كيف ارتكبت «فيسبوك» كل هذه الأخطاء؟

  • 7/31/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

نشرت شركة «فيسبوك» أرقاماً مخيّبة للآمال لأرباح الربع الثاني من العام الحالي بشأن نمو المستخدمين والأرباح. كما حذر المسؤولون التنفيذيون كذلك من تراجع كبير في معدل نمو الأرباح السريع في «فيسبوك» لبقية شهور العام الحالي، وأنه من شأن الزيادة في الإنفاق أن تؤدي إلى انخفاض كبير في هوامش الأرباح خلال السنوات الكثيرة المقبلة. وكانت أغلب الكلمات التي تفوه بها المسؤولون التنفيذيون خلال الاجتماع الهاتفي الذي عُقد مع محللي الأسهم مثيرة للقلق والإزعاج.وكانت ردود الفعل تتسم بالذعر العام. فشركة «فيسبوك» على طريقها لإلقاء أكثر من 100 مليار دولار من قيمة سوق الأوراق المالية. وإن حدث ذلك، فسوف تكون أكبر خسارة تتحقق في يوم واحد للقيمة السوقية للأسهم في شركة أميركية عامة على الإطلاق. (وإنصافاً للقول، لا تزال قيمة «فيسبوك» تُقدر بأكثر من نصف تريليون دولار، وهو المستوى الذي بلغته اعتباراً من بداية مايو (أيار) الماضي).والسؤال الآن هو، أين يكمن الخطأ، ومدى القلق الذي ينبغي على شركة «فيسبوك»، والمساهمين، وبقية أعضاء قطاع التكنولوجيا الإحساس به بشأن الشركة التي كانت مثالاً لأكبر نجاح متحقق في مجال التكنولوجيا خلال العقد الماضي؟ وفيما يلي أربعة تفسيرات محتملة لما حدث، ومدى ما يشكله ذلك من سوء بالنسبة إلى «فيسبوك»:أولاً، انهيار الاتصالات. وهذه الفكرة، التي أعرب عنها زميلي جوناثان فيرو من شبكة «بلومبيرغ» الإخبارية، تدور حول أن ما حدث مؤخراً كان بمثابة الفشل في رفع رايات الإنذار أمام مستثمري «فيسبوك». والتفسيرات التي تقدمت بها الشركة بشأن التباطؤ المحتمل في الأرباح في وقت لاحق من العام الحالي – وهو التراجع عن التقلبات في أسعار العملات الأجنبية، والتحول في الأولويات إلى أنواع جديدة من أنشطة الإنترنت التي تولد مبيعات الإعلانات المنخفضة نسبياً، والقرارات الأقل تدخلاً في جمع المعلومات حول المستخدمين – يبدو أنها لا تأتي من فراغ.وبكل تأكيد، قالت شركة «فيسبوك»، إنها كانت تندفع كثيراً على القصص الإخبارية، وصيغ المذكرات المصورة والمرئية الخاصة بالشبكة الاجتماعية وتطبيق «إنستغرام». ولا يمكن التنبؤ بتقلبات أسعار العملات بالضرورة، وكان الرئيس التنفيذي للشركة، مارك زوكربيرغ، يقول إن التغييرات في الحد من الاستخدام غير المجدي لـ«فيسبوك» قد تلحق الضرر بأعمال الشركة. لكن الشركة لم تكن واضحة بدرجة كافية من قبل بشأن نطاق التأثير المحتمل لتلك التغييرات التي تجريها عن عمد في فترات الانقطاع عن الإنترنت. وإن تمكنت الشركة من التنبؤ بذلك، فلقد فشلت إدارة الشركة في تلبية توقعات المستثمرين بشكل صحيح.ثانياً، لم يهتم المستثمرون بتلميحات شركة «فيسبوك». في حين أنه يمكن للمستثمرين الزعم بأنهم فوجئوا بتوقعات تباطؤ النمو، ربما أنهم لم يفاجأوا بشأن هوامش الأرباح المضغوطة. فلقد كانت الشركة تقول منذ شهور، إنها تزيد من الإنفاق بصورة كبيرة لتغطية مجموعة من الأولويات، بما في ذلك تعيين المزيد من الموظفين، وتخصيص المزيد من الموارد التقنية لمنع المعلومات الخاطئة، والدعاية ذات الدوافع السياسية، والتحريض على العنف من إساءة استخدام التجاوزات الرقمية. كما تضاعف الشركة أيضاً من الإنفاق على البرمجة لخدمات الفيديو على الموقع ولصالح شبكة مراكز البيانات الحاسوبية العالمية التابعة لها.