مقصورات مطالعة على الشواطئ الفرنسية لإعادة المجد للكتاب

  • 7/31/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إتريتا (فرنسا) - تنتشر على الشواطئ الفرنسية مقصورات للمطالعة تستقطب محبي الكتب بكراسيها الطويلة التي توفر لهم أجواء هانئة بعيدا عن الصخب. وأوضحت مصففة الشعر إيزابيل البالغة 52 عاما وهي تجلس على أحد الكراسي في إتريتا قبل أن تغوص في رواية بوليسية هي الثانية التي تستعيرها في غضون أربعة أيام “محطة القراءة والاسترخاء هذه ممتازة في هذا الإطار الجميل وبما أني لا أذهب في عطلة فهذا الأمر مصدر متعة لي في فترات ما بعد الظهر”. هذا المنتجع السياحي البحري الشهير في نورماندي (شمال غرب فرنسا) هو ضمن المناطق الساحلية الـ12 في مقاطعة سين-ماريتيم التي جهزتها السلطات المحلية بين السابع من يوليو والـ26 من أغسطس بأكواخ خشبية صغيرة يحوي كل واحد منها ألف كتاب. وأطلقت مبادرة “القراءة على الشاطئ” العام 2005 مع ثلاثة أكواخ وباتت الآن تضم 38700 مشارك من الهافر إلى تريبور. هذه المكتبات العابرة تفتح أبوابها كل أيام الأسبوع من الساعة الثانية من بعد الظهر إلى الساعة السابعة مساء. وتتم الإعارة مجانا ومن دون تدوين الأسماء وينبغي أن تقرأ الكتب على أحد الكراسي الطويلة الأربعمئة الموضوعة في الخدمة من قبل سلطات المقاطعة. فرنسا يجلس في إتريتا نحو 15 شخصا تتراوح أعمارهم بين تسعة أشهر و70 عاما في فترة بعد الظهر وهم يقلبون بمتعة ظاهرة صفحات الكتب التي اختاروها فيما يسبح آخرون في البحر. وقال رومان ماسيه، مهندس من روان يبلغ الثالثة والثلاثين من العمر، وهو يقرأ كتابا لبودلير فيما طفله الرضيع نائم إلى جانبه “يجب الإكثار من هذه الأماكن. كنت أبحث عن مكان أجلس فيه. وقد اخترت ديوانا شعريا”. ويحلو لستيفاني بلانشينو (45 عاما) أن “ترتاح” مع نجلها البالغ ثماني سنوات في هذه الأكواخ التي ترددت عليها في مناطق أخرى أيضا. وأوضحت بلانشينو التي ترعي مسنين في ضاحية باريس “عندما تمطر نلجأ إلى الكوخ الذي يمدنا بالدفء”. ويشبه داخل الكوخ بألوانه وبطاقات القراءة ومسانده، المكتبات الأخرى وهو يوفّر أيضا كتبا بالإنكليزية والإيطالية والألمانية. كتاب وتوجه طالبتان في الأدب القراء، وتضعان جانبا كتب الأشخاص الذين يأتون يوميا لقراءة حوالي عشر صفحات من رواية ما. وقد أتت كورين آيت عمار (47 عاما) إلى إتريتا لرؤية الأجراف الصخرية التي شغلت مخيلتها في مغامرات أرسان لوبين. وأكدت هذه الممرضة من سان إتيان في وسط فرنسا أن “الأمر رائع ثمة الكثير من الكتب الصادرة في الفترة الأخيرة. ومع ابنتي (12 عاما) نمضي وقتا هنا ونتأخر على بقية أفراد العائلة”. وقد تجاوز هذا المفهوم حدود منطقة نورماندي. في منطقة إيرو (جنوب) احتفلت المبادرة للتوّ بمرور عشر سنوات على اعتمادها بعدما جذبت نحو 21 ألف شخص في أكواخ أقامتها على شاطئ كارنون وفرونتينيان قرب مونبولييه في 2017.

مشاركة :