هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها نادي الهلال.. بخلاف مقولة الهلال له رجالاته فقد انفض الرجال من حوله وتركوا الرجل الواحد يعمل وحده ويتلقى السهام وحده. هذه المرة تبدو الحملة على رئيس هلالي مبرمجة وممنهجة، ولا يصعب على المراقب أن يستشف من هذه الحملة المنظمة توزيع الأدوار على إعلاميين هلاليين من مصادر داخلية ولا يصعب على أحد أن يستشف حفلة تصفية حسابات باستحضار أسماء لها شأن ، كالأمير نواف بن سعد نائب الرئيس المستقيل، وسامي الجابر المدرب المقال، مع التلميح إلى رئيس هيئة أعضاء الشرف الأمير بندر بن محمد من دون ذكر اسمه، لأن طرح قضايا الفئات السنية كافِ للدلالة عليه. هذه المرة أيقنت أو أكدت، أن الأمير عبدالرحمن بن مساعد لا يقرأ الصحف ولا يغير الحملات القاسية عليه أي انفعال وإلا لما بقي صامتاً، وحين تكلم اكتفى بالقول أنه لا يلتفت للمطالبات برحيله وأنه سيكمل السنة ونصف السنة الباقية من ولايته الثانية، مؤكداً ثقته بالفريق وبالمدرب أيضاً. موقف الأمير عبدالرحمن بن مساعد أطال الله عمره، ذكرني بموقف مماثل للأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود ـ يرحمه الله ـ حين استضفته في برنامج يلا قوول على شاشة (إل. بي. سي) الفضائية وسألته عن مطالبات النصراويين برحيله عن رئاسة النادي بسبب تردي نتائج الفريق، فقال يرحمه الله لا تهمني هذه الأصوات ومن يرغب في رحيلي فليفعل ذلك عن طريق الجمعية العمومية للنادي. الهلال في أزمة، هذا صحيح، والهلال في تراجع: هذا واضح، فالفريق الذي لا يسجل في مباريات متتالية ويكمل مباراته الخامسة بدون فوز، هو فريق مأزوم فنياً، والنادي الذي تتراكم عليه ديون بقيمة 27 مليون ريال ويطلب سلفة 11 مليوناً من الأمير الوليد بن طلال: هو نادِ واقع تحت العجز المالي. فكيف والحالة هذه، سيغير الفريق لاعبيه الأجانب ويتعاقد مع بدلاء والنادي يلاحق من قبل لجنة الاحتراف بثلاث شكاوي ضده بقيمة 27 مليون ريال.. ومع ذلك فالأحاديث من داخل النادي وعلى صفحات الجرائد، لا تتوقف عن تعاقدات مع أسماء من عيار هداف الدوري الروماني وهداف بورتو البرتغالي!! ويبدو التخبط الهلالي في الأنباء المتضاربة: ريجي يتجه للإبقاء على الرباعي الأجنبي، رغبة الإدارة بمهاجم أجنبي لتعويض غياب القحطاني والشمراني، أحاديث من داخل النادي عن رحيل الأجانب باستثناء ديجاو، الهلال في أزمة مع المدرب بسبب إصرار الإدارة على رحيل بنتيلي فيما ريجي متمسك بابن جلدته. الأنباء تشعبت وتحدث بعضها عن ثورة التصحيح وعن نيفيز كأول ضحاياها.. والحق يقال: إن السؤال هنا هو: هل يقود الرئيس ثورة التصحيح هذه، أم أنها ستكون في اتجاهه!!
مشاركة :