وتتوقع الشركة أن تزداد تكاليف التشغيل بنسبة 60 في المائة خلال العام الحالي مقارنة بالعام الماضي، على الرغم من أن المحللين يميلون إلى وصف هذه التوقعات بأنها مرتفعة للغاية. ويبدو الآن أن هذا التقدير لن يكون بعيداً. وللدفاع عن المستثمرين، رغم كل شيء، ربما أن الأمر الأكثر إثارة للقلق ضمن سلسلة تحذيرات «فيسبوك» الأخيرة هو التنبؤ بالهبوط الحاد في هوامش الأرباح في المستقبل القريب. وتتوقع الشركة لهوامش الأرباح التشغيلية أن تقترب من 35 في المائة خلال السنوات القليلة المقبلة. وهذا تباطؤ مثير للذهول في تاريخ الشركة الحديث – حيث كان ذلك الهامش يبلغ 45 في المائة خلال النصف الأول من عام 2018 – ومن توقعات المستثمرين لهوامش الأرباح عند مستوى 44 في المائة في عام 2019 وعام 2020. وكان هذا مذهلاً.ثالثاً، كانت شركة «فيسبوك» مفرطة في الحذر على الصعيد العالمي. كانت الشركة مثل الصبي الذي صرخ فزعاً من الذئب فيما يتعلق بالمسائل المالية. وقبل ما يقرب من عامين كاملين، أشعلت الشركة حالة من الذعر عندما حذرت من التباطؤ المحتمل في معدل نمو الأرباح «بشكل ملموس» في منتصف عام 2017 بسبب أن الشركة لم تتمكن من مواصلة جذب المزيد من الإعلانات على الشبكة الاجتماعية. وشعر المستثمرون بقلق بالغ لما يقرب من عام كامل بسبب هذه التصريحات. وفي نهاية الأمر، حقق معدل النمو هبوطاً طفيفاً للغاية في أواخر عام 2017.كما أثار مايكل ناثانسون، محلل الأسهم لدى شركة «موفيت ناثانسون» المحدودة، احتمال أن تهبط شركة «فيسبوك» بآفاق توقعاتها للأرباح من أجل تفادي المزيد من الضغوط الرقابية. وكلما بدت النتائج المالية لشركة «فيسبوك» سيئة للغاية، تراجعت احتمالات أن يتخذ الساسة والجهات الرقابية في جميع أنحاء العالم المزيد من التدابير المشددة ضد الشركة نظراً لنجاحها الباهر.رابعاً، الأمور تسير إلى الأسوأ بشكل غير متوقع. وإنني أميل إلى هذا التفسير، مع مقتطفات من التفسيرات الثلاثة الأولى. كما أميل إلى الاعتقاد بأن «فيسبوك» قد أُخذت على حين غرة بسبب التدهور المتزامن في معدل نمو المستخدمين. ولا سيما في الولايات المتحدة وكندا، التي تحقق الشركة منهما معظم الأرباح؛ وفي معدل نمو الأرباح، وتوقعات مزيد من التباطؤ؛ وفي توقعات هوامش الأرباح.وقالت شركة «فيسبوك» أيضاً، إن تقسيم الإعلانات مقارنة بأنواع أخرى من المعلومات على تطبيق «إنستغرام» كان تقريباً متشابهاً بالنسبة للشبكة الاجتماعية الرئيسية. أما بالنسبة إليّ، فإن ذلك يشير إلى أن الشركة كانت قلقة بشأن التباطؤ الذي شهدته في الاستخدام أو نمو الأرباح في الشبكة الاجتماعية، وبالتالي أدى الأمر إلى زيادة في عدد الإعلانات على تطبيق الصور والفيديو الصغير. وهذا يثير رائحة الخوف في الأجواء بالنسبة للشركة الأم.* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

مشاركة :