحدودية ترسانتها من صواريخ المنظومة المضادة لها، كـ"القبة الحديدية" أو "باتريوت"، إلى نسبة اعتراض أقل من المعتاد. وأفادت "هآرتس" أن الحد من عدد الإصابات بين المدنيين سيرتبط بإخلائهم من المناطق القريبة من الحدود ومدى التزامهم بتعليمات الحماية، خاصة وأن معظم الملاجئ توفر حماية من معظم صواريخ "حزب الله". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